بدأت أمس الاربعاء الحملة الانتخابية لمرشحي مجلس الكليات في مختلف الجامعات التونسية المزمع إجراؤها الجمعة المقبلة 13 نوفمبر، حيث يتنافس في هذه الانتخابات مرشحو الاتحادات الطلابية إلى جانب مرشحين مستقلين، وازدانت الجامعات التونسية اليوم بالشعارات الانتخابية وصور المرشحين، في إطار الحملة التي تستمر اليوم وغدًا، ووزع المرشحون والفرق التابعة لهم بياناتهم الانتخابية على الطلاب، محاولين إقناعهم بضرورة التصويت لهم ومنحهم ثقتهم.
وتحظى انتخابات المجالس العلمية بأهمية كبيرة كون المرشح فيها سيمثل الطلبة في المجلس العلمي بجامعته ويدافع عنهم ويطرح مشاكلهم أمام أعضاء هذا المجلس المكون من إدارة الكلية ورؤساء الأقسام وممثلين عن الأساتذة والطلبة.
حمزة عابدي (20 سنة) أحد الطلبة، وجدناه أمام لافتة يقرأ بيان انتخابي وسط جمع من الطلبة، قال: “نعيش اليوم على وقع انتخابات مجالس الجامعات، هذه المجالس التي من خلالها نوصل أصواتنا ونحصل على حقنا”، بدورها قالت هاجر مسعود (19سنة): “سأختار من يمثلني لا من يمثل عليّ، البعض لا نراهم طوال السنة وتجدهم يوم الانتخابات أمامك”، وأضافت “كيف أصوت لمن لا يدرس، حقه لم يحترمه فما بالك بحقوق الطالب”.
وأوضحت سندس الجوادي (23 سنة) أن المستوى الدراسي سيكون الفيصل في عملية الانتخاب بالإضافة إلى المهارات الشخصية التي يتمتع بها لأن المرشح عليه أن يمتاز بقدرات شخصية مهمة كعلاقاته الاجتماعية الواسعة بالإضافة إلى قوة حضوره بين الطلبة، مؤكدةً أنه على الطالب تحمل مسؤولية اختيار المرشح المناسب بغض النظر عن المحسوبية.
تحتضن الجامعات التونسية 322 ألف طالب موزعين على 203 جزء جامعي تابعين لـ 13 جامعة، وتوجد في تونس 3 اتحادات طلابية: الاتحاد العام التونسي للطلبة والاتحاد العام لطلبة تونس وصوت الطالب.
تأسس “الاتحاد العام لطلبة تونس” منذ عام 1952 على يد طلبة الحزب الحر الدستوري التونسي ويسيطر الطلبة من أصحاب التوجه اليساري عليه منذ السبعينات إلى الآن، في حين تأسس “الاتحاد العام التونسي للطلبة” كمنظمة نقابية جديدة في الجامعة التونسية عام 1985 علي يد طلبة إسلاميين ومستقلين وتم حلّه عام 1991 في إطار حملة لاجتثاث الإسلاميين، ثم عاد بعد الثورة إلى النشاط وعقد مؤتمره الخامس منتصف أبريل 2013، تحت عنوان “الثورة والعودة”، وهو الأوّل له منذ التسعينيات، وتأسست منظمة “صوت الطالب” سنة 2013 بعد الثورة.
ولعب الاتحاد العام لطلبة تونس ومنذ سنة 1953 دورا أساسيّا في مختلف المراحل السياسيّة التي عرفتها البلاد، بدأ بالنضال ضدّ الاستعمار الفرنسيّ مرورا إلى التحرّكات الشعبيّة التي شهدتها تونس خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي ضدّ نظام بورقيبة كالإضراب العام في يناير 1978 وانتفاضة الخبز في 3 يناير 1984، حيث كانت المنظمّة الطلابيّة حاضرة بقوّة في الاحتجاجات والمظاهرات التي عرفتها كلّ جهات البلاد، وهو ما تسبّب في كلّ مرّة باعتقال وطرد المئات من منتسبيها.
كما كان للاتحاد دوره الفاعل في الاحتجاجات التي أدّت إلى هروب بن عليّ، إذ ساهمت هذه المنظمّة الطلابيّة في تأجيج التحركات والمظاهرات في مختلف الأجزاء الجامعيّة في العاصمة وسوسة وصفاقس وغيرها من الولايات، وطالت الاعتقالات العديد من مناضليها بمختلف انتماءاتهم السياسيّة.