كلاسيكو العالم
ساعات قليلة تفصلنا عن الحدث الكروي المنتظر، ذلك الحدث الذي مازال محتفظًا بكامل جاذبيته وروعته وشعبيته رغم إقامته مرتين سنويًا – أو أكثر – منذ ما يربو عن 85 عامًا، بل وتزايدت شعبيته إلى درجة جعلته يجتذب أكثر من 400 مليون مشاهد حول العالم العام الماضي!
إنها مباراة قمة الدوري الإسباني التقليدية (الكلاسيكو)، بين نادي العاصمة الملكي ريـال مدريد، وغريمه التقليدي نادي برشلونة الكتالوني، والتي بات انتشارها وأصداءها يتجاوز حدود المدينتين الكبيرتين وحدود المملكة الإسبانية بمسافات، ليصبح حدثًا على المستوى العالمي، يحظى باهتمام ومتابعة كبيرتين في جميع قارات المعمورة، نظرًا للشهرة الواسعة والسمعة العطرة التي يتمتع بها الناديان العريقان، والتي حصلاها كنتيجة مستحقة لسنوات طويلة من العمل والسعي، الذي تكلل بإنجازات ونجاحات لا حصر لها، ويكفي أن نعرف أن الناديين الذين تأسسا منذ ما يربو عن الـ110 عامًا، حصدا وحدهما 15 لقبًا في البطولة الأوروبية والعالمية الأقوى على صعيد الأندية، ألا وهي بطولة دوري أبطال أوروبا، كما أحرزا مجتمعين 55 لقبًا في بطولة الدوري الإسباني، و46 لقبًا في كأس إسبانيا، إضافةً إلى الكثير من البطولات والألقاب الأخرى، التي دأب العملاقان على تحقيقها أينما حلا وارتحلا، بفضل التواجد الدائم لأهم نجوم المستديرة مهارةً وقيمةً ضمن صفوف الفريقين، فمن دي ستيفانو وكرويف ومارادونا وزيدان ورونالدينيو وراؤول، إلى ميسي ورونالدو وتشافي وإنييستا وكاسياس وراموس، وغيرها من الأسماء العالمية الرنانة، التي صنعت إنجازات قطبي الكلاسيكو على مدى تاريخهما الحافل، الذي لما تغلق صفحاته المضيئة بعد.
أرقام وإحصائيات من تاريخ الكلاسيكو
جانب من كلاسيكو الموسم الماضي في الملعب ذاته
– أول مباراة كلاسيكو في التاريخ أُقيمت في 13 مايو 1902، ضمن منافسات (كأس كوروناسيون) المحلي، وانتهت بفوز البارسا بنتيجة 3-1، أما أول مباراة جمعت الفريقين في الدوري الإسباني، فكانت في 17 فبراير 1929، وانتهت بفوز الريال بنتيجة 2-1.
– عدد اللقاءات الرسمية بين الفريقين في مختلف المسابقات بلغ حتى الآن 229 مباراةً، انتهت 92 منها بفوز الريال، و89 بفوز البارسا، وتعادلا في 48 لقاء، أما على صعيد الدوري الإسباني، فقد تواجه الفريقان في 170 مباراةً، انتهت 71 منها بفوز الريال، و67 بفوز البارسا، فيما سيطر التعادل على 32 مباراةً.
– أكبر انتصار في تاريخ مباريات الكلاسيكو على الإطلاق، حققه أبناء النادي الملكي في إياب نصف نهائي كأس إسبانيا عام 1943، بفوزهم بنتيجة 11-1، أما أكبر فوز ضمن نطاق الدوري الإسباني، فهو للريال أيضًا بنتيجة 8-2، في 3 فبراير 1935.
– أكبر انتصار على ملعب الفريق المنافس، حققه أبناء البارسا في 17 فبراير 1974، بفوزهم بنتيجة 5-0 في معقل الميرينغي، ولا يشكل ملعب سانتياغو برنابيه على العموم أي رعب لأبناء كاتالونيا، فمن أصل 16 مواجهةً جمعت الفريقين خلال الألفية الجديدة، حقق البارسا الفوز في 6 مباريات، وتعادل في 3، فيما فاز الريال في 7 مواجهات.
– خلال الموسم الماضي، الذي شهد تتويج برشلونة باللقب، تبادل الفريقان الفوز، فتفوق الريال ذهابًا بنتيجة 3-1 في البرنابيو، واستدرك البارسا إيابًا بفوزه بنتيجة 2-1 في النيوكامب.
– يتصدر مدافع الريال السابق مانويل سانشيز سجل اللاعبين الأكثر مشاركةً في مباريات الكلاسيكو برصيد 43 مباراةً، بفارق مباراة واحدة عن نجم البارسا المغادر في الموسم الماضي تشافي، أما سجل اللاعبين الحاليين للفريقين فيتصدره نجم البارسا أندرياس إنييستا برصيد 31 مباراةً، بفارق مباراة واحدة أمام نجم الميرينغي سيرخيو راموس.
