دوري أبطال آسيا
لا تمتد جذور البطولة الآسيوية – الأهم على صعيد الأندية – عميقًا في تاريخ اللعبة، فهي الأخيرة تأسيسًا بين أخواتها في بقية القارات، حيث كانت انطلاقتها عام 1967 تحت مسمى (بطولة أندية أبطال آسيا)، ولم تستمر طويلًا حينها، إذ توقفت عام 1971 بعد الانسحاب المشرّف لنادي الشرطة العراقي من نهائي البطولة، لرفضه اللعب أمام ماكابي الصهيوني، وتبعه إعلان جميع ممثلي الدول العربية انسحابها من أي بطولة يتواجد فيها أي ناد إسرائيلي، لتتوقف البطولة لمدة 14 عامًا، وتعود عام 1985 بعد طرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي، لتقام بشكل شبه منتظم حتى يومنا هذا.
وقد شهدت البطولة منذ تأسيسها الكثير من التقلبات والمتغيرات، حتى وصلت إلى شكلها ونظامها الحاليين تحت مسمى “دوري أبطال آسيا” اعتبارًا من موسم 2002 – 2003، حيث أصبحت الأندية المشاركة تقسم إلى قسمين، شرقي وغربي، بحسب موقعها من القارة، وذلك لتجنيبها مشقة السفر الطويل، ولم تشهد البطولة منذ ذلك التاريخ أية تعديلات تذكر على صعيد التنظيم، إلا فيما يتعلق بعدد الدول المشاركة وتصنيفها، حيث أصبحت نتائج السنوات الـ4 الأخيرة في البطولات الآسيوية، هي معيار تصنيف الدول الآسيوية الذي يعتمد عليه بشكل رئيسي في موضوع تنظيم البطولة، حيث تعطى للدول الأعلى تصنيفًا فرصة المشاركة بعدد أكبر من أنديتها.
الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة يبلغ 3، ويحمله نادي بوهانغ ستيلرز من كوريا الجنوبية، التي تحمل بدورها الرقم القياسي في عدد مرات فوز أنديتها باللقب الآسيوي برصيد 10 ألقاب.
لقب بطولة العام الماضي ظفر به فريق أسترالي لأول مرة في تاريخ البطولة، وذلك بعد فوز ويسترن سيدني على الهلال السعودي بنتيجة 1-0 في مجموع المباراتين.
الأبطال العرب
تحمل الأندية العربية ألقاب 7 من البطولات الـؤ33 الماضية، افتتحها السد القطري بفوزه بلقب موسم 1988 – 1989 على حساب شقيقه الرشيد العراقي (الكرخ حاليًا)، فيما فاز الهلال السعودي بلقب عام 1991 على حساب استقلال طهران، وأضاف لقبًا ثانيًا لخزائنه موسم 1999 – 2000 على حساب جوبيلو إيواتا الياباني، فيما كان رابع الألقاب العربية من نصيب العين الإماراتي، الذي فاز بلقب البطولة الأولى بالشكل الجديد موسم 2002 – 2003 على حساب تيروساسانا التايلندي، لتعود الأندية السعودية للتألق عبر الاتحاد الذي حمل اللقب مرتين متتاليتين، عام 2004 على حساب سيونغنام الكوري الجنوبي، وعام 2005 على حساب شقيقه العين الإماراتي، أما آخر الألقاب العربية فكان من نصيب السد القطري صاحب اللقب الأول، وذلك بتفوقه في نهائي عام 2011 على جيونبوك الكوري الجنوبي.
ولم تنجح أنديتنا العربية في إضافة لقب جديد إلى سجلاتها خلال السنوات الثلاث الماضية، رغم بلوغ الأهلي السعودي نهائي عام 2012، ومواطنه الهلال نهائي العام الماضي.
الطريق إلى النهائي
تحمل البطولة الحالية الرقم 34 منذ تأسيسها، و13 منذ اعتماد نظامها الجديد، وقد انطلقت في 4 فبراير بمشاركة 49 ناديًا من 21 دولة آسيوية (لم تكن بينها سوريا، لبنان، والعراق لعدم استيفائهم الشروط المطلوبة من حيث التجهيزات الأمنية والملاعب)، وبعد لعب التصفيات دخل 32 ناديًا دور المجموعات، حيث تم توزيعهم على 8 مجموعات بواقع 4 مجموعات لأندية شرق آسيا ومثلها لأندية الغرب، على أن يتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى أدوار خروج المغلوب، التي تقام على مرحلتين، ذهاب وإياب.
وقد بلغ عدد مباريات البطولة حتى الآن 141 مباراة، شهدت تسجيل 391 هدفًا، واستطاع في نهايتها ناديا أهلي دبي الإماراتي وجوانجزو إيفرغراند الصيني الوصول إلى المحطة النهائية بكل جدارة، فأهلي دبي حل وصيفًا في مجموعته برصيد 8 نقاط من فوزين وتعادلين وهزيمتين، بعد الأهلي السعودي وقبل كل من ناساف الأوزبكي وتراتكتور الإيراني، ليواجه مواطنه العين في دور الـ16 ويتجاوزه بفارق التسجيل بعد تعادلين، ثم يتفوق على نفط طهران الإيراني في ربع النهائي بفوزين، قبل أن يقصي الهلال السعودي في نصف النهائي، بعد تعادل بهدف لمثله في المملكة، وانتصار دراماتيكي في اللحظات الأخيرة بنتيجة 3-2 في دبي.
أما جوانجزو الصيني، فقد تصدر مجموعته برصيد 10 نقاط من 3 انتصارات وتعادل وهزيمتين، أمام كل من كاشيوا الياباني وسيدني الأسترالي وسيول الكوري، ليواجه سيونغنام الكوري ويتجاوزه بفارق الأهداف بعد فوز وهزيمة، ثم يتفوق على كاشيوا الياباني في ربع النهائي بفوز وتعادل، قبل أن ينتصر في معركة نصف النهائي على ممثل اليابان الآخر جامبا أوساكا، بفوزه بهدفين لهدف ذهابًا، وتعادله سلبًا في مباراة الإياب.
على كفي ميزان
رغم إحرازه 6 ألقاب محلية في بطولة الدوري الإماراتي آخرها الموسم قبل الماضي، لا يعتبر النادي الإماراتي – المؤسس عام 1970 – من الأوجه المألوفة في الأدوار النهائية للبطولة الآسيوية، فرغم مشاركته فيها 6 مرات سابقًا إلا أنه لم يستطع تجاوز دور الـ16، بعكس جوانجزو إيفرغراند الذي استطاع في مشاركاته الثلاث السابقة بلوغ ربع النهائي، بل وإحراز لقب البطولة عام 2013 على حساب سيول الكوري في النهائي، كما أن النادي الصيني المؤسس عام 1954، مسيطرٌ تمامًا على لقب الدوري في بلاده منذ عام 2011، حيث أحرز 4 ألقاب متتالية، وأردفها بلقب العام الحالي قبل أيام.
وعلى صعيد البلدان، تتفوق الصين على الإمارات من حيث إنجازات أنديتها في دوري أبطال آسيا، بإحراز ممثليها لقبين آسيويين (عبر لياونينغ هوين موسم 89 – 90، وجوانجزو إيفرغراند عام 2013)، إضافة إلى بلوغها النهائي مرتين، عبر لياونينغ وداليان، أما الأندية الإماراتية فتقتصر إنجازاتها على فوز العين ببطولة موسم 2002 – 2003، إضافة إلى بلوغ النادي نفسه نهائي عام 2005.
التحليل الفني
من المتوقع أن يعتمد مدرب الأهلي الروماني الشاب أورلايو كوزمين، على الخطة عينها التي انتهجها في مباراتي نصف النهائي، وذلك بالاعتماد على رباعي دفاعي أمام حارس المرمى أحمد محمود، قوامه سالمين خميس والكوري هيونغ وون كون في القلب، وعبد العزيز هيكل ووليد عباس على الأطراف، مع إمكانية إشراك عبد العزيز صقور على الرواق الأيسر وإعادة عباس إلى مكانه الأصلي في وسط الدفاع بدلًا عن أحد القلبين، وفي الوسط سيكون الاعتماد على محورين دفاعيين هما ماجد الحسن وحبيب الفردان، على أن يلعب كل من اسماعيل الحمادي والبرازيلي إيفرتون ريبيرو على الجناحين، أما في الخط الأمامي فالاعتماد على البرازيلي رودريغو ليما بجانب أحمد خليل، هداف الفريق في البطولة برصيد 6 أهداف.
أما البرازيلي لويس فيليبي سكولاري مدرب جوانجزو، فيعتمد الرسم التكتيكي ذاته (4-4-2)، ولكن مع اختلاف مهام لاعبي وسطه الرباعي، يو هانشاو، زهانغ زهي، هوانغ بوين، والبرازيلي باولينو، الذين يشكلون صندوقًا، على شكل معين، في المنتصف، تاركين مهمة الأطراف للظهيرين المتقدمين، زهانغ لينبينغ وفيتغ جياوتينغ، بينما يعتمد في وسط الدفاع على الكوري كيم يونغ غوون وبجانبه أحد اللاعبين لي زبينغ أو ماي فانغ، أمام حارس المرمى زينغ تشينغ، أما الخط الأمامي فيقوده الثنائي البرازيلي إليكسون وريكاردو غولارت، متصدر هدافي البطولة الحالية برصيد 8 أهداف.
نقطة قوة فريقنا الإماراتي تكمن في صلابته على ملعبه الذي لم يخسر عليه هذا الموسم إطلاقًا، إضافة إلى الفعالية العالية لثلاثيه الهجومي (خليل، ليما، وريبيرو) الذين أحرزوا 14 من أصل 18 هدفًا سجله فريقهم في البطولة الحالية.
أما السلبية الأبرز فتبقى في خطه الخلفي الذي استقبل 15 هدفًا خلال مبارياته الـ12 في البطولة، إضافة إلى التأثير النفسي السلبي الذي قد تسببه أزمة لاعبه المغربي أسامة السعيدي، الذي احتج مسؤولو نادي الهلال على قانونية مشاركته أمامهم في نصف النهائي لدى الاتحاد الآسيوي.
بدوره، يُعتبر عامل الخبرة المتمثل في فوزهم باللقب الآسيوي سابقًا، إضافة إلى تجربة وشهرة مدربهم سكولاري، أهم عناصر قوة جوانجزو، الذين يمتلكون كذلك نجمًا عالميًا قادرًا على التأثير بشدة هو البرازيلي باولينو.
أما نقطة الضعف الأبرز لجوانجزو فتتمثل في لعبهم الخشن، والذي قد يعرضهم لخسارة عدد من لاعبيهم عبر البطاقات الملونة، والتي يحتوي سجلهم في هذه البطولة منها على 22 بطاقة صفراء وواحدة حمراء.
بانتظار الصافرة
سيكون ملعب راشد في إمارة دبي، الذي يتسع لـ18 ألف متفرج، جاهزًا لاستضافة ذهاب النهائي الآسيوي الكبير وذلك يوم 7 نوفمبر الجاري، على أن يقام لقاء الإياب يوم 21 من نوفمبر على ملعب تيانهي في مدينة جوانجزو الصينية، والذي يتسع لأكثر من 58 ألف متفرج.
أطيب تمنياتنا بالتوفيق لفرسان دبي الحمر في اختبارهم الآسيوي الصعب، الذي سترافقهم فيه قلوب ودعوات جميع الأحباء من دبي والإمارات العربية والوطن العربي عمومًا، لتتويج مغامرتهم الآسيوية الجريئة بلقب طال انتظاره.