من هم المهاجمون الذين قاموا بالهجوم على أماكن متفرقة في باريس ليلة الجمعة، وقتلو 129 شخصًا في عمليات منسقة استخدموا فيها الأسلحة الأتوماتيكية والقنابل اليدوية والأحزمة الناسفة؟
تقول صحيفة “الغارديان” البريطانية إنه وبحسب المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولين، فقد قسم المهاجمون أنفسهم إلى ثلاث فرق، من أجل ضرب ستة مواقع على الأقل، في أنحاء متفرقة من العاصمة الفرنسية باريس.
ويشير التقرير إلى أن الانتحاريين قاموا بتفجير أنفسهم بعد قتل المشاهدين لعرض موسيقي في مسرح باتاكلان، حيث قتلت الشرطة أحد المنفذين رميًا بالرصاص، وقام ثلاثة من الانتحاريين بتفجير أنفسهم خارج الملعب الوطني “استاد دو فرانس”، حيث كان الفريق الفرنسي يخوض مباراة ودية ضد الفريق الألماني، وبحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أما الانتحاري السابع، الذي تم التعرف عليه، فهو الذي فجر نفسه في مقهى كوموتور فولتير، الذي كان واحدًا من سلسلة من المطاعم والمقاهي التي هوجمت في تلك الليلة.
العقل المدبر
تبين الصحيفة أن العقل المدبر للهجمات هو الفرنسي عبد الحميد أبو عويد، حيث كشف المسؤولون الفرنسيون عن اسمه، وهو متطرف مطلوب للعدالة، ويعرف أيضا بأبي عمر البلجيكي، وأبو عويد، (27 عامًا) هو بلجيكي من أصل مغربي، وهو ابن عائلة من الطبقة المتوسطة، نشأ في حي مولينبيك الشعبي، ويعتقد أنه أدى دورًا رئيسًا في التفكير بالمذبحة والتخطيط لها، ووضعها موضع التنفيذ، وسافر إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة عام 2014، حيث لا يزال هناك.
وتزعم مجلة التنظيم الرسمية “دابق” أنه عاد إلى بلجيكا من أجل تهيئة بيت أمن وتخزين الأسلحة فيه في بلدة فيرفيز، ولكنه كان خارج البلاد عندما داهمته الشرطة في يناير، وقتل زميلان جهاديان له في معركة مع الشرطة، وربط المحققون أبوعويد بالمحاولة الفاشلة لتدمير قطار سريع كان في طريقه إلى باريس، وذلك في أغسطس، ومحاولة استهداف كنيسة في باريس في أبريل.
الهجوم الأول: باتاكلان
قتل فيه على الأقل 89 شخصًا، بعد أن فتح المهاجمون النار على المشاهدين بطريقة عشوائية، وفجر انتحاريان نفسيهما، فيما قتلت الشرطة المهاجم الثالث عندما اقتحمت المكان في منتصف الليل.
أما المهاجمون الذين تم تحديد هويتهم حتى الآن، فهم:
– عمر إسماعيل مصطفاوي (29 عامًا)
وكان أول انتحاري تعلن السلطات الفرنسية عن اسمه، وتم التعرف على هويته من بصمة إصبعه المشوه الذي عثر عليه في المكان، وهو من أصل جزائري، ونشأ في حي كوركروني، جنوب باريس، وهو متزوج وله ولد عمره خمسة أعوام، ولدى الشرطة الفرنسية ملف حول ميله للتشدد، حيث تتابعه منذ عام 2010، ولم يتم اتهامه من قبل بأي عمل إرهابي.
ويعتقد المحققون أن تحوله للتشدد ربما حدث في مسجد قريب في بلدة لوس، وسافر إلى سوريا في خريف 2013، وبقي فيها حتى ربيع 2014، حيث عاد بعدها إلى فرنسا، وقال مسؤول تركي إن تركيا أبلغت السلطات الفرنسية مرتين عن تحركات مصطفاوي، لكنها لم تتلق منها المعلومات اللازمة.
– سامي عميمور (28 عامًا)
ولد في درانسي، وهو حي يقع في شمال شرق باريس، وهو من عائلة جزائرية الأصل، وعمل لمدة 15 شهرًا سائق حافلة، وطرد من عمله عام 2012، ويعتقد أنه تحول للتشدد في مسجد بلان – مينسل، واعتقل في أكتوبر 2012، بشبهة “الارتباط بالإرهابيين”، والتخطيط للسفر إلى اليمن، وتم احتجازه لمدة أربعة أيام، وسافر إلى سوريا عام 2013، بعد أن انتهك شروط الكفالة، ورفض محاولات والده، الذي حاول فيها إقناعه بالعودة، ولكنه عاد في منتصف أكتوبر، حيث أخبر والديه أنه تزوج فرنسية، وأنهما ينتظران مولودًا.
ولم يتم بعد تحديد هوية المهاجم الثالث، وهو الذي قامت الشرطة برميه بالرصاص.
الملعب الوطني الفرنسي
قام ثلاثة انتحاريين بتفجير أنفسهم خارج الساحة الرئيسة، ويعتقد أن واحدًا منهم حاول الدخول إلى الملعب.
أما المهاجمون فهم:
– بلال الحدفي (20 عامًا)
فرنسي ولكنه كان يعيش في حي نيدر- اوفر- مولينبيك في العاصمة البلجيكية بروكسل، ولكنه تحول للتشدد بسرعة عام 2014، وسافر للقتال في سوريا بداية العام الحالي.
– أحمد المحمد (25 عامًا)
وهو من إدلب، بحسب الجواز السوري المزور، الذي عثر عليه قرب الجثث في الملعب الوطني الفرنسي، وتطابقت بصمات المهاجم مع تلك التي أخذها منه رجل مر عبر اليونان في أكتوبر، وقالت تقارير إنه تم اعتقال رجل في صربيا يحمل الجواز ذاته، وهو ما يشير إلى أن الجواز ما هو إلا محاولة للتمويه، أو أن المهاجمين فعلاً استعانوا بلاجئ سوري.
ولم تحدد السلطات الفرنسية هوية الانتحاري الثالث بعد.
المطاعم
بدأ الهجوم عليها بعد التاسعة مساءً من ليلة الجمعة، وبدأت عمليات القتل فى مقهى لا كارولين ولا بتيي كامبودج، حيث قتل 14 شخصًا، وبعد ذلك قتل خمسة أشخاض في مطعم كازا نوسترا بييتزيرا، فيما قتل 19 في لابيل أيكوب، وقام انتحاري بتفجير نفسه في مقهى كومبتور فولتير.
وتم تحديد هوية إبراهيم عبد السلام، ويعرف أيضًا باسم براهيم، وقد فجر نفسه في مقهى كومبتور فولتير، وهو فرنسي يعيش في حي مولينبيك في بروكسل، وكان يدير حانة في الحي، أغلقتها السلطات البلجيكية قبل العملية بإسبوعين، بعد اتهامه ببيع المخدرات.
– صلاح عبد السلام (26 عامًا)
وهو هارب الآن، وتشك السلطات بأنه الشخص الذي استأجر سيارة في دبليو بولو، التي استخدمها الفريق الذي هاجم مسرح باتاكلان، وهو شقيق إبراهيم انتحاري، وبعد ساعات من الهجوم أوقفت الشرطة الفرنسية عبد السلام وشخصين كانا معه على الحدود مع بلجيكا، ولكنها سمحت لهم بالمرور، وعمل في النقل العام مهندس ترام.
المصدر: الغارديان – ترجمة: عربي 21