كشف شقيق النقيب أنور السعد أبو زيد عن معلومات وصلت للعائلة، من مصدر – رفض تحديده- تفيد بأن الضباط الأمريكيين المتواجدين في مركز تدريب الشرطة بمنطقة الموقر شرق العاصمة عمان، هم من أقدموا على قتل شقيقه (28 عاماً)، والذي يعمل محاضرا في المركز نفسه منذ عام واحد، وذلك في اشتباك مسلح داخل المركز.
وقال فادي أبو زيد في تصريحات لشبكة ”أردن الإخبارية” الثلاثاء: “لقد وصلت للعائلة من مصدر خاص، معلومات أكدت لنا أن الضباط الأمريكيين هم من قتلوا شقيقي، وذلك خلال اشتباك مسلح مجهولة أسبابه إلى هذه اللحظة”، منوهاً إلى أن “من سقط من القتلى والمصابين في المركز، كان بسبب هذا الاشتباك، أي لم يكونوا مقصودين، إنما أصيبوا لوجودهم في محيط الاشتباك” على حد قوله.
وتابع أبو زيد في حديثه من داخل ديوان عشيرة أبو زيد بمنطقة ريمون في محافظة جرش: “وردتنا معلومات أن الأجهزة الأمنية قامت بحجز كل العسكريين والشرطيين ممن شهدوا حادثة إطلاق النار في مركز التدريب، وذلك في محاولة منها لحجب الحقيقة عن الشعب والرأي العام ووسائل الإعلام، إضافة إلى أننا علمنا أنه صدر قرار بمنع زيارة المصابين الذين يتم علاجهم في المستشفى، وذلك للسبب نفسه”، وفق قوله.
وبين فادي أبو زيد الذي يعمل مدرسا للغة الإنجليزية في مدارس محافظة جرش، أن “العائلة طلبت من الأجهزة المختصة تفريغ ومشاهدة كاميرات المراقبة الموجودة في مكان الحادث، من أجل المساعدة في التحقيقات الجارية، ولكننا لم نلق تجاوبا في هذا الموضوع، بل إن الجهات المختصة رفضت الإفصاح إن كان هناك كاميرات مراقبة أم لا”.
وتساءل أبو زيد عن “سبب الروايات الرسمية المتضادة والمختلفة حول الحادثة، التي وصلت حد التضليل”، مشيرا إلى أن العائلة استمعت إلى أربعة روايات مختلفة، كان أولها رواية مساعد مدير الأمن العام عبر اتصال هاتفي مع العائلة تفيد بأن شقيقه أنور انتحر، وثانيها رواية الناطق الإعلامي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، الذي بين أن الأجهزة الأمنية قتلت النقيب أنور، وثالثها رواية محافظ جرش قاسم مهيدات الذي أخبرهم بأن التحقيقات لم تحدد سبب الوفاة إن كان انتحارا أم قتلا، ومن ثم عاد وأكد نقلا عن لسان وزير الداخلية سلامة حماد، بأن الأجهزة الأمنية هي من قتلت شقيقه أنور”.
ولفت أبو زيد إلى أن معلومات من مجريات التحقيق، وردت إلى العائلة تفيد بأن “السلاح المستخدم في الحادثة هو من نوع كلاشنكوف مدني وليس عسكري”، مبديا استغرابه ومتسائلا “إذا صحت المعلومات، كيف يتمكن شخص من إدخال سلاح مدني إلى منشأة عسكرية محاطة بحراسة أمنية مشددة”.
وحول آخر اللحظات التي شاهد فيها شقيقه، قال: “كان شقيقي أنور في بيتي قبل الحادثة بيوم، وقد شربنا سوياً القهوة، وقد لاعب ومازح أطفالي، لقد كان ودودا وحنونا”. وشدد فادي على دفع الشبهات عن شقيقه بقوله “لا علاقة لأنور بأي جهات متطرفة، لقد كان وقته مقسما بين العمل والمنزل والمسجد فقط”.
وطالب فادي أبو زيد في نهاية حديثه بـ”تشكيل لجنة تحقيق محايدة ونزيهة حتى تقف على الأسباب الحقيقية لقتل شقيقه، وإعلان النتائج على الملأ لكي يطلع عليها الرأي العام ووسائل الإعلام وكافة المهتمين”.
إلى ذلك، استنكرت عشائر منطقة ريمون في محافظة جرش، من خلال بيان صدر عنها بعد اجتماع عقد في ديوان عشائر السعد، مساء الثلاثاء الحادث بكافة تفاصيله، “وما تحاول الرواية الرسمية إثباته من إلصاق التهمة بابنها وبمسؤوليته عن قتل اثنين من أبناء الشعب الأردني إلى جانب مقتل عدد من المدربين الآخرين” مؤكدة “رفضها التام وعدم قبول الرواية المتضاربة بين ليلة وضحاها”، بحسب البيان.
في حين، ما زالت أسباب مقتل خمسة جنود بينهم ضابطان أمريكيان، وآخر من جنوب أفريقيا، ومترجم أردني إلى جانب منفذ العملية، النقيب أنور محمد سلامة أبو زيد، إضافة إلى إصابة آخرين أحدهم فارق الحياة لاحقا متأثرا بإصابته البالغة، في مركز لتدريب الشرطة بمنطقة الموقر شرق العاصمة عمان، غامضة ومثيرة للجدل في آن واحد.
بينما كان وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، كشف في تصريح رسمي الاثنين، معلومات حول الحادثة قائلا: “إن شرطيا قام بإطلاق النار باتجاه المدربين وزملائهم ما أدى إلى مقتل المدربين الثلاثة وإصابة مدربين أميركيين اثنين وأربعة أردنيين أحدهم بحالة سيئة، قبل أن تتعامل الشرطة مع الحادث وتقتل المهاجم”.
المصدر: أردن الإخبارية