ترجمة من الفرنسية وتحرير نون بوست
خلال ليلة الجمعة 13 نوفمبر، بين الساعة التاسعة والساعة العاشرة بالتوقيت المحلي، دوت أصوات الأعيرة النارية في أركان شارع “بيشات” وشارع “أليبار” في الدائرة العاشرة في باريس، وقد استهدفت زخات من الرصاص، أُطلقت من أسلحة أوتوماتيكية، مقهى ومطعمًا، وبحسب الحصيلة الأولية التي كشفت عنها مصادر قضائية عند الساعة الثانية صباحًا من يوم السبت، فإن عدد القتلى في هذه الحادثة وحدها بلغ حوالي 14 شخصًا بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى.
وقد قالت شابة تسكن في ذلك الشارع، كانت شاهدة على الحادث، “بالنسبة لي حسب ما شاهدت فقد جرى كل شيء في حوالي الساعة التاسعة، سمعت أصوات طلق ناري امتدت لثلاث دقائق جاءت من ركن شارع أليبار وشارع بيشات، وعندما نظرت عبر النافذة رأيت الناس يركضون في كل اتجاه، ورأيت سيارتان تقفان أمام مطعم لو بيتي كامبودي ومقهى لو كاريون”.
وتتابع قائلة “تواصل الطلق الناري وكان الناس ملقين على الأرض أمام المقهى، ثم بعد ذلك شاهدت سيارتين سوداوين تنطلقان من أمامي مباشرة، وقد شاهدت الراكب الذي كان بجانب السائق وكان شابًا يافعًا، أتصور أن عمره يتراوح بين 18 و20 سنة، وانطلقوا بسرعة كبيرة نحو شارع فوبور، ولم أر الشخص الذي كان يركب في الخلف، ولكن السيارة تحمل لوحة أرقام من بلجيكا، وسرعان ما وصلت سيارات الإسعاف إلى المكان، وقد شاهدت الكثير من الجثث أمام مقهى لوكاريون”.
أثناء وقوع الهجوم كان هنالك حوالي 10 أطباء، أغلبهم من المتدربين من مستشفى سان لويس الذي يقع على بعد 100 متر من مكان الهجوم، متواجدين في مقهى لوكاريون، وقد قال أحد هؤلاء الأطباء، “لقد كنا نستمع إلى الموسيقي عندما سمعت فجأة أصواتًا، وكنا في البداية نعتقد أنها أصوات ألعاب نارية واحتفالات، ثم بعد لحظات تحول الأمر كله إلى مشهد حرب مروع، وسالت الدماء في كل مكان، فحاولنا إسعاف الأشخاص الذين كانت حالتهم حرجة، وفي تلك اللحظات أحصينا ما لا يقل عن 10 قتلى، كما تم بسرعة إجلاء الجرحى، ولم أتمكن من رؤية منفذي الهجوم ولكن أحد أصدقائي قال لي أنه شاهد رجلًا يحمل سلاحًا حربيًا”.
ثلاثة زخات من رصاص البنادق الأوتوماتيكية
تم أيضًا استهداف مطعم لو بيتي كامبودي، وهو مطعم يقابل مقهى لو كاريون، وقد روت صحفية تبلغ من العمر حوالي 30 سنة، وصلت إلى مكان الحادث بعد لحظات قليلة من انطلاق العملية، وهي تحت تأثير الصدمة، “لقد كان الناس ملقين على الأرض، وفي البداية ظننت أن سيارة اجتاحت “لو بيتي كامبودي” بسبب كثرة الأضرار التي لحقت بواجهة المطعم، وقد كان هنالك عدد كبير من الناس على الأرض، أعتقد أن عددهم يصل إلى 40، وأعتقد أن 4 أو 5 أشخاص فقط بقوا واقفين ولكنني من موقعي لم أشاهد الدماء على الأرض، وقد وصل رجال الدفاع المدني بسرعة كبيرة، وقد خيم الهدوء على المكان رغم حالة الصدمة، فقط كانت هناك سيدة تصرخ وهي في حالة هستيريا، وهي تقول باللغة الإنجليزية “طلق ناري، طلق ناري”.
شاهد آخر يسكن قرب شارع بيشات؛ ذكر بأنه سمع 3 زخات من طلقات البنادق الأوتوماتيكية، وكانت الطلقات الأولى طويلة نسبيًا.
ووراء شارع بيشات دوت أصوات سيارات الإسعاف والمطافئ التي انطلقت من المستشفى وتواصل عملها إلى غاية الصباح، أما في مقهى “أوبيس بارمونتيي”، فقد بقي حوالي 20 شخصًا مختبئين في الداخل وفضلوا التحصن وهم لا يزالون تحت الصدمة، بل إن بعضهم قرر قضاء الليلة هناك لأن العودة إلى المنزل كانت صعبة جدًا، بسبب الخوف وبسبب قيام الشرطة الفرنسية بغلق الطرقات التي كانت توجد فيها سياراتهم.