“حبايبنا عاملين إيه”
بعد أن تعرفنا في الحلقات الست السابقة من “سلسلة الأفضل” على نجوم الماضي والحاضر في جميع مراكز اللعب، رأينا أن نفرد هذه الحلقة للحديث عن نوارسنا المهاجرة، وأعني: نجومنا العرب المحترفين في الملاعب الأوروبية، لنقلب “ألبوم” الذكريات ونستحضر أحلى اللحظات التي عاشها أبناء جلدتنا مع أندية القارة العجوز عبر أحقاب التاريخ الرياضي، وصولًا إلى حقبتنا الحالية التي أصبحت فيها كبرى الدوريات الأوروبية تعج بالمحترفين العرب، سواء ممن ولدوا على الأرض العربية من المحيط إلى الخليج ثم ذهبوا للاحتراف في أوروبا، أو ممن لم ينسهم مسقط رأسهم هناك جذورهم العربية، فآثروا اللعب لمنتخبات بلدانهم الأصلية، فاستحقوا احترامنا ومحبتنا، بعكس من فضلوا اللعب لمنتخبات البلدان التي يعيشون فيها، متنكرين لأصولهم وأرض أجدادهم، ومفضلين إغراءات المال والشهرة عليها، وعليه فهم لا يستحقون الذكر ضمن موضوع خصصناه فقط لمن عشقوا أوطانهم، وأخلصوا لتراب آبائهم وأجدادهم، فسرهم أن يرتدوا قمصانًا نقشت عليها بلغة الضاد حروف أوطان أحبتهم شعوبها، وشجعتهم جماهيرها، وتاقت دومًا لمتابعتهم واستقصاء أخبارهم حتى وهم في الغربة، فهم “حبايبنا” الذين نذكرهم كلما سمعنا السيدة نجاة الصغيرة تشدو بأغنيتها الشهيرة:
حبايبنا عاملين إيه … في الغربة وأخباركم إيه
مرتاحين ولا تعبانين … فرحانين ولا زعلانين
مشتاقين ليكم مشتاقين
نوارسنا المهاجرة بين الماضي والحاضر
يذكر التاريخ اسم المغربي العربي بن مبارك، بوصفه أول لاعب عربي احترف في أوروبا، وكان ذلك عام 1938 حين لعب لمارسيليا الفرنسي موسمًا واحدًا فقط، عاد بعده إلى بلاده بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، ليعود بعد انتهائها إلى فرنسا فيلعب مع نادي ستاد فرانسيس ثلاثة مواسم، ثم يذهب إلى إسبانيا للعب في صفوف أتليتكو مدريد، حيث تألق بشدة وقادهم لإحراز لقب الليغا مرتين متتاليتين عامي 1950 و1951، هذا اللاعب الرائع الذي يعرف بلقب “الجوهرة السوداء” قبل بيليه، لم يلعب قط للمنتخب المغربي بل مثل المنتخب الفرنسي، ولكن ذلك لم يكن عن قلة وفاء وانتماء، بل نتيجة تأخر تأسيس المنتخب المغربي حتى عام 1957، وحينها تولى هو بنفسه مسؤولية تدريب أسود الأطلس بعد اعتزاله اللعب تمامًا.
وشهدت حقبة السبعينات بزوغ النجم الجزائري مصطفى دحلب، الذي تألق في صفوف باريس سان جيرمان مدة عشر سنوات وتحول إلى أحد أيقوناته الخالدة، ومن بعده برز جيل الثمانينات بقيادة الحارس المغربي بادو الزاكي الذي لعب لريـال مايوركا الإسباني، ومواطنه عزيز بودربالة الذي لعب لسيون السويسري، إضافةً للنجم الجزائري الشهير رابح مادجر، الذي تألق في بورتو البرتغالي وقاده لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا، بتسجيله هدف الكعب الشهير في مرمى بايرن ميونيخ في نهائي عام 1987.
وتزايدت أهمية محترفينا العرب في أوروبا خلال التسعينات، فبرز الجزائريان عبد الحفيظ تسفاوت وموسى صايب مع أوكسير الفرنسي، ومواطنهما علي بن عربية مع عدة أندية فرنسية كموناكو، سان جيرمان وبوردو، الذي توج معه كأفضل لاعب في الدوري الفرنسي عام 1998، كما تألق في الفترة ذاتها المدافع المصري هاني رمزي مع فيردر بريمن وكايزر سلاوترن الألمانيين، والتونسي عادل السليمي مع فرايبورغ الألماني، إضافةً إلى الثلاثي المغربي: نور الدين النايبت، مصطفى الحجي، وصلاح الدين بصير، الذين لعبوا في صفوف لاكورونيا الإسباني أواخر التسعينات.
واستمر تألق أغلب نجوم التسعينيات في الألفية الجديدة، مع ظهور نجوم عربية أخرى سطعت في سماء أوروبا، كالمصري أحمد حسام ميدو والتونسي حاتم الطرابلسي مع أياكس الهولندي، واللبنانيين رضا عنتر ويوسف محمد مع فرايبورغ وكولن الألمانيين، والجزائري مجيد بوقرة مع غلاسكو رينجرز الإسكتلندي، ومواطنه رفيق صايفي مع تروا ولوريان الفرنسيين، والمصري محمد زيدان مع دورتموند الألماني، والمغربي محمد اليعقوبي مع أوساسونا الإسباني، والتونسي ياسين الشيخاوي مع زيوريخ السويسري، إضافةً إلى الحارس العماني علي الحبسي مع ويغان الإنجليزي.
وفي السنوات الأخيرة الماضية، تزايد عدد نجومنا العرب في الدوريات الأوروبية بشكل كبير، حتى أصبح من النادر أن تخلو بطولة محلية أوروبية من الأسماء العربية المؤثرة، وسنقوم فيما يلي بذكر أهم هذه الأسماء في كل دوري على حده:
في الدوري الإسباني
من المغرب: نور الدين أمرابط، عدنان تيغادويني، وهاشم مستور (مالقا) – يوسف العربي(غرناطة) – زهير فضال (ليفانتي) – فيصل فجر (لاكورونيا) – نبيل الزهر (لاس بالماس) – ياسين بونو (زاراغوزا).
من الجزائر: سفيان فيغولي (فالنسيا) – نبيل غيلاس (ليفانتي) – مدحي لحسن (خيتافي) – فؤاد قادير (بيتيس) – رشيد آيت عثمان (خيخون).
من تونس: أيمن عبد النور (فالنسيا).
في الدوري الإنجليزي
من الجزائر: رياض محرز (ليستر) – نبيل بن طالب (توتنهام) – سعيد بن كلام وعدلان قديورة (واتفورد).
من المغرب: مروان الشماخ (كريستال بالاس).
من مصر: أحمد المحمدي (هال سيتي).
في الدوري الإيطالي
من الجزائر: فوزي غلام (نابولي) – سفير تايدر (بولونيا)- جمال مصباح (سامبدوريا).
من المغرب: عمر قادوري (نابولي) – أشرف لزعر وعبد الحميد الكوثري (باليرمو).
من مصر: محمد صلاح (روما).
من ليبيا: أحمد بن علي (باليرمو).
من العراق: علي عدنان (أودنيزي).
في الدوري الألماني
من المغرب: المهدي بن عطية (بايرن ميونيخ).
من تونس: أنيس بن حتيرة (هيرتا برلين).
من لبنان: جوان عمري (فرانكفورت).
في الدوري الفرنسي
من الجزائر: رشيد غزال (ليون) – رياض بودبوز (مونبلييه) – سعيد بن رحمة (نيس) – مهدي زيفان (رين) – وليد مسلوب (لوريان) – عيسى ماندي (ريمس) – مهدي مصطفى (باستيا).
من المغرب: نبيل ضرار (موناكو) – عبد العزيز برادة (مارسيليا) – منير عبادي (ليل) – كريم آية فانا (مونبلييه) – فؤاد شفيق (لوفال) – ياسين بامو (نانت) – فهد موفي (ليون).
من تونس: وهبي الخزري (بوردو) – جمال السايحي (مونبلييه).
من موريتانيا: ديالو جويديلي (نانسي) – عبدول با (لينس).
في الدوري البرتغالي
من المغرب: عادل تاعرابت ومهدي كارسيلا (بنفيكا) – زكريا لبيض (س لشبونة).
من ليبيا: جمال محمد (جيل فيسنتي) – محمد الشبلي وحمدو المصري (ف سيتوبال).
من الجزائر: ياسين إبراهيمي (بورتو) – إسلام سليماني (س لشبونة).
من مصر: أحمد حسن كوكا (براغا).
في الدوري الهولندي
من المغرب: أسامة طنان (هيراكليس) – كريم الأحمدي (فاينورد) – حكيم زياش (تفينتي) – رشدي أشنطيح (فيتسة) – منير الحمداوي (ألكمار).
في الدوري التركي
من المغرب: عاطف شحشوح (سيفاس) – مصطفى الكبير (غنسلر بيرجلي).
من الجزائر: رايس مبولحي (أنطاليا سبور) – كارل ميدجاني (طرابزون).
من العراق: ضرغام إسماعيل (ريزا سبور).
من سورية: سنحاريب ملكي (قاسم باشا).
في دوريات أخرى
من المغرب: يونس بلهندة (دينامو كييف الأوكراني) – مبارك بوصوفة (لوكموتيف الروسي) – حسين خرجة (ستيوا بخارست الروماني) – مانويل داكوستا (أولومبياكوس اليوناني) – إسماعيل عيساتي (غروزني الروسي) – أحمد المسعودي (لياج البلجيكي).
من مصر: محمد النني (بازل السويسري) – محمود حسن تريزيغيه (أندرلخت البلجيكي).
من الجزائر: العربي سوداني (دينامو زغرب الكرواتي) – رفيق جبور (إيك أثينا اليوناني).
من تونس: أمين الشرميتي (زيوريخ السويسري).
من الأردن: طاهر بواب (كرايوفا الروماني).
أفضل عشرة محترفين عرب “حالياً”
من بين نجومنا العرب الذين لاتزال الملاعب الأوروبية والعالمية تشهد على تألقهم، انتخبنا الأسماء العشرة التالية التي رأينا أنها الأكثر تميزًا في الوقت الراهن، وذلك بناءً على عطائهم مع أنديتهم خلال الموسمين الماضي والحالي، مع أخذ اسم النادي وقوة الدوري الذي يلعبون ضمنه في الحسبان، دون أن ينقص ذلك – بالطبع – من قيمة وتميز بقية نوارسنا المهاجرة، سواءً ممن سردنا أسماءهم ضمن الفقرات السابقة، أو ممن لم تسعفنا الذاكرة والمساحة المتاحة لذكرهم:
– محمد صلاح (مصر – روما): ميسي المصري وسندباد اللاعبين العرب، لم توثر كثرة تنقلاته بين الأندية على جودته وعطائه، بل صقلت تجربته ليصبح لاعبًا من الطراز العالمي، يقود هجوم نادي العاصمة الإيطالية بكل اقتدار منذ مطلع الموسم الحالي.
– ياسين ابراهيمي (الجزائر – بورتو): هو رابح مادجر الجديد بحسب الصحف البرتغالية، التي شبهت ما فعله محارب الصحراء مع نادي التنانين الموسم الماضي حين قادهم إلى ربع نهائي دوري الأبطال، بما فعله نجم الثمانينات الذي قادهم إلى التتويج باللقب عام 1987.
– أيمن عبد النور (تونس – فالنسيا): قدم الموسم الماضي مع موناكو الفرنسي ما جعله مصنفًا ضمن نخبة أفضل مدافعي القارة الأوروبية، فتلقفه نادي الخفافيش هذا الموسم، لتعويض رحيل الأرجنتيني أوتاميندي في قيادة خط دفاعه إلى جانب شكيردان مصطفي.
– المهدي بن عطية (المغرب – بايرن ميونيخ): يحظى بثقة مدربه غوارديولا، الذي يرى فيه الشريك الأمثل لبواتينغ في قيادة دفاع كتيبة أبطال البوندسليغا، ولكن كثرة إصاباته أثرت على مشاركاته، دون أن تلغي دوره الكبير مع الفريق عندما يكون في أفضل حالاته البدنية.
– سفيان فيغولي (الجزائر – فالنسيا): ازدادت أهميته كثيرًا في موسمه الرابع مع خفافيش الميستايا، ليصبح القائد الحقيقي لعملياتهم الهجومية، وصاحب الفضل الأكبر في إعادتهم للمشاركة في دوري الأبطال هذا العام، بعد احتلالهم المركز الرابع في ليغا الموسم الماضي
– فوزي غلام (الجزائر – نابولي): في الموسم الماضي تحت قيادة بينيتيز، والحالي تحت قيادة ساري، لايزال الظهير الجزائري الأيسر محافظًا على جودته ومستواه الرفيع مع فريق الجنوب الإيطالي، مما وضعه ضمن نخبة أفضل لاعبي مركزه في السيري آ.
– إسلام سليماني (الجزائر – سبورتنغ لشبونة): هداف فريقه حامل لقب كأس البرتغال الموسم الماضي، لاتزال إسهاماته الهجومية حاضرةً بقوة مع فريق العاصمة البرتغالية، الذي يبدو منافسًا جديًا على لقب الدوري الحالي تحت قيادة جورجي جيسوس.
– رياض محرز (الجزائر – ليستر سيتي): المفاجأة السارة في كتيبة ليستر سيتي، نجح في تسجيل انطلاقة ممتازة مع فريقه هذا الموسم، بإحرازه خمسة أهداف في المباريات الثمان الأولى، ليصبح مطلبًا لكبار أندية البريمير ليغ التي رأت فيه مشروع هداف يعد بالكثير.
– نبيل ضرار (المغرب – موناكو): قدم صانع الألعاب المغربي أداءً ممتازًا مع فريق الإمارة ثالث الدوري الفرنسي الموسم المنصرم، وتألق معه في دوري الأبطال بعد مغامرة فريدة انتهت عند ربع النهائي، وتابع أداءه المتزن هذا العام، ليستحق مكانًا ضمن قائمة الأفضل.
– وهبي الخزري (تونس – بوردو): حصد الإعجاب مع فريقه الخمري منذ أول مواسمه معه، فنجح في تسجيل تسعة أهداف رغم كونه صانع ألعاب، وتابع تميزه الموسم الحالي، فأحرز أربعة أهداف في ثماني مشاركات، جاذبًا إليه أنظار كبار أندية فرنسا والقارة العجوز.