أنهت الانتخابات التركية التي عُقدت في السابع من يونيو من هيمنة حزب العدالة والتنمية على البرلمان والذي مكنته من تشكيل الحكومة منفردا لأكثر من عقد من الزمان، كما أعطت حزب الشعوب الديموقراطية الكردي دورا أقوى وأكبر كلاعب صاعد في السياسة التركية. لكن على الرغم من ذلك، لم تستطع الأحزاب التركية على اختلافها تشكيل حكومةٍ ائتلافية.
يأمل الأتراك أن تؤدي هذه الانتخابات إلى معالجة المشكلات العالقة. وفي ذات الوقت الذي فشل فيه السياسيون في التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة، شهدت البلاد موجة هجمات على المدنيين والجيش بشكل لم تشهده البلاد منذ عشرات السنين، وفي ذات الوقت تصاعدت احتجاجات بين المعارضة التركية تشير إلى رغبة الدولة في السيطرة على الإعلام وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تزايد القلق على نطاق واسع بعد انخفاض قيمة الليرة التركية.
وبعد عامين من توقف إطلاق النار بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، تزايدت الأوضاع سوءا مع تصاعد الهجمات في كافة أنحاء تركيا، والذي اتُهم فيها حزب العمال الكردستاني بالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
يحكم حزب العدالة والتنمية المحافظ اجتماعيا تركيا منذ 13 عاما. يقوده الآن أحمد داوود أوغلو، الأكاديمي ووزير الخارجية السابق منذ 2014 بعد أن قرر زعيم الحزب ومؤسسه رجب طيب أردوغان خوض معركة الرئاسة.
على مدار سنوات حكمه، لا سيما المبكرة منها، حصل الحزب على مديح المجتمع الدولي بسبب موقفه الداعم لترسيخ الديموقراطية، والمشاركة بجدية في مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي، ولتحويل الاقتصاد التركي المنهار في بداية حكمه إلى آخر مستقر مع مستقبل واعد.
لكن الدعم الدولي للحزب لم يستمر بعد أن تزايدت الانتقادات الدولية للعدالة والتنمية الذي أصبح متهما بقمع المعارضة والإعلام وحظر مواقع التواصل الاجتماعي وإجراء تعديلات دستورية وقانونية لترسيخ سلطته.
النظام الانتخابي المستعمل في تركيا هو نظام التمثيل النسبي ذو القائمة المغلقة، إذا تقوم الأحزاب بترشيح مجموعة من الأعضاء في منطقة معينة ضمن قائمة تتنافس فيما بينها، ويتم توزيع المقاعد الانتخابية حسب عدد الأصوات الحائزة عليها كل قائمة وتبدأ من أعلى قائمة المرشحين حتى تنتهي الأصوات الحاصل عليها الحزب.
كل الأتراك الذين يبلغون الثامنة عشرة يحق لهم التصويت في الانتخابات.
ويفضل معظم الأتراك اختيار مرشحيهم على أساس الحزب وليس على أساس كفاءة المرشح، وهو ما قد يفسر غياب المستقلين عن البرلمان التركي الحالي.
ستنتهي الحملات الانتخابية يوم السبت 31 أكتوبر في السادسة مساء، وتبدأ بعدها فترة الصمت الانتخابي.
ستبدأ عملية التصويت يوم الأحد بين السابعة صباحا والرابعة عصرا، أو الثامنة صباحا والخامسة عصرا بحسب المناطق المختلفة في تركيا.
جميع أماكن الترفيه والملاهي وأماكن بيع الخمور يتم إغلاقها تماما أثناء فترة التصويت.
سيتم البدء في معرفة النتائج غير الرسمية مساء يوم التصويت، بعد رفع حالة الصمت الانتخابي المفروضة من قبل اللجنة العليا للانتخابات.