فضحت العملية الفدائية في بئر السبع هشاشة “المنظومة الأمنية” لدى الاحتلال، بل والعسكرية أيضًا، بعد أن استطاع شاب واحد اختراق منطقة يفترض أنها تخضع لرقابة شديدة وأطلق النار متسببًا بعشرات الإصابات، قبل أن ينسحب من الموقع مخلفًا قتيلين أحدهما برصاص الشرطة التي ظنته المهاجم، وأدت العملية لمصرع أفريقي وجندي في لواء النخبة، وإصابة 34 آخرين بينهم 11 شخصًا أصيبوا بالرصاص وبعضهم رجال شرطة وجنود، فيما أصيب 23 آخرين بحالات هلع وصدمة.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن الشاب طعن جنديًا واستولى على سلاحه ثم أطلق النار على آخرين متسببًا بهذا العدد من الإصابات، فيما أثارت هذه العملية تساؤلات طرحتها القناة الثانية حول قدرة الفدائي على فعل كل ما فعل، رغم الإجراءات الأمنية المعقدة في محطة القطار والحافلات التي شهدتها العملية.
وقال نائب قائد “نجمة دواود الحمراء” التي تتولى مهام الإسعاف لدى الاحتلال، إن طواقمهم شاهدوا عند وصولهم لموقع العملية أن الجرحى ينزفون ويصرخون على الأرض على مسافة تمتد لـ 30 مترًا، مضيفًا، أن الجنود حين استعادوا وعيهم وأفاقوا من الصدمة قتلوا مهاجرًا أفريقيًا ونكلوا بجثته.
وكشف مقطع فيديو أعمال تنكيل من قِبل مستوطنين بالأفريقي الذي كان ملقى على الأرض ولم يفارق الحياة بعد، حيث حمل أحد المستوطنين مقعدًا وألقاه على جسد الأفريقي، فيما داس آخر على رأسه، ظنًا منهم أنه هو منفذ العملية، فيما كان الأفريقي ملقى على الأرض مضرجًا بدمائه قبل أن يفارق الحياة متأثرًا بإصابته والتنكيل به.
وأوضح المسؤول في “نجمة داود”، أن منفذ العملية كان يجري بين عشرات الجنود الموجودين في المحطة، ويطلق عليهم الرصاص، قبل أن ينسحب خارجها، وقد أظهر مقطع فيديو فرار الجنود من الشاب الذي يطلق الرصاص، رغم أن الإعلام الإسرائيلي كشف عن أن القتيل من لواء النخبة “جولاني”؛ ما يعني أن الجنود الفارين كانوا جنود نخبة أيضًا، وفي تحليلها للعملية، اعتبرت القناة الثانية أن ما جرى يعد أمرًا خطيرًا من الناحية الأمنية، ويطرح العديد من الأسئلة الصعبة حسب المعطيات القادمة من موقع العملية، مؤكدة، أن الشاب بدأ هجومه مستخدمًا سكينًا ثم استولى على سلاح أحد الجنود أيضًا.
وبينت القناة، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن منفذ الهجوم ربما يكون قد وصل بطريقة ملتوية لداخل المحطة، مرجحة أن يكون الهجوم منظمًا ومعدًا له بشكل مسبق، وأن المنفذ قد يكون على علم بكل التفاصيل المتعلقة بمداخل المحطة ومخارجها، ولم تستبعد القناة أن يكون الفدائي قد تلقى مساعدة من أشخاص آخرين أوصلوه للمحطة وساعدوه في دخولها، متسائلة، “كيف تمكن منفذ الهجوم من السير على الأقدام مسافة 50 مترًا وهو يطلق النار؟”.
وعن نهاية العملية واستشهاد الفدائي، قال نائب قائد نجمة داود، إن الفدائي وبعد انتهائه من إطلاق النار على الجنود والمستوطنين داخل المحطة انسحب منها، ليصطدم بعشرات الجنود القادمين من الخارج ويشتبك معهم حتى انتهت ذخيرته، مبينًا، أن جيش الاحتلال وجد مع الفدائي سكينًا ومسدسًا وبندقية “إم 16″غنمهما من الجنود.
تجدر الإشارة إلى أن هوية الفدائي منفذ العملية ما زالت مجهولة حتى الآن، ولم تتلق الجهات الرسمية والمختصة أي معلومات حولها، فيما نفى نشطاء كافة الأسماء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حول هوية المنفذ بزعم أنها منقولة عن الإعلام الإسرائيلي.
المصدر: قدس الإخبارية