أفصح مسؤولون بريطانيون أمس الأحد، بأن بريطانيا تستعد لإرسال قوات برية إلى مصر للمساعدة في مهمة القبض على الرجل الذي يعتقد بأنه العقل المدبر للهجوم الإرهابي المشكوك بأمره والذي أدى إلى إسقاط طائرة الركاب الروسية.
وأشار المحققون الذين يتولوجون التحقيق في حادثة تحطم طائرة متروجت الروسية السبت الماضي، بأنهم الآن “متأكدون بنسبة 90%” بتسبب قنبلة بالحادثة المأساوية.
الطائرة التي كانت تقل ركاباً مدنيين، معظمهم من السياح الروس، انطلقت من مطار منتجع شرم الشيخ متجهة إلى مدينة سانت بطرسبرج غربي روسيا، ولكنها تحطمت في صحراء سيناء بعد 23 دقيقة من إقلاعها، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب الـ224 الذين كانوا على متنها.
“المؤشرات والتحليلات التي تم إجراؤها حتى الآن على الأصوات المسجلة في الصندوق الأسود تشير إلى أن الحادثة ناجمة عن قنبلة”، قال أحد الأعضاء المصريين من فريق التحقيق لرويترز يوم الاثنين، طالباً عدم الكشف عن هويته.
من جهتها نفت الحكومة المصرية حتى الآن ادعاءات المقاتلين المتشددين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية، والذين ينشطون في شبه جزيرة سيناء المضطربة، حول إعلانهم لمسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة.
تأكيد الحكومة المصرية على أن حادثة إسقاط الطائرة ناجمة عن نشاط المتشددين في سيناء، قد يكون له آثار كارثية على اقتصاد البلاد، التي تعتمد بـ11% من ناتجها المحلي الإجمالي على قطاع السياحة.
يصر المسؤولون المصريون على أن مطارات الدولة تمتلك مستوى عالٍ من الأمن والأمان، رغم الادعاءات المخالفة لذلك، حيث أشار بعض الركاب الذي دخلوا المطارات الرسمية المصرية في الأسبوع الماضي، إلى تلقيهم لطلبات رشوة مقابل تخطي التدقيق الأمني.
وفقاً لجاد الكريم، الرئيس السابق لسلطة المطار في مصر، زار مسؤولون أمنيون بريطانيون مطار شرم الشيخ، ومطار الغردقة الدولي الأكثر ازدحاماً، في سبع مناسبات منفصلة خلال السنة التي تسبق وقوع الكارثة، وأوضح كريم في حديث له لصحيفة الأهرام المصرية المملوكة للدولة يوم الاثنين الماضي، بأن المسؤولين المصريين استجابوا بسرعة للمطالب البريطانية التي تدعوهم لتشديد الإجراءات الأمنية باستخدام المزيد من معدات المسح الضوئي.
كانت بريطانيا أول بلد يعلق رحلاته من شرم الشيخ الأسبوع الماضي، حينما توضح بأن البيانات الواردة من الصندوق الأسود لرحلة متروجيت تشير إلى أن نشاط المتشددين هو الذي تسبب بالكارثة، ونتيجة لهذا القرار تقطعت السبل بحوالي 20.000 سائح بريطاني، حيث تم إخبار البعض بأنهم سيضطرون للانتظار لمدة قد تصل إلى عشرة أيام للعودة إلى الوطن.
وسرعان ما حذت روسيا، التي ترسل عادة ثلاثة ملايين سائح إلى مصر كل عام، حذو بريطانيا في تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ في مصر.
وبالمقابل، وصف وزير السياحة المصري، محمد يوسف، هذا القرار بـ”الضربة القاسية”، مقدراً بأن صناعة السياحة في البلاد ستفقد 70% من أعمالها إذا لم يعد المصطافون الروسيون إلى مصر.
على الرغم من أن التحقيق الدولي في حادث تحطم الطائرة لم يؤكد بعد بأن القنبلة كانت خلف الحادثة، إلا أن المسؤولين البريطانيين حددوا بالفعل اسم المشتبه به، حيث صرح مسؤولو المخابرات البريطانية لصحيفة الصنداي تايمز في مطلع الأسبوع، بأن أبو أسامة المصري، الذي يُوصف بأنه قائد المسلحين الذين يقودون الهجمات المسلحة ضد الحكومة المصرية في شبه جزيرة سيناء، هو “موضع اهتمام” في هذه القضية.
من المحتمل أن ترسل بريطانيا قوات من وحدة ساس “SAS”، وهي وحدة قوات خاصة تابعة للجيش البريطاني، للمساعدة في مهمة “قتل أو اعتقال” أبو أسامة المصري، وفقاً لما صرحت به مصادر مطلعة مجهولة لصحيفة الصنداي تايمز الأسبوعية.
يظهر المصري في أكثر من مقطع فيديو تابع لتنظيم ولاية سيناء، بوجه تم تشويهه رقمياً، حيث بقيت هويته الحقيقية مجهولة حتى الآن، ولكن مع ذلك، يقول المسؤولون الأمنيون المصريون بأن شخصية المصري يمكن أن يمثلها محمد أحمد علي، 37 عاماً، الذي ولد ونشأ في شمال سيناء، أو يسري عبد المنعم نوفل، وهو رئيس سابق لمنظمة متشددة أخرى، فر من السجن أثناء ثورة يناير 2011.
المصدر: ميدل إيست آي