ترجمة وتحرير نون بوست
مع استمرار خوض حوالي 3000 لاجئ كل يوم لمعبر البحر في رحلتهم الخطيرة من تركيا إلى ليسبوس، تتصدر الجزيرة اليونانية أزمة اللاجئين في أوروبا، والزوارق المطاطية التي يصل من خلالها اللاجئون يمكن أن يتم حشرها بأكثر من 50 شخصًا، وغالبًا ما تواجه محركاتها خطر التوقف والانهيار أثناء الرحلة، لتترك القارب ينجرف بعيدًا في عباب بحر إيجه.
بعد أن نجوا من أهوال الحرب، ورحلة البحر المحفوفة بالمخاطر، الميدل إيست آي تتحدث مع بعض الأطفال الذين قاموا بالرحلة حول آمالهم للمستقبل، ورؤيتهم لأوروبا ولبلدانهم.
جالا، 10 أعوام، سورية
– ماذا تعرفين عن أوروبا؟
كنت أظن بأن أوروبا بلد واحد فقط عندما قال لي والدي في البداية بأننا سنذهب إلى هناك، ولكن بعد ذلك قال لي بأننا سنذهب إلى ألمانيا، لذا أصبحت الآن أعرف بأن أوروبا تضم العديد من البلدان.
– ما هو أول شيء ستقومين به عند وصولك في ألمانيا؟
أنا أحب الرسم، وأعرف كيف أرسم المنازل والزهور، أختي رندا علمتني كيف أرسم الورود، لذا فإن أول شيء سأقوم به سيكون رسم الزهور والمنازل في ألمانيا.
جالا، 10 سنوات: “أول شيء سأقوم به سيكون رسم الزهور والمنازل في ألمانيا”
روز، 5 سنوات، سورية
رغم عمرها الذي لا يتجاوز الخمس سنوات، تستطيع روز تمييز الأصوات المختلفة لنيران المدفعية، “جميع الأطفال يميزون تلك الأصوات”، تقول والداتها إيمان، وتضيف: “لم يكن لديها مستقبل هناك، لا أحد من الأطفال يتمتع بمستقبل هناك”.
– ما رأيكِ بسورية؟
سورية كلب، إنها ليست جيدة.
– ماذا تعرفين عن أوروبا؟
ليس هناك حرب في أوروبا، ويمكنني أن أذهب إلى المدرسة هناك.
روز، 5 سنوات ” ليس هناك حرب في أوروبا، ويمكنني أن أذهب إلى المدرسة هناك”
علي، 8 سنوات، أفغانستان
علي لم يترك يد شقيقته طوال فترة رحلته في القارب، لقد كان خائفًا، وكان يعلم بأن شقيقته خائفة أيضًا، وبعد أن فروا من العنف في أفغانستان، ونجوا من أخطار بحر إيجه، تأمل عائلته الآن الاستقرار في السويسرا.
– ما رأيك بالذهاب إلى السويسرا؟
أنا متحمس لأعيش في بلد ليست حارة جدًا وليست باردة جدًا!
– إلى ماذا تتطلع بشدة عند وصولك إلى السويسرا؟
سأكون سعيدًا فقط، سأقوم بكل شيء، سأذهب إلى كل مكان.
علي، 8 سنوات: “أنا متحمس لأعيش في بلد ليست حارة جدًا وليست باردة جدًا”
لوسيل، 5 سنوات، سورية
في الخامسة من عمرها، قضت لوسيل كامل حياتها منذ ولادتها تقريبًا في خضم الحرب الأهلية الدامية التي تشهدها سورية، وباعتبارها أصغر فرد في عائلتها، فإنها لا تتذكر أي شيء عن وطنها سوى القنابل.
– ما هي سورية؟
سورية هي حرب وقنابل كل يوم.
– ما رأيكِ في أوروبا؟
إنها حياة جديدة ويمكنني أن أذهب إلى المدرسة هناك.
لوسيل، 5 سنوات: “سورية هي حرب وقنابل كل يوم”
جاوار، 14 عامًا، سورية
بعد أن تعطل المحرك، جنح القارب الذي تستقله جاوار لمدة خمس ساعات في وسط البحر قبل أن يصل إلى البر.
غارقين بعواطفهم، أجهش العديد من اللاجئين في البكاء عندما أدركوا بأن الفرصة سنحت لهم للحياة مجددًا، وبالنسبة لجاوار، الوصول إلى الطريق الساحلي اليوناني والبدء بمسيرتها الطويلة إلى بلجيكا، الوجهة النهائية لعائلتها، يعني بأنها تستطيع بأن تحلم مجددًا بتحقيق طموحاتها المستقبلية.
– ماذا تريدين أن تصبحي في المستقبل؟
أريد أن أكون صيدلانية، إنها وظيفة جيدة على ما أعتقد، في سورية، كان هناك قنابل وإطلاق للنار كل يوم، لقد كنت خائفة دائمًا، ولكن الآن، وبعد أن أصبحت هنا، لم يعد عليّ أن أكون كذلك.
جاوار، 14 عامًا: “أريد أن أكون صيدلانية، إنها وظيفة جيدة على ما أعتقد”
جنان، 6 سنوات، سورية
بعد أن قُتل والد جنان في سورية، اتخذت والدتها وجدتها القرار بالفرار من البلاد، وعمها، الذي رافقهم بالرحلة، كان يحملها طوال فترة الرحلة البحرية العاصفة التي خاضوا بها، ليصلوا أخيرا إلى الساحل اليوناني.
– ما رأيكِ بسورية؟
انتقلنا من مكان إلى آخر بسبب الحرب، لنحاول أن نكون آمنين، في سورية كنت خائفة كل يوم.
جنان، 6 سنوات: “في سورية كنت خائفة كل يوم”
أحمد، 7 سنوات، سورية
أحمد، شقيق جنان، نزل من القارب مبللًا بكامله بالمياه، يشعر بالبرد، ويرتجف، وذلك بعد أن ضربت الأمواج العاتية القارب المطاطي طوال الرحلة، وإبان فقدانه لوالده في سورية، وإنفاقه لنصف حياته في خضم الحرب، يتطلع أحمد اليوم للعودة إلى المدرسة مرة أخرى.
– ما الذي تعنيه أوروبا بالنسبة لك؟
أوروبا تعني بأنني قادر أن أتعلم مرة أخرى وأذهب إلى المدرسة، كما يمكنني أن أتعلم لغة جديدة.
أحمد، 7 سنوات: “أوروبا تعني بأنني قادر أن أتعلم مرة أخرى وأذهب إلى المدرسة، كما يمكنني أن أتعلم لغة جديدة”
المصدر: ميدل إيست آي