قام الملك سعودي سلمان بن العزيز بحجز فندق كامل في ولاية أنطاليا الجنوبية بتركيا أثناء زيارته الحالية، كجزء من مشاركة السعودية الرسمية في قمة الدول العشرين الكبرى G20 التي تُعقَد في المدينة، علاوة على مفاوضات من المفترض أن تُعقَد بين تركيا والسعودية لمناقشة الاستثمارات السعودية في تركيا، فيما أشارت مصادر إلى أن قيمة حجز الفندق تصل إلى 18 مليون دولار، وأن الملك السعودي سينزل لبضعة أيام قبل القمة في قصر مردان، المنتجع الترفيهي الأغلى في أوروبا ومنطقة المتوسط.
وبحسب تقارير أوردتها صحف تركية، سيصاحب الملك في زيارته تلك حوالي ألف شخص، بينما سيتم إغلاق الحجوزات بالفندق بوجه أي ضيوف آخرين خلال فترة بقاء الوفد السعودي فيه، وهو ما يفسر اهتمام الفندق المخصوص بتلك الزيارة، وبخاصة بالغرفة التي سينزل بها المل وكافة الأجهزة الإلكترونية والأثاث وحتى السجاد الأحمر، كما سيتلقى طاقم الخدمة والمطبخ في الفندق تدريبًا مخصصًا لخدمة الوفد الملكي السعودي.
تُعَد هذه المرة الثانية التي تستضيف فيها تركيا قمة العشرين، حيث كانت أول مرة في نوفمبر 2014، وقد صرح المسؤولون الأتراك بأن الإجراءات الأمنية المشددة تجري على قدم وساق لاستقبال القيادات القادمة إلى أنطاليا، بدءًا من الرئيسين الأمريكي والروسي، حتى قادة بلدان الاتحاد الأوروبي والصين، بينما سيتم فصل الفنادق التي تأوي ضيوف القمة عن بقية الأحياء في المدينة بمنطقة خاصة، ليتسنى فقط لأصحاب الإذن بالدخول لتلك المنطقة، والتي قد تكون مستهدفة بأية عملية عنيفة على غرار ما جرى في أنقرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها وفد سعودي بإثارة الجدل حيال إنفاق مبالغ ضخمة لحجز فندق كامل لصالحه، حيث قام الملك سلمان مؤخرًا أيضًا بحجز شاطئ مفتوح بالكامل بطول مائة متر في كوت دازور في جنوب فرنسا، لتقوم السلطات بإغلاقه أمام العامة كما طلب.
بشكل عام، تعد العطلة الصيفية فرصة مثالية لأي شخص منا لقضاء بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء، ولكن دعوة 1000 شخص من الأقارب والأحباء إلى هذه العطلة قد يبدو أمرًا مبالغًا به، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الملك السعودي، حيث أقامت حاشية الملك سلمان الكبيرة وأقاربه والموظفون والمسؤولون العسكريون، على طول خط الساحل الفرنسي، وفي الوقت الذي سكنت فيه حاشية الملك القصر الفاره المطل على البحر، أقام حوالي 700 سعودي آخر من المرافقين في فنادق مدينة كان الفخمة، غير أن الأجازة الممتدة لثلاثة أسابيع في فرنسا لم تكتمل نتيجة احتجاجات أكثر من مائة ألف فرنسي على تصرفاته تلك؛ وهو ما أجبره على الاتجاه للمغرب.
بالإضافة إلى ذلك، وفي وقت مبكر من العام الماضي قام سلمان، ولي العهد آنذاك، بحجز ثلاث جزر كاملة ولمدة شهر في جزر المالديف، بكلفة 30 مليون دولار، وفي ذلك الوقت قالت صحف مالديفية إن الكثير من السياح الذين كانوا يخططون لتحقيق أحلامهم بزيارة الجزر الجميلة أصيبوا بالخيبة بعد حجز الأمير – حينها – كل منتجعات الخمس نجوم في الجزر الثلاث له ولحاشيته.