حدثت الهجمات في باريس ليل الجمعة، ومنذ ذلك الوقت، أعلن الرئيس الفرنسي “الحرب” على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وتصاعدت بعدها بشكل ملحوظ وتيرة القصف ضد التنظيم في سوريا، مع العلم أن فرنسا تشارك في عمليات القصف ضد داعش في العراق منذ يناير الماضي، فيما بدأت في قصف داعش في سوريا في سبتمبر.
لكن في اليوم التالي – الإثنين – لاحظ عدد من الصحفيين الغربيين الصعود غير الاعتيادي لأسهم شركات الأسلحة الكبرى.
هذه الصناعة التي يطلق عليها “صناعة الدفاع”، تقتات على الموت كما هو ظاهر، وهو ما يمكن رصده في عدد من الرسوم البيانية التالية التي تعرض اليوم الأول لتداول أسهمهم – الإثنين 16 نوفمبر – بعد الهجمات التي وقعت مع بداية عطلة نهاية الأسبوع:
شركة رايثيون
شركة نورثروب جرامان
شركة لوكهايد مارتن
شركة جينيرال ديناميكس
ليست صناعات الدفاع الأمريكية فقط، لكن أيضًا المؤسسات الكبرى المسؤولة عن الرقابة والتجسس، مثل شركة بوز ألين هاميلتون التي خرج منها إدوارد سنودن
الأمريكيون ليسوا وحدهم، ففي البلد التي تضررت أسهم بورصتها بشكل واضح عقب الهجوم، فرنسا، لم تتأثر أسهم شركات الأسلحة فيها، فأكبر مُصنعي السلاح الفرنسي شركة تاليس ارتفعت أسهمها بعد الهجمات بنسبة 3%.
وتعتبر المملكة العربية السعودية (3.63 مليار يورو)، الإمارات العربية المتحدة (937.2 مليون يورو) ومصر (838.4 مليون يورو) أكبر مشترين للأسلحة الفرنسية في عام 2014، حيث بلغت صادرات المعدات العسكرية الفرنسية لهذه البلدان الثلاثة 65% (أي 5.39 مليار يورو من إجمالي 8.21 مليار يورو مجموع الصادرات العسكرية الفرنسية سنة 2014)، وتطورت هذه النسبة إلى 18% مقارنة مع عام 2013 (6.87 مليار يورو)، كما أن المملكة العربية السعودية، التي حافظت العام الماضي على لقب أفضل عميل لفرنسا في مجال التسلح، تزودت وحدها بما يقرب من نصف مبيعات الأسلحة الفرنسية في عام 2014.
وجاء في تقرير وزارة الدفاع الفرنسية الموجه إلى البرلمان في عام 2015 حول صادرات الأسلحة الفرنسية لسنة 2014، والذي نُشر في أوائل يونيو أن “هذه النتيجة هي أفضل أداء لصادرات صناعة الأسلحة الفرنسية منذ خمسة عشر عامًا”، وتوقع التقرير حينها أن سنة 2015 سوف تشهد تطورًا كبيرًا في الصادرات التي ستتجاوز 15 مليار يورو، وهو ما حدث بالفعل مع عقود طائرات الرافال لمصر وقطر وعقود حاملات طائرات الميسترال لمصر والسعودية.
يبدو واضحًا إذن أن صُناع السلاح حول العالم يتوقعون المزيد من الطلب على منتجاتهم نتيجة تصاعد التدخل الفرنسي والأوروبي في سوريا والعراق؛ وهو ما ينبئ بعام جديد لن يكون سلسًا في المنطقة بأكملها.