حقق الاتحاد العام التونسي للطلبة (منظمة نقابية يسيطر عليها إسلاميون ومستقلون) فوزًا مهمًا في انتخابات المجالس العلمية بالجامعات التونسية التي جرت الجمعة الماضية، متقدمًا على منافسه التقليدي الاتحاد العام لطلبة تونس (منظمة نقابية يسيطر عليها اليساريين) بفارق كبير.
وأعلن عضو المكتب التنفيذى للاتحاد ورئيس لجنة الانتخابات نضال بن سعيد فوز منظمته الطلابية بأغلبية مقاعد المجالس العلمية بعموم مؤسسات التعليم العالي في تونس، وأضاف بن سعيد في موتمر صحفي عقده بالعاصمة أن مرشحي الاتحاد فازوا بـ 226 مقعدًا على المستوى الوطني، مشيرًا إلى عدم اإجراء الانتخابات في بعض المؤسسات الجامعية لتزامنها مع الامتحانات.
وبلغت نسبة فوز الاتحاد العام التونسي للطلبة في هذه الانتخابات حوالي 43% حسب النتائج الأولية المعلن عنها، ويؤكد هذا الفوز بهذه النسبة المرتفعة أن الاتحاد بات أغلبية في الجامعة التونسية وشريكًا في عملية الإصلاح وفق ما ذهب إليه أنصاره.
ومن المنتظر أن تنشر وزارة التعليم العالي قائمة الناجحين في الانتخابات السنوية لممثلي الطلبة في المجالس العلمية للجامعات التونسية (ممثلي الطلاب في مجالس الجامعات) بعد نظر الطعون.
ويؤكد الأنصار أن هذا الانتصار رسالة توكد أن الاتحاد العام التونسي للطلبة للسنة الثالثة على التوالي هو خيار الطلبة ويقع على عاتقه تنفيذ البرامج التي تقدم بها في حملته الانتخابية حسب تعبيرهم.
وحصل الاتحاد العام لطلبة تونس على المرتبة الثانية بنسبة 20.8%، فيما ذهبت المرتبة الثالثة للمستقلين بنسبة 11.15%، ولم يحصل طلبة نداء تونس المنضوين تحت قوائم نداء الطالب إلا على 3.4% من جملة المقاعد، ويشار إلى أن 21.5% من المقاعد بقيت شاغرة ولم يتم المنافسة عليها.
تأسس “الاتحاد العام التونسي للطلبة” كمنظمة نقابية جديدة في الجامعة التونسية عام 1985 علي يد طلبة إسلاميين ومستقلين وتم حلّه عام 1991 في إطار حملة لاجتثاث الإسلاميين، ثم عاد بعد الثورة إلى النشاط وعقد مؤتمره الخامس منتصف أبريل 2013، تحت عنوان “الثورة والعودة”، وهو الأوّل له منذ التسعينات، في حين تأسس الاتحاد العام لطلبة تونس منذ عام 1952 على يد طلبة الحزب الحر الدستوري التونسي ويسيطر الطلبة من أصحاب التوجه اليساري عليه منذ السبعينات إلى الآن.
ووصلت نسبة مشاركة الطلبة في هذه الانتخابات حسب إحصائيات لجنة الانتخابات التابعة للاتحاد العام التونسي للطلبة قرابة 35% بعد أن كانت 21% السنة الماضية، وأرجع منتسبو الاتحاد هذا الارتفاع في نسبة الطلبة المشاركين في الانتخابات إلى نجاح المنظمة في خدمة الطلبة والتواصل معهم ورفع الوعي العام في الجامعة.
ودعا عضو المكتب التنفيذي للاتحاد نضال بن سعيد، وزارة التعليم العالي إلى عقد مجلس نواب الطلبة بعد أن أضحى ممثل الطلبة التونسيين واضحًا اليوم، مؤكدًا أن الاتحاد بات اليوم شريكًا في عملية إصلاح الجامعة ومنظومة التعليم العالي، داعيًا إلى تمثيله في لجان الإصلاح.
من جهة أخرى سجلت انتخابات المجالس العلمية في الجامعة التونسية هذه السنة جملة من الخروقات التي تم تسجيلها خلال يوم الاقتراع ويومي الحملة الانتخابية حسب منظمتا “أنا يقظ” و”منظمة عتيد” (منظمات أهلية مستقلة)، ومن بين هذه الخروقات – حسب تقارير المنظمتين – تسجيل عدم حياد إدارة بعض المؤسسات الجامعية وخرق الصمت الانتخابي والتأثير على إرادة الناخبين وفتح مكاتب الاقتراع بشكل متأخر والقيام بأعمال عنف طالت الناخبين والمترشحين.
وعرفت العديد من الأجزاء الجامعية خاصة الأدبية منها أعمال عنف يوم الاقتراع من قِبل طلبة محسوبين على اليسار، نتجت عنها بعض الإصابات في صفوف الطلبة، وتم على إثرها نقل عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة تيسير التيس إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتتشكل الجامعات التونسية من 13 جامعة تتكون من 203 مؤسسة تعليم عالي بين كلية ومعهد عالي، بحسب إحصائيات وزارة التعلم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيات المعلومات والاتصال للسنة الجامعية لعام 2014 في حين يبلغ عدد الطلبة 322 ألف طالب.