– ينفرد أسطورة البارسا ليو ميسي بالرقم القياسي لهدافي الكلاسيكو برصيد 21 هدفًا (منها 14 في الدوري)، بفارق 3 أهداف عن أسطورة الملكي الراحل ألفريدو دي ستيفانو، فيما يتقاسم نجما الملكي – السابق راؤول والحالي كريستيانو رونالدو – المركز الثالث برصيد 15 هدفًا.
الموسم الحالي
– يدخل أبناء البلوغرانا المباراة وهم منفردون بصدارة جدول ترتيب الليغا بعد مرور 11 جولة منها، وذلك برصيد 27 نقطة من 9 انتصارات وهزيمتين دون أي تعادل، بدوره يحتل الريال المركز الثاني برصيد 24 نقطة، جمعها من 7 انتصارات و3 تعادلات مقابل خسارة وحيدة.
– خسارة الريال الوحيدة هذا الموسم جاءت في الجولة الماضية تحديدًا، وكانت بنتيجة 3-2 على يد إشبيلية، وهو الخصم ذاته الذي تجرع البارسا آخر هزائمه معه، بنتيجة 2-1 في الجولة السابعة، فيما كانت خسارته الأولى أمام سيلتافيغو بنتيجة 4-1 في الجولة الخامسة.
– سجل لاعبو الريال 26 هدفًا في الجولات السابقة، فيما تلقت شباكهم 7 أهداف فقط، أما لاعبو البارسا فسجلوا 25 هدفًا مقابل 12 هدفًا ولجت مرماهم.
– تناوب 9 لاعبين على تسجيل أهداف الريال، يتقدمهم رونالدو بـ 8 أهداف، فكريم بنزيمة بـ 6، فخاميس رودريغيز بـ3، فالثلاثي مارسيلو وخيسي وغاريث بيل بهدفين لكل منهم، وأخيرًا كل من إيسكو ودانييلو وسيرخيو راموس برصيد هدف واحد، أما أهداف البارسا فسجل نيمار 11 منها، ولويس سواريز 9، وميسي 3، وكل من بارترا وفيرمايلين هدفًا واحدًا.
– يمتلك الريال سجلًا جيدًا على ملعبه هذا الموسم، حيث لعب عليه 5 مباريات دون أن يتعرض لأي هزيمة، ففاز في 4 وتعادل في واحدة، كانت أمام مالقا في الجولة السادسة وانتهت بدون أهداف، أما البارسا فقد تعرض لهزيمتين خارج ملعبه، مقابل فوزه في 3 مباريات.
– لم يتعرض لاعبو الريال لأية حالة طرد هذا الموسم، فيما تلقوا 20 بطاقةً صفراء، وهو نفس عدد الإنذارات الذي تلقاه لاعبو البارسا، مع إضافة تتمثل ببطاقة حمراء وحيدة، تعرض لها مدافعهم ماسكيرانو أمام إيبار في الجولة التاسعة.
تحت المجهر التكتيكي
أبرز نجوم الفريقين في الكلاسيكو الحالي
يعتمد مدرب الريال رافا بينيتيز على خطتي لعب هذا الموسم، أولهما خطة 4-2-3-1 التي بدأ بها الموسم مع تواجد جميع نجومه، وثانيهما خطة 4-3-3 التي لجأ إليها في بعض المباريات كمباراتي الشامبيونز ليغ أمام باريس سان جيرمان، والواضح أن الخطة الثانية هي الأكثر ملاءمةً لفكر رافا الدفاعي في المباريات الثقيلة، فهو يجد في اللعب بـ 3 محاور ارتكاز ضالته في تمتين الخط الخلفي وتحصينه ضد الهجمات المرتدة للخصوم، بعكس الخطة الأولى التي تعطي الأولوية للعب الهجومي، بتواجد صانع ألعاب هجومي صريح على حساب أحد محاور الارتكاز، وعليه فسيعتمد رافا -أغلب الظن – على الخطة الثانية، بتواجد الرائع نافاس في حراسة المرمى، ومن أمامه الرباعي: دانييلو – راموس – فاران – مارسيلو، وفي الوسط يلعب الثلاثي المتين: كاسيميرو- كروس – مودريتش، أما في الخط الأمامي فيتوقع أن يعتمد على أحد النجمين إيسكو أو خاميس رودريغيز إلى جانب غاريث بيل على الجناحين، على أن يدفع بكريستيانو رونالدو للعب دور رأس الحربة عوضًا عن كريم بنزيمة غير الجاهز.
أما لويس إنريكة مدرب البارسا، فلا شك في اعتماده على خطة 4-3-3 التي تجري في عروق لاعبي البارسا منذ سنوات، حتى مع غياب ليو ميسي الذي لم يكتمل شفاؤه بعد، ولكن السؤال الذي يبحث عن إجابة، هو حول اللاعب الذي سينوب عن ميسي في إكمال أضلاع المثلث الهجومