ثورة عالمية في مجال التعليم
الشبكة العنكبوتية، أو الشبكة السحرية كما يحلوا للبعض تسميتها، وكما نجحت سابقا في تمكين الأقارب والأحبة من اللقاء والحديث وجها لوجها دون تحمل عناء التنقل والسفر، ها هي اليوم تمكن الطلبة من مزاولة دروسهم من خلف شاشات الكمبيوتر، وتمكن الأساتذة من تقديم الدروس لآلاف الطلبة في نفس الوقت، من داخل إحدى غرف البيت، أو من مكتبه الخاص أو من أي مكان به لوحة وآلة تصوير، وتمكن أيضا إدارة الجامعة من ضم عشرات الآلاف من الطلبة، دون أن تخصص لهم قاعة درس واحدة.
ريبيكا ستون تتلقى دروسها الجامعية عبر الانترنت، وخلال أسابيع معدودة ستحصل على شهادة الليسانس في علم الأحياء، البيولوجي، بالرغم من أنّها لم تدخل أي جامعة، كما أنها لم تلتق بأستاذ واحد طيلة الفترة التي تلقت فيها دروسها الجامعية، وهي تتلقى جميع دروسها عبر الانترنت، وفي تقرير مصور ليورو نيوز، تقول ريبيكا وهي تشير إلى صفحة على الانترنت: “هذا هو فصلي، بالنسبة لدرس علم النفس، المدرب يضع المعلومات على هذه الصفحة”.
وحول السبب الذي دفعها لاختياره الدراسة عبر الانترنت تقول ريبيكا: “المرونة، أردت مزاولة دراستي بإحدى الجامعات التقليدية، ولكن جدول عملي لا يسمح لي بأخذ الدروس التي أحتاجها”، وهو تقريبا أهم الأسباب الذي يدفع الطلبة إلى اختيار الدراسة عبر الانترنت، عساهم يكسبون الوقت، واكتسبوا حرية تنظيم جدول أوقاتهم حسب انشغالاتهم، دون الارتباط بتوقيت معين للدروس.
أحد الأساتذة الجامعيين الذين يقدمون دروسهم عبر الانترنت، أبدى فرحته لتمكنه من تقديم دروسه لحوالي 30 ألف طالب في مختلف دول العالم، دون أن يضطر للسفر أو حتى للتواجد داخل مبنى الجامعة، فهو يقدم دروسه من غرفة مفتوحة ودروسه موجودة على الانترنت مجانا ومفتوحة للجميع، وبإمكانه كذلك أن يتلقى أسئلة الطلبة وأن يجيب عليها وهو يحتسي القهوة مع عائلته.
وفي نفس الوقت، يشدد أساتذة جامعيون على أهمية العلاقة بين الأستاذ والطالب، حيث تقول أستاذة تدرس في جامعة تقليدية وتقدم في نفس الوقت بعض الدروس عبر الانترنت: “لا أعتقد أنه بإمكاننا الإبتعاد عن إشراك الأستاذ مع الطالب، إلاّ أنّ الأمر يتعلق بالوصول إلى الأشخاص الذين لا يمكنهم الوصول إلى الجامعة بطريقة أو بأخرى”.
بعض الجامعات العالمية، والتي لم تنخرط بعد في هذا النظام، ورغم عدم تقديمها لشهادات رسمية لمتابعي دروسها عبر الانترنت، عمدت إلى طرح بعض مناهجها ومقرراتها على الإنترنت بشكل مجاني ومتاح للجميع، كما قامت بتطوير منصات تقنية متطورة تهدف إلى خلق بيئة تعليمية تفاعلية افتراضية، حيث يمكنك من خلالها حضور المحاضرات، والتواصل مع الأساتذة، والقيام بأداء الفروض الدراسية، وكذلك التحاور مع الزملاء في شؤون الدراسة وحل الأسئلة سوياً، والعمل في بعض المشاريع الدراسية، إلى جانب اجتياز عدد من الامتحانات المختلفة.