أوقفت قوات الأمن اللبنانية أمير سعودي في مطار بيروت بلبنان بعد ضبطه بكميات كبيرة من المخدرات كان يحملها على متن طائرته الخاصة، الاثنين الماضي، حيث كانت تستعد للتحليق نحو السعودية قبل أن يتم إيقافها، وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الكمية بلغت نحو طنين من المخدرت، وهي عبارة عن حبوب الكبتاغون المخدرة وكمية من الكوكايين.
هذا وتمت إحالة الأمير إلى النيابة العامة بجبل لبنان هو وأربعة من مرافقيه للاستجواب، وكان موقع المنار قد نشر صورًا للصناديق المضبوطة البالغ عددها نحو 32 صندوقًا بالإضافة إلى 8 حقائب، وقال الموقع إن الصناديق حملت ملصقات تظهر أنها خاصة بالأمير.
فيما تحدث مصدر أمني لبناني عن أن عملية تهريب المخدرات تلك هي الأكبر التي يتم إحباطها عبر مطار بيروت الدولي، بعد إحباط عملية تهريب 15 مليون حبة كبتاغون في أبريل الماضي، وذلك خلال تصريحاته لوكالة الأنباء الفرنسية.
ومن المتوقع أن يخرج الأمير السعودي من التحقيقات بسلاسة شديدة حيث أنه ليس الأول من العائلة الحاكمة السعودية وأمراء الخليج بشكل عام الذي يتورط في قضايا مشابهة، فيما تجنبوا جميعًا الملاحقة القضائية لاحتمائهم بالحصانة الدبلوماسية.
فكانت اتهامات مماثلة تلاحق الأمير نايف بن سلطان بن فواز الشعلان بتهريبه طنين من الكوكايين من فنزويلا إلى فرنسا في العام 1999، وتمت إدانته في العام 2007 حيث صدر بحقه حكم غيابي بالسجن 10 سنوات بالإضافة إلى غرامات مالية تصل إلى 100 مليون دولار، لاتهامه باستغلال حصانته الدبلوماسية من أجل إدخال المخدرات إلى الأراضي الفرنسية على متن طائرة خاصة، واتهمته الولايات المتحدة أيضًا بالتآمر على توزيع الكوكايين، ولكن الأمير السعودي تمكن من الفرار.
فيما تحدثت وثائق دبلوماسية أمريكية سرية نشرها موقع ويكيليكس في العام 2010 عن إقامة أمراء سعوديين لحفلات تفاخر بالشراب والمخدرات وموسيقى الروك أند رول والجنس، حيث أقام أحد الأمراء السعوديين عائلة الثنيان حفلة تحت الأرض لمناسبة هالوين وحضرها أكثر من 150 سعوديًا وسعودية في العشرينات والثلاثينات من العمر، حيث ساهمت شركة أمريكية لمشروبات الطاقة في تمويل الحفلة.
البرقية المسربة من ويكليكس ذكرت أن استخدام الكوكايين والحشيش أمر شائع في هذه الأوساط الاجتماعية، لكن لا يتم معرفته في هذه المناسبات من الحفلات السرية المزدهرة في السعودية بفضل الحماية التي يتمتع بها أعضاء الأسرة الملكية الحاكمة كما تحدثت عن ارتفاع أسعار الكحول المهربة إلى مبالغ ضخمة تصل إلى 400 دولار للزجاجة ما يجبر الشخص الذي يقيم الحفلة على إعادة ملء الزجاجات بالكحول القوية المصنعة محليًا.
هذا وتعتبر حبوب الكبتاغون هي الأكثر انتشارًا في السعودية حيث أنها مادة ذات فعالية سريعة، وتتواجد بوفرة، ويستخدم السعودي للمساعدة على اليقظة أو لتخفيض الوزن، بينما تضبط السلطات السعودية من هذ العقار نحو 60 مليون قرص سنويًا، أي ما يعادل 10% فقط من إجمالي الاستهلاك في السوق السعودي.
ورغم أن القانون السعودي شدد العقوبات على مهربي ومدمني المخدرات على السواء إلا أن استهلاك السعودية للمخدرات والمنشطات غير القانونية يظل الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، بحسب تصنيف الأمم المتحدة، رغم أن عقوبة تهريب المخدرات أو إنتاجها في السعودية قد تصل إلى الإعدام، كما أن حيازة مواد مخدرة سواء أكانت بغرض التعاطي أو التوزيع يعاقب عليها بالسجن ما بين عامين إلى 25 عامًا بالإضاقة إلى الجلد والتغريم المالي.
تلك العقوبات والتشديات الصارمة التي تمارسها السلطات السعودية لا تميل للتطبيق على أمراء وأميرات العائلة المالكة المحصنين غالبًا من أن تطبق عليهم تلك القوانين، حيث أنهم يتمتعون بالحماية بحكم انتمائهم للأسرة الحاكمة، فيما تنفذ تلك العقوبات على المواطنين العاديين أو حتى الأجانب.
الاتهامات التي يواجهها الأمراء السعوديون لا تقف عند حد الإتجار بالمواد المخدرة وحسب، ففي سبتمبر الماضي اعتقلت شرطة مدينة لوس أنجليس الأمريكية الأمير السعودي ماجد بن عبد العزيز آل سعود، البالغ من العمر 28 عاما، لاتهاماتات تتعلق بمحاولته إجبار عاملة في قصر بمنطقة بيفرلي هيلز على ممارسة الجنس الفموي معه، وأفرج عن الأمير السعودي في اليوم التالي بكفالة قدرها 300 ألف دولار، حيث أن الأمير لم يكن يحظى بحصانة دبلوماسية بحسب ما صرح به القسم القنصلي الخاص في إدارة الشرطة بلوس أنجليس.
كما اتهمت أميرة سعودية في لوس أنجلس، تدعى مشاعل العيبان، زوجة محافظ منطقة الخرج السعودية الأمير عبدالرحمن بن ناصر في العام 2013 بالإتجار بالبشر للاشتباه في احتجاز عاملة منزلية رغمًا عنها وأنها تعاملها كالعبيد، وأفرج عنها بكفالة بقيمة خمسة ملايين دولار وأسقطت الاتهامات عنها في نهاية الأمر.
ما يزيد من سوء استغلال الأمراء لنفوذهم هو تمتعهم بالحصانة الدبلوماسية أو التيقن من وجود ظهير يحمي ويسند من يخطيء من الأمراء تتمثل في الأسرة المالكة في السعودية.