بدأت إسبانيا منذ أمس في تعزيز حدودها مع المغرب في جيب مليلية عبر وضع أسلاك شائكة إضافية وذلك للحد من وصول المهاجرين غير الشرعيين الذين يعتبرون منطقة مليلية بوابتهم الوحيدة لأوروبا.
وقال المتحدث باسم شرطة المدينة، إنه جرى وضع أسلاك شائكة “على القسم الأعلى من السياج الحدودي بارتفاع سبعة أمتار في بعض النقاط المحددة”، مضيفا أن السلطات الاسبانية قررت إعادة وضع الأسلاك الشائكة “لتعزيز الأمن” على هذه الحدود التي يبلغ طولها نحو 11 كليومترا حول جيب مليلية التي تسيطر عليها إسبانيا الذي عاد ليشهد تدفقا كبيرا للمهاجرين.
وتواردت أنباء اليوم عن قيام أكثر من 150 مهاجرا بمحاولة اقتحام السياج الحديدي للمدينة، نجح عدد منهم في الدخول بالفعل، فيما أكدت مصادر أن واحدا من هؤلاء المهاجرين لقي مصرعه خلال هذه المحاولة، إثر سقوطه من أعلى السياح الحديدي، الأمر الذي أسفر أيضا عن جرح أربعة مهاجرين غير شرعيين آخرين، بالإضافة إلى اعتقال السلطات الإسبانية ٤٠ شخصا.
وأعربت منظمة العفو الدولية في بيان لها أمس عن “القلق الشديد” إزاء إعادة وضع الأسلاك الشائكة معتبرة أن “رد الحكومة الاسبانية على ضغط المهاجرين يتجه إلى الابتعاد عن حقوق الإنسان بالنسبة إلى الذين يحاولون دخول اسبانيا”.
وبين الاول من كانون الثاني/يناير والسابع عشر من ايلول/سبتمبر 2013 حاول نحو 3000 مهاجر عبور الحدود بشكل سري الى جيب مليلية، حسب ما قالت وزارة الدفاع الاسبانية تم إعادة 77 منهم فقط. فيما كان يصل العدد إلى 1610 مهاجرا خلال الفترة نفسها من العام 2012.
وينتقل المهاجرون غير الشرعيون إلى مركز توفره لهم الشرطة الإسبانية في المدينة الإفريقية، التي تنقلهم لاحقا بعد تسوية أوضاعهم إلى إسبانيا، ومنها ينتقل المهاجرون إلى دول أوروبية أخرى.
ورغم المحاولات العديدة للهجرة إلا أنه وقبل قرابة ثلاثة أسابيع، أشاد وزير الداخلية الإسباني، خورخي فيرنانديز دياز، بعلاقات التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الهجرة السرية، مثمنا مستوى التعاون مع المغرب في مجال مكافحة تهريب الأشخاص.
ومليلية (بالإسبانية: Melilla) هي مدينة ذاتية الحكم تبلغ مساحتها 12,3 كم مربع تقع قبالة الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة الإيبيرية. تحيط بها الأراضي الريفية المغربية من كل الأطراف، يحدها من الشرق والشمال الشرقي البحر الأبيض المتوسط، وتحدها من الغرب والشمال الغربي والجنوب مملكة المغرب.
وترفض المملكة المغربية حالياً الاعتراف بشرعية الحكم الإسباني على مدينتي سبتة ومليلية، وتطالب المملكة إسبانيا بالدخول في مفاوضات مباشرة معها لأجل استرجاعهما. كما تعتبرهما إحدى أواخر معاقل الاستعمار في إفريقيا.