قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إنه يتوقع أن يتجمع المئات من الناس في الاحتجاجات التي ستنظم أمام مقر رئيس الحكومة البريطانية في لندن، ضد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “الذي يتهم بارتكاب كم كبير من انتهاكات حقوق الإنسان”.
وقالت الصحيفة في تقرير لها نشر الأربعاء، إن تحالفا عريضا من المجموعات المصرية والبريطانية دعا إلى التظاهر مساء الأربعاء، “حيث يتوقع حينها أن يصل قائد الجيش السابق إلى المملكة المتحدة، وكذلك صباح الخميس عندما يجري محادثات داخل رقم 10، مقر رئيس الوزراء”.
ونقلت الصحيفة عن منسق واحدة من مجموعات المحتجين المعروفة باسم “أوقفوا السيسي”، سامح شافعي، قوله إنهم سوف يحولون حياته إلى جحيم، وإن “أسوأ شيء يمكن أن يحدث هو أن يتمكن من الإفلات من العقاب. والهدف هو إظهار الصورة المقابلة لما يحب هو أن يظهر عليه – من أنه رئيس شرعي وأن الكل يحبونه”.
Make sure you stand with us against Sisi's visit to the UK next Wednesday outside 10 Downing st 5pm #StopSisi pic.twitter.com/zfg4ovxUEx
— #StopSisi (@WhoIsSisi) October 27, 2015
وقال شافعي إن “الهدف من التظاهرة هو إثبات أنه ليس كما يدعي، وإظهار عكس الرسالة التي يرغب هو في إيصالها، وأن نشهر به بسبب جرائمه. أعتقد أن السياسيين البريطانيين وكل الناس هنا بحاجة لأن يفهموا أن النقطة التي يحاول ترويج نفسه من خلالها – ألا وهي أنه رجل عسكري قادر على جلب الاستقرار – هي النقيض تماما لما عليه الوضع حاليا في مصر”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “ما فتئت المعارضة لزيارة السيسي تعتمل منذ أن أعلن عنها في شهر يونيو، وكان ذلك بعد يوم واحد من إقرار محكمة مصرية حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس السابق محمد مرسي”.
وشددت “الغارديان” على تسمية ما قام به السيسي في 3 تموز/ يوليو 2013، بـ”الانقلاب العسكري”، الذي أطاح من خلاله الجيش بالرئيس محمد مرسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة المتحدة تجري تحقيقها الخاص بها في جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، بينما يرى دافيد كاميرون أن السيسي يشكل سدا منيعا في وجه التطرف في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وقالت الصحيفة إنه “في مؤتمر صحفي انعقد في تشيرش هاوس في وسط لندن، أكدت المجموعات التي تقف وراء الاحتجاجات أنها طيف واسع من الاتجاهات والقناعات”.
وقال بيتر أوبورن، المعلق السياسي والكاتب في مجلس “ذي سبيكتاتور” – والذي سيلقي كلمة في تظاهرة الأربعاء: “الأمر لا يتعلق باليمين أو اليسار، وإنما يتعلق بما هو صواب وخطأ، ومن الخطأ على وجه التأكيد أن يأتي السيسي إلى بريطانيا”.
ومن المنظمات الأخرى المشاركة: مبادرة التضامن مع مصر، واتحاد الجمعيات الإسلامية للطلاب، وحرة شباب السادس من إبريل، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، وتحالف أوقفوا الحرب، والحملة ضد تجارة السلاح. ويتوقع أن يشارك في التظاهرة أيضا ممثلون عن الاتحاد الوطني للطلاب.
وقالت الصحيفة إن منظمي الاحتجاجات يتهمون السيسي بإعادة الدكتاتورية إلى مصر، وبشن حرب على حرية التعبير والتربع على رأس نظام وارى وراء القضبان عشرات الآلاف من معارضيه السياسيين ومارس بحقهم التعذيب والاختفاء القسري والاغتصاب على نطاق واسع.
وكانت أكبر خسارة في الأرواح قد وقعت أثناء مجزرة رابعة في الرابع عشر من آب/ أغسطس 2013، والتي قدر عدد من قضوا نحبهم يومها ما بين ثمانمائة إلى ألف إنسان. وقد وصفت منظمة “هيومن رايتس واتش” ما حدث بأنه “أكبر مجزرة بحق المتظاهرين تقع في يوم واحد في التاريخ المعاصر”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية تحرص على التعامل مع السيسي في مجال الأمن، “وقد أصدرت منذ الانقلاب في عام 2013 رخصا لبيع السلاح بما تصل قيمته إلى خمسة وثمانين مليون جنيه إسترليني، بما في ذلك ما قيمته أربعون مليون جنيه إسترليني من التجهيزات الخاصة بعربات الهجوم العسكرية، صدرت بها رخصة في مارس من هذا العام”.
ونقلت “الغارديان” عن الناطق باسم الحملة ضد تجارة السلاح، أندرو سميث، قوله إنه “كان ينبغي على المملكة المتحدة أن تقدم الدعوات المطالبة بالتغيير في مصر لا أن تفرش السجاد الأحمر لحاكمها الذي يزداد طغيانا يوم بعد يوم. نشارك في الوقفة الاحتجاجية لأننا نريد وقف مبيعات السلاح إلى مصر ونريد أن نرى نهاية للدعم السياسي الذي يعزز النظام فيها”.
إلا أن مكتب رئيس الوزراء دافع عن المحادثات، متحججا بأننا “كلما كانت علاقات العمل بيننا قوية كلما كنا أكثر قدرة على إجراء مباحثات صريحة حول القضايا التي نختلف بشأنها”.
المصدر: الغارديان – تقرير: عربي 21