أيام قليلة بساعات ذهبية قضيتها في ريف محافظة دير الزور الشمالي و الجنوبي مرورا بمدخل المدينة المحكمة الحصار من عصابات اﻷسد، صحراء شاسعة تعيش بها العوائل بمعانة كبيرة دون توفير أساسيات الحياة من النظام.
غيوم سوداء عملاقة تغطي هذه المحافظة الصحراوية، تجار الحروب العاملين على حقول النفط و الغاز يعملون بشكل يومي و جاد في جمع ثروات غير قابلة للعد و اﻹحصاء هذه اﻷيام! سيارت نقل النفط متواجدة في كل مكان، حتى أرضيات الشوارع تشهد بتلوثها من النفط المكرر بطريقة بدائية بحته، تؤثر بشكل كبير على الصحة و تدمير البيئة بمؤشر تسارع خطير! تشهد على ذلك ألوان اﻷغنام السوداء الملوثة بالغازات و اﻷدخنة السوداء!
تشتهر مدينة الميادين بإطلالتها على نهر الفرات الجميل، تجار الحروب استغلوا غياب النظام و استبدلوا صيد السمك بالشباك بالعمل على كهربة المياه لقتل اكبر عدد ممكن من السماك لﻹستفادة المادية القصوى من تجارة بيع اﻷسماك الفاسد، ليأتي بعد ذلك خبر انفجار أنبوب نغط في النهر كان كفيل بتلوث مياه النهر الجارية!
يبدو أن المواصلات العامة و حركة الباصات تعكر صفو قناصين مدرينة دير الزور، ليطلقوا الرصاص على الباص الذي أمامنا و على الباص الذي نركبه حاليا و أكتب لكم منه! على طول بنقول الله الحامي…. و لكن سماع صوت رصاصة القناص المتجهة نحوك تشعرك برهبة مثالية للتقدم و إكمال العمل!!! …. آه على أيام حمص 24/2/2012 !!
لم تعمل الحكومة السورية على تطوير و تحسين محافظة دير الزور في السنوات الثلاثين الماضية، ربما كان هناك بعض التركيز على أحياء المدينة السكنية فقط التي لم أستطع الوصول إليها، إلا أن ما تبقى من هذه المحافظة كقرى و مدن بحاجة لعمل كثير و تطوير استراتيجي لﻹستفادة العظمى من محافظة الذهب اﻷسود، بالرغم من أن ملايين الدولارت التي كانت تسرق من قبل الحكومة السورية و لحسابات بشار اﻷسد الخاصة، لم يكن هناك رد للجميل من قبلهم لتحسين هذه المحافظة لجعلها المحافظة اﻷهم في سوريا، حتى ملف التعليم المدرسي لم يكن يحظى بأهمية من الحكومة مما خلف نسبة من الجهل تحتاج لعمل و جهد كثير ﻹعادة محو اﻷمية من جديد.
وفق دراسات المؤسسات الإغاثية و الدولية فإن متوسط أفراد العائلة السورية 5-6 أشخاص ، إن أردنا أن نخصص دراسة لمتوسط افراد العوائل في الدير الزور فسيكون الرقم متراوح بين ال 10-12 فرد في اﻷسرة، مما يضع ضغط على الحكومة و على مؤسسات المجتمع المدني المزيد من الضغط للعمل هناك لتحسين اﻷوضاع و لزيادة الوعي.
أخيرا.. رسالتي ﻷحمد الجربا و للدكتور أحمد طعمه:
أنتم أبناء المنطقة الشرقية، و أنتم أدرى بشعابها و شيوخها و عشائرها، لن تعجزوا على توجيه ثورة النفط و الغاز في اﻹتجاه الصحيح الذي يخدم الثورة و يعمل على إسقاط النظام من دعم داخلي مستقل يحفظ حاضر و مسقبل سوريا