المقدمة – المصلحة القومية، العلاقات العامة المروجة لإسرائيل، ومناهضة السامية
– بيكوم بموظفيها وبالمتبرعين لها جزء من المؤسسة البريطانية، تقع في الطيف السياسي البريطاني على يمين حزب العمال. مصالح الأفراد والجماعات المعنية تتقدم على “المصالح القومية” لإسرائيل.
– لا توجد جماعة ذات نفوذ مطلق، إلا أن عمل جماعات الضغط يعتمد على استثمار العلاقات ما بين أصحاب النفوذ.
– لا ينبغي الخلط بين الصهيونية وإسرائيل من جهة واليهود واليهودية من جهة أخرى.
– تركز بيكوم على الإعلام البريطاني إذ تستهدف النخب المشكلة للرأي العام وتعيد تعليب وتوزيع الحجج التقليدية المؤيدة لإسرائيل.
الفصل الأول: شلومو زابلودوفيتش وتجارة الحرب
– الممول الأساسي لبيكوم هو الثري الفنلندي بوجو زابلودوفيتش، والذي حصل على ثروته من والده تاجر السلاح شلومو زابلودوفيتش
– شلومو زابلودوفيتش بولندي وأحد الناجين من الهولوكوست (المحرقة)، كون ثروته عدة عقود قبل أن تتأسس بيكوم. كانت له علاقات وثيقة بشمعون بيريز وعدد من السياسيين الإسرائيليين الآخرين ولعب دوراً مهماً في تأسيس الصناعات الحربية المحلية في إسرائيل منذ خمسينيات القرن الماضي.
– كان يبيع السلاح للأنظمة القمعية بما فيها نظام الشاه في إيران.
– منذ ١٩٨٠ تراجعت أعماله فسعى إلى الحصول على صفقات جديدة ووظف في سبيل ذلك جماعات ضغط في واشنطن، مما مكنه من الفوز بصفقة أمريكية في عام ١٩٨٥.
– فيما بعد عمد آل زابلودوفيتش إلى تنويع تجاراتهم فدخلوا مجال التقنيات العالية من خلال مشاريع مشتركة وكذلك مجال العقارات. وحينما قضي شلومو زابلودوفيتش نحبه في عام ١٩٩٤ ورثه ابنه بوجو وابنته ريفكا وقسمت الثروة بينهما.
الفصل الثاني: بوجو زابلودوفيتش وتجارة السلام
– في تسعينيات القرن الماضي تحول اقتصاد إسرائيل من الصناعات الحربية إلى صناعة التقنيات العالية.
– كانت المصالح التجارية تأمل في أن تجني أرباحاً من عملية السلام التي بدأت في أوائل التسعينيات، وخاصة من خلال رفع الجامعة العربية للمقاطعة العربية لإسرائيل وما نجم عن ذلك من رفع لما كان يعرف بالمقاطعة الثانوية (حي كانت الشركات أو الدول التي تتعامل مع إسرائيل تتعرض للمقاطعة هي الأخرى).
– ظن رجال الأعمال والسياسيون أن الاستقرار سيجذب الاستثمار الأجنبي.
– تم في عام ١٩٩٣ توقيع اتفاقية سلام سطحية لم تتطرق إلى القضايا الأكثر أهمية (مثل القدس وحق العودة والمستوطنات). ورغم انتقاد أطراف فلسطينية وإسرائيلية لهذه الاتفاقية إلا أنها حظيت برضى المسثمرين الدوليين.
– رأت الحكومة البريطانية بزعامة حزب المحافظين آنذاك فرصة سانحة للاستثمار في إسرائيل، إلا أن السياسيين اعتبروا المقاطعة العربية إجراءً يتناقض مع عملية السلام.
– من مقره في لندن، بدأ بوجو زابلودوفيتش يمارس نشاطه في الضغط السياسي خدمة لمصالحه التجارية.
– كان يملك العشرات من الشركات جمعها ضمن إطار ما أطلق عليه مجموعة تماريس نشاطاتها دولياً وتربطها بإسرائيل علاقات حميمة. جنى بوجو زابلودوفيتش المليارات من صفقات الخصخصة المربحة في إسرائيل.
– مول زابلودوفيتش خلال الثمانينيات من القرن الماضي حزب الليكود اليميني بالإضافة إلى شمعون بيريز اليساري، وكان صديقاً لنتنياهو، الأمر الذي يؤكد أنه يتصرف كرجل أعمال وكإنسان وصولي، لا تهمه كثيراً الأيديولوجيا، كل همه أن تكون له علاقات مع من في السلطة وأن يسهم في تحسين سمعة أسرائيل على الصعيد الدولي.
الفصل الثالث: الانتفاضة الثانية وتأسيس بيكوم
– إثر محادثات السلام التي جرت في مطلع التسعينيات من القرن الماضي بدأت التجارة مع إسرائيل تتعافى.
– اتخذ جون ميجر رئيس الوزراء البريطاني قراراً بإنهاء الحظر على تصدير السلاح إلى إسرائيل وبذل جهوداً لإنهاء المقاطعة العربية. خلال ذلك العقد تضاعف التبادل التجاري بين إسرائيل والمملكة المتحدة.
– في عام ١٩٩٩ تم إغلاق بيباك (لجنة الشؤون العامة البريطانية الإسرائيلية) والتي حلت محلها فيما بعد بيكوم.
– قلق القطاع التجاري بسبب الفراغ في مجال العلاقات العامة الذي تركه إغلاق بيباك.
– في نهاية المطاف فشلت عملية السلام، وفي عام ٢٠٠٠ تحولت الاضطرابات في فلسطين إلى الانتفاضة الثانية. وردت إسرائيل بإجراءات قمع شديدة، واستمر العنف المتبادل بين الطرفين بشكل كثيف حتى عام ٢٠٠٥. خلال تلك الفترة كانت العلاقات العامة الإسرائيلية كارثية بإقرار الجميع.
– بعد انطلاق الانتفاضة مباشرة، يقال بأن سفير إسرائيل في المملكة المتحدة دعا خمسين من كبار الشخصيات اليهودية لاجتماع وطلب منهم أن يستنفروا لنصرة إسرائيل.
– أصبح هؤلاء هم مجموعة تنسيق الطوارئ التي نظمت رحلات للصحفيين ليزوروا إسرائيل وعملت على “الرد على التغطية الإعلامية المنحازة”.
– وهذه هي المجموعة التي ولدت من رحمها بيكوم في إبريل ٢٠٠١ برئاسة زابلودوفيتش.
الفصل الرابع:
– تعمل بيكوم بالشراكة مع عدد من المنظمات، وبشكل رئيسي مع الحملة اليهودية المتحدة من أجل إسرائيل، ومجلس مندوبي يهود بريطانيا ومجلس القيادة اليهودية.
– تمول الحملة اليهودية المتحدة مشاريع تعليمية وخيرية في إسرائيل ولديها برامج لتعزيز تواصل الشباب اليهودي البريطاني مع إسرائيل. وهذه المنظمة تأسست قبل قيام دولة إسرائيل وساهمت في دعم بيباك مالياً. نشاطاتها بشكل رئيسي ذات طابع ثقافي وتعليمي، ولكنها من حين لآخر تستنفر لدعم إسرائيل في النزاعات المسلحة المختلف بشأنها كما حدث في حرب لبنان لعام ٢٠٠٦.
– مجلس مندوبي يهود بريطانيا، الكيان الذي يعتبر رسمياً ممثلاً ليهود بريطانيا، أشرف بالتعاون مع الحملة اليهودية على تأسيس وتشغيل مجموعة تنسيق الطوارئ. تأسس المجلس في القرن الثامن عشر، وهي في نظر البعض شديد المحاباة لإسرائيل. تشتمل نشاطاته على مواجهة المعاداة للسامية، والإشراف على العلاقات بين الأديان، والمحافظة على المقابر اليهودية.
– مجلس القيادة اليهودية هو أهم شريك لبيكوم، يرأسه ميك ديفيز الرئيس السابق للحملة اليهودية المتحدة. تأسس المجلس عام ٢٠٠٣ بعد جهد استمر عدة سنوات من قبل هنري غرانوالد، رئيس مجلس المندوبين، لاستثمار العلاقات السياسية لأعضاء الجالية اليهودية من الأثرياء وأصحاب النفوذ. والمجلس عبارة عن مظلة جامعة للمنظمات اليهودية السياسية وغير السياسية على حد سواء.
– جماعات الضغط البرلمانية: لبيكوم ارتباطات قوية بهذه الجماعات وخاصة أصدقاء إسرائيل في حزب العمال، الذي كان عدد من مدراء بيكوم أعضاءً فيه. برزت هذه الجماعات بشكل كبير في عهد طوني بلير وغوردن براون. لورنا فيتزيمونز (مدير بيكوم من ٢٠٠٦ إلى ٢٠١٢) عضو برلمان سابق عن حزب العمال.
– أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين، والتي تشتمل على ٨٠ ٪ من أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين، على مستوى عال جداً من التعاون مع بيكوم.
– هناك توتر بين بيكوم ومجلس القيادة اليهودية من جهة والجماعات الصهيونية الأقدم من جهة أخرى. بمعنى آخر، ليس اللوبي الإسرائيلي بالشكل الموجودة حالياً شيئاً واحداً. بعض هذه الجماعات القديمة (مثل الفيدرالية الصهيونية) ترى أن مجلس القيادة اليهودية لا يدعم إسرائيل بما فيه الكفاية.
– بيكوم ومجلس القيادة اليهودية من أصحاب التوجه الليبرالي ويرتبطان بالنخبة الثرية.
– ارتباطات بيكوم بالجامعات ومراكز التفكير والبحث الإسرائيلية أوثق من ارتباطاتها ببعض الجماعات الصهيونية التقليدية في المملكة المتحدة.
الفصل الخامس – استراتيجية بيكوم، شبكات النخبة والإعلام
– بيكوم هي الأكثر حنكة واحترافاً من بين جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، يعمل فيها خبراء علاقات عامة على درجة عالية من الاحتراف، وتستعين بخدمات مؤسسات متخصصة في استطلاع الرأي العام مثل مؤسسة بوبيولاس.
– ينقل عن فيتزيمونز – أحد المدراء السابقين – قوله: “السياسة الخارجية من اختصاص النخبة” ولا تتأثر بالرأي العام. وقد لاحظ مسؤولون آخرون في بيكوم بأن الشعب أقل تأييداً لإسرائيل من السياسيين. ولهذا، تعتمد استراتيجية بيكوم على استهداف الصحفيين والسياسيين وصناع الرأي.
– ليس الهدف هو تغيير الرأي العام وإنما تهيئة الأجواء المناسبة لصناعة السياسة. ومن الأساليب المعتمدة في تحقيق ذلك: بناء واستدامة التأييد في أوساط السياسة والإعلام، وعزل أولئك الذين ينشطون ضد إسرائيل، واستنفار أنصار إسرائيل.
– تركز بيكوم على بناء العلاقة، وقد تكفلت بنفقات سفر سياسيين وصحفيين لزيارة إسرائيل.
– تبرع زابلودوفيتش وذراعه التجاري تاماريس للاستثمارات العقارية بمبلغ ٣١٤ ألف جنيه استرليني لحزب المحافظين منذ عام ٢٠٠٥.
– كما أن مايكل لويس، وهو نائب رئيس سابق في بيكوم، كان من كبار المتبرعين لحزب المحافظين، ففي عام ٢٠٠١ تبرعت شركة استثمارات مملوكة لعائلته واسمها أوشينا بمبلغ ٣٠ ألف جنيه. كما تبرعت أوشينا هذه بمبلغ ٢٥٠٠ جنيه في عام ٢٠٠١ لعضو النواب عن حزب المحافظين مايكل بورتيلو، ولفرع الحزب المحلي في مدينة هارلوا بمبلغ ٣ آلاف جنيه في عام ٢٠٠٤ ولوزير الدفاع السابق ليام فوكس بمبلغ ٥ آلاف جنيه في عام ٢٠٠٥. ومؤخراً، منح لويس بعض المال لآم ويريتي (المستشار غير الرسمي لليام فوكس.
– أحد شركاء زابلودوفيتش واسمه دافيد مينتون، يدعم بتبرعاته بيكوم وحزب العمال أيضاً. تبرع في عام ٢٠١١ بمبلغ ٢٤٧٧ جنيهاً للدائرة الانتخابية لمايكل دوغر، ودفع له تكاليف سفره ومشاركته في مؤتمر هيرتزليا بإسرائيل.
– في عام ٢٠١١ دفعت بيكوم تكاليف سفر إلى إسرائيل لثلاثة من أعضاء البرلمان عن حزب العمال هم: مايكل دوغر، جيم ميرفي، ستيفين توويغ.
– الاستراتيجية الإعلامية لبيكوم هي التركيز على المصداقية، وتجنب الاستفزاز والانفعال، وصياغة الحجج بلغة ونغمة تلقى القبول لدى صناع الرأي.
– كما أنها تعكس الاستراتيجية المعروفة للعلاقات العامة: توفير المحتوى وسبل الوصول بدلاً من الاكتفاء بالشكوى من تغطية الإعلام الناقدة. يقول جوناثان كامينغز، مدير فرع بيكوم في إسرائيل: “مضايقة الإعلام تكتيك ضار يأتي بنتائج عكسية”.
– استفاد من الرحلات التي تمولها بيكوم ما لا يقل عن ستين صحفياً من البي بي سي وسكاي وصحيفة التايمز وصحيفة الإندبندنت، وصحيفة الصن. وفي عام ٢٠١٢ نظمت بيكوم رحلة إلى إسرائل لوفد من المدونين.
– وبعد حرب ٢٠٠٦ بين لبنان وإسرائيل طورت بيكوم استراتيجية طوارئ تقوم على تزويد الرأي العام بشروحات من السياق العام تبرر لجوء إسرائيل إلى العنف الشديد. وكانت هذه الاستراتيجية ناجحة جداً خلال عملية الرصاص المصبوب عام ٢٠٠٨.
– أثبتت عدة دراسات جرى إعدادها حتى الآن أن الإعلام في بريطانيا منحاز لصالح إسرائيل وليس العكس.
– لدى روبرت ميردوخ مصالح تجارية في إسرائيل، وهو يدعم السياسيين الإسرائيليين المحافظين، ويتجلى ذلك بوضوح في وسائل الإعلام المملوكة له في بريطانيا.
– تعمل بيكوم ومن على شاكلتها من جماعات الضغط على نزع المصداقية عن النشطاء (من اليهود وغير اليهود على حد سواء) الذين ينتقدون إسرائيل. ويستخدمون في ذلك مصطلح “نزع الشرعية” لإعطاء انطباع بأن نقاد إسرائيل إنما يحفزهم على نقدهم لها كراهيتهم إياها، ويقدم ذلك إلى الجمهور على أنه شكل جديد من أشكال معاداة السامية.
– محاولات تحدي التحركات الهادفة إلى تعميم مقاطعة إسرائيل تحظى بالدعم من قبل مجلس القيادة اليهودية، والفيدرالية الصهيونية ويقال أيضاً من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية.
– تهدف بيكوم إلى استعادة دعم اليهود البريطانيين من أصحاب الميول الليبرالية واليسارية. فاستنفار الجالية اليهودية وضمان دعمها لإسرائيل أمر مهم لأن من شأنه أن يربط اليهود ككتلة بشرية بإسرائيل الأمر الذي يصعب على غير اليهود انتقادها.
الفصل السادس – التمويل والشؤون المالية
– تشير حسابات بيكوم للأعوام المنتهية في إبريل ٢٠٠٢ وإبريل ٢٠٠٣ بأن دخلها كان ٣٧٣،٦٧٤ جنيهاً في الأولى و ٤٦٠،٩٢١ جنيهاً في الثانية. ومنذ ذلك الوقت لم توفر حساباتها أي معلومات حول الدخل أو المصاريف، وإنما اكتفت بإعطاء بيانات حول الموجودات والذمم.
– قيل في عام ٢٠٠٦ إن ميزانيتها لذلك العام كانت ٢ر١ مليون جنيه، أي ضعف ميزانيتها في عام ٢٠٠٣.
– طوال الوقت ظل زابلودوفيتش هو أكبر الداعمين لها. في عام ٢٠٠٧ تبرع زابلودوفيتش بمبلغ ٣٠٠ ألف جنيه لما سماه “صندوق القتال” رداً على اقتراح من يو سي يو بمقاطعة إسرائيل. ثم ارتفع مجمل تبرعاته لبيكوم تقريباً إلى ثلاثة أضعاف (٣٤١،٦٩٤ جنيهاً في عام ٢٠٠٦ – ٩٣٧،٩٩٥ جنيهاً في عام ٢٠٠٧ – ٨٣٧،٦١٦ في عام ٢٠٠٨.)
– زادت ميزانية بيكوم في عام ٢٠٠٩ بمعدل ٥ر١٢٪ وفي عام ٢٠١٠ بمعدل ٢٥٪، حيث وصلت مصاريفها إلى ٢ مليون جنيه. منذ عام ٢٠١٠ لم يتم الكشف عن تبرعات زابلودوفيتش إلا أن الحسابات الشهرية المنشورة تبين أن المجموعة تعتمد عليه.
– قال أحد أعضاء مجلس الإدارة إن بيكوم تحظي بمائة وعشرين متبرعاً. ولكن لا توجد تفاصيل إضافية.
– تبرعات مدراء الشركة مفصلة في حسابات بيكوم.
– تبرع مايكل لويس، الذي كان أحد المدراء في الفترة ٢٠٠٦-٢٠٠٧، بمبلغ ٢٥ ألف جنيه. وتبرع المدراء الآخرون بمبالغ أقل من ذلك.
– يدير مايكل لويس، وهو من مواليد جنوب أفريقيا، ثروة عائلته في عدد من الممتلكات وحسابات الأوفشور (بما في ذلك مؤسسة أوشينا للاستثمارات). والتزم صندوق جيرسي المملوك له بمبلغ ٩ر٥ مليون جنيه لمؤسسة خاصة تتعامل بالأسهم اسمها ساينوفا كابيتول، زابلودوفيتش هو المستثمر الرئيسي فيها.
– تبرعت عائلة مايكل لويس لكل من الحملة اليهودية المتحدة من أجل إسرائيل وجامعة أكسفورد (بثلاثة ملايين جنيه لتمويل تعيين أستاذ في الدراسات الإسرائيلية). كما استثمر في مؤسسة أكسيل سبرنغر الألمانية الإعلامية المؤيدة لإسرائيل.
– ويقال إن آيساك كاي من الداعمين الأساسيين لبيكوم وعضو في مجلس إدارتها. تبرع هذا المليونير، والذي ولد في جنوب أفريقيا، لكل من الحملة اليهودية المتحدة من أجل إسرائيل ولحزب العمال البريطاني، وله مصالح تجارية في إسرائيل حيث أسس شركة تمويلية باسم “مشاريع الرعاية الصحية في إسرائيل”.
– دافيد غرين داعم أساسي آخر. رجل أعمال بريطاني وأمين الصندوق (مسؤول المالية) في بيكوم.
– دافيد مينتون هو أحد مدراء بيكوم والمتبرعين لها، وتربطه بزابلودوفيتش شراكات تجارية ويعمل في مؤسسته التي اسمها تماريس كابيتال. قام بالتعاون مع صهره فيليب شابيرو، ومن خلال تمويل تقدم به زابلودوفيتش، بإطلاق ساينوفا كابيتال في عام ٢٠٠٧. وقد تبرع بمبالغ دعماً للسياسيين في أمريكا (هيلاري كلينتون) وفي بريطانيا (حزب العمال).
– إدوارد ميزراحي هو نائيب رئيس بيكوم منذ ٢٠١١ ومصرفي سابق. استثمر مزراحي في ساينوفا كابيتال منذ ٢٠٠٩ وتبرع لمختلف المنظمات الصهيونية غير الربحية.
– في يونيو (حزيران) ٢٠٠٥ نظمت بيكوم رحلة إلى إسرائيل شارك فيها عشرون من رجال الأعمال والمال البريطانيين، يقال إن الرحلة جمعت من التبرعات ما مقداره مليون جنيه استرليني، وقابل الوفد خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون ونائب رئيس الوزراء شمعون بيريز والزعيم الفلسطيني محمود عباس.
– نظمت بيكوم في يناير ٢٠٠٨ عشاء خيراً دعي إلى مائة ضيف جمعت خلاله تبرعات قدرت بثمانين ألف جنيه.
– تعتمد بيكوم على متبرعيها والذين يتمتعون بنفوذ كبير من خلال مجلس إدارتها الذي يترأسه زابلودوفيتش.
– المتبرعون في الأغلب ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل إلا أنهم أيضاً يجنون امتيازات شخصية وأوضاع اجتماعية مرموقة من خلال ارتباطهم بجماعة الضغط بيكوم.
الفصل السابع – آراء وحجج بيكوم
– فقدت بايباك دعم المتبرعين بسبب مواقفها المتطرفة.
– بعض كبار رجال الأعمال (مثل زابلودوفيتش) لديهم مصلحة تجارية في إعطاء انطباع بأن ثمة تقدم باتجاه الاستقرار لأن عملية السلام عززت العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.
– صرح زابلودوفيتش في عام ٢٠١١ بأن “إقناع الناس في المملكة المتحدة بأن إسرائيل تسعى نحو تحقيق سلام دائم مع جيرانها” هو مفتاح الباب الذي يأتي من خلاله مزيد من الدعم، “حتى لو ظل السلام بعيد المنال”.
– خلال السنوات الماضية تمكنت بيكوم من تحسين رسالتها. في عام ٢٠٠٥ ورد في موقعها على الإنترنيت أنها تريد “تحقيق نقلة مهمة في الرأي العام لصالح إسرائيل”. أما الآن، فهي تقول إنها تريد “مزيداً من الفهم التام” وتشير في خطابها إلى “الدولة الفلسطينية” بالإضافة إلى “السلام والأمن” لإسرائيل.
– رغم هذا الدعم غير واضح المعالم للدولة الفلسطينية إلا أن بيكوم انتقدت علانية محاولة الفلسطينيين الحصول على وضع دولة غير عضو في الأمم المتحدة عام ٢٠١٠.
– بالرغم من أن بيكوم تحتفظ بعلاقات مع تيار اليمين داخل حزب العمال في المملكة المتحدة إلا أنها دعمت الحكومات اليمينية المتطرفة في إسرائيل.
– وتدعم بيكوم الموقف الإسرائيلي الرافض للانسحاب من الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧ ولتقرير مصير القدس، ولإيقاف الاستيطان في الضفة الغربية ولحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
– وتصف بيكوم القدس بأنها “عاصمة إسرائيل” رغم أنه لا توجد دولة واحدة في العالم تعترف لإسرائيل بذلك (فحتى السفارة الأمريكية موجودة في تل أبيب).
– الموقف الدولي تجاه المستوطنات في الضفة الغربية يعتبرها غير قانونية، ومع ذلك تدعم بيكوم موقف الحكومة الإسرائيلية الرافض بشكل أحادي للموقف الدولي ويصف المستوطنات على أنها “مجتمعات” أو “أحياء”.
– تنتقي بيكوم من القانون الدولي ما تراه مناسباً فيما يتعلق بالانتهاكات الفلسطينية ولكنها تتجاهل الانتهاكات الإسرائيلية أو ترفض ما يقوله القانون الدولي تجاهها.
– كما أنها تتجاهل ما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات لحقوق الإنسان مكتفية بالقول إنه “كما في المجتمعات الأخرى، ماتزال الأقليات في المجتمع تعاني من بعض أوجه عدم المساواة.”
– رغم أن آراء بيكوم يعبر عنها بعناية فائقة وبنغمة تبدو معقولة، إلا أنها أبعد ما تكون عن الاعتدال.
الفصل الثامن – فضيحة فوكس – ويريتي وتراجع الديمقراطية
– في عام ٢٠١١، أجبر وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس على الاستقالة بعد فضيحة تورط فيها صديقه ومستشاره آدم ويريتي.
– على مدى ما يقرب من عشرة أعوام، كانت الخدمات الاستشارية التي يقدمها ويريتي انعكاس للوظيفة السياسية لليام فوكس، حتى إنه أصبح فيما بعد مدير أتلانتيك بريدج (الجسر الأطلنطي)، الجمعية الخيرية التي يملكها ليام فوكس.
– تشكلت الفضيحة من ثلاثة عناصر: اتصالات ويريتي بالحكومة السريلانكية، وضلوع ويريتي بشكل كثيف في الخلاف بشأن البرنامج النووي الإيراني والوصول إلى طريق مسدود بهذا الشأن، وممارسة الضغط السياسي (حيث استخدم الرأسمالي هنري بولتر صلته بليام فوكس للضغط على مجموعة شركات 3M بخصوص نزاع تجاري معها).
– بعض الأفراد المرتبطين بجماعة الضغط بيكوم كانوا ضالعين في الجوانب الثلاث المشار إليها أعلاه. مدير الاتصالات السابق في بيكوم لي بيتار هو الذي رتب اللقاءات مع بولتر.
– زيارات ولقاءات ويريتي في كل من سريلانكا والشرق الأوسط مولتها بارغاف، وهي منظمة غير ربحية بعض داعميها يدعمون أيضاً بيكوم.
– ورد في التقرير الذي أعده السير غوس أودونيل حول المزاعم الموجهة ضد فوكس ذكر أسماء بعض المتبرعين لمنظمة بارغاف. وتضمنت القائمة كلاً من تاماريس (شركة زابلودوفيتش) ومؤسسة أوشينا للاستثمارات (المملوكة لمايكل لويس). كان الممول الثالث الذي ورد ذكره في التقرير هو ميك دافيس، المدير التنفيذي لمؤسسة إكستراتا، والمرتبطة بكل من بيكوم وكذلك بمجلس القيادة اليهودية الذي يترأسه دافيس.
– المتبرعون أصحاب العلاقة ببيكوم هم مجموعة واحدة فقط، ولكنهم يستحقون مزيداً من الفحص والتدقيق لأن ويريتي كان له دور في صياغة السياسة الغربية تجاه الشرق الأوسط.
– كانت تاماريس واحدة من عدة شركات تبرعاتها التي قدمتها لويريتي ارتبطت بسريلانكا. فحسبما نشرت صحيفة الإندبندنت، أكدت تاماريس أنها دفعت له مقابل الترويج للسلام والمصالحة بين الخصوم المتنازعين. إلا أن نشاطات كل من ويريتي وفوكس أدت إلى النقيض، حيث صلبت في الواقع موقف الحكومة المتطرف.
– أما في الشرق الأوسط، فكانت نشاطات ويريتي وفوكس ذات أهمية فيما يخص التنافس الإقليمي بين إيران وإسرائيل.
– في عام ٢٠٠٩، سافر ويريتي إلى إسرائيل للمشاركة في مؤتمر هيرتزليا كضيف من بيكوم مدفوع له. كما نظم حلقة نقاشية حول إيران في لندن كان فيتسايمونز متحدثاً فيها.
– في فبراير (شباط) ٢٠١١ حضر ويريتي وفوكس مؤتمر هيرتزليا في إسرائيل وهناك التقيا بعدد من كبار المسؤولين وضباط المخابرات الإسرائيليين وناقشوا معهم العقوبات ضد إيران. كما التقيا رئيس الموساد (كان ذلك إما داغان أو خلفه تامير باردو).
– كما جرت لقاءات مع سفير المملكة المتحدة في إسرائيل ماثيو غولد وجرى حوار حول قضية البرنامج النووي الإيراني. كانت الحكومة البريطانية مترددة في الإقرار بحدوث تلك اللقاءات وأكدت على أن غولد كان دوماً يتصرف ضمن ما تقره سياسة الحكومة. وهذا الأمر يثير تساؤلات حول نفوذ ويريتي.
– لي بيتار، المدير السابق للاتصالات في بيكوم، عمل فيما بعد في تيترا ستراتيجي، وهي جماعة ضغط سياسي أحد عملائها مؤسسة تماريس.
– في مارس (آذار) ٢٠١١ عرف بيتار ويريتي على بولتر، الذي كانت شركته الاستثمارية الخاصة مجموعة بورتون ضالعة في نزاع قانوني مع 3M. نجم عن هذا التعارف لقاء بين فوكس وبولتر في يونيو (حزيران) ٢٠١١. استخدم بولتر ذلك الاجتماع ليثير موضوع التكريم الملكي المقترح لرئيس 3M واحتمال ألا يتم شيء من ذلك.
– أدى تهديد بولتر إلى كشف العلاقة بين ويريتي وفوكس وتبع ذلك استقالة فوكس. ما لبث متبرعو بارغاف أن نأوا بأنفسهم عن ويريتي وإسرافه في الإنفاق.
– أدت نشاطات فوكس وويريتي إلى تداخل وتشابك ما بين المصالح العامة والخاصة. ولذلك، تستدعي تصرفات بعض شخصيات بيكوم أن يجري تدقيق في أعمال هذه الوكالة واللاعبين الأساسيين فيها.
الفصل التاسع – الخلاصات
– تهدف بيكوم إلى الدفاع عن إسرائيل من خلال تشجيع الانحياز لها في أوساط الإعلاميين والسياسيين وصناع الرأي.
– تستخدم بيكوم لغة معتدلة لكسب تعاطف من يقفون في الوسط، ولكنها في الحقيقة تعبر عن آراء أكثر تطرفاً مما هو مقترح.
– مصالح وأعمال رئيس بيكوم بوجو زابلودوفيتش تتجاوز الحدود القطرية ولكنها شديدة الارتباط بإسرائيل على الصعيدين الخاص والعام.
– فيما يتعلق بالنشاط التجاري، تتيح العلاقة الوطيدة مع الدولة الإسرائيلية فرصاً كبيرة أما رجال الأعمال، ولكنها في نفس الوقت تحمل في طياتها مجازفة بالسمعة قد يكون لها تأثيراتها السلبية على التعاملات في أماكن أخرى.
– تسعى بيكوم إلى تجميل الممارسات غير القانونية لإسرائيل، وتفعل ذلك من خلال تعزيز علاقات الداعمين مع المسؤولين في الدولة وتقليص الأضرار التي قد تلحق بسمعة إسرائيل على المستوى الدولي.
– لا ينبغي أن يقتصر فهمنا لهذه المنظمة على علاقتها بالمصالح القومية الإسرائيلية وإنما أيضاً من خلال الأخذ بعين الاعتبار شبكات النخب العابرة للحدود في مجال التجارة والمال والسياسة والعلاقات العامة والإعلام (بمعنى آخر، لا ينبغي أن يعتبر ذلك ببساطة نفوذاً يهودياً / إسرائيلياً).
– تحافظ بيكوم على درجة عالية من السرية إزاء ما تقوم به من نشاطات ولذلك فهي لا تخضع للمساءلة أو المحاسبة.
– يتوجب إلزام الصحفيين على الكشف عما يقدم لهم من هدايا من أي نوع أو ما يقومون به من رحلات تمولها جماعات لها مصلحة مباشرة في توجيه التغطية الإعلامية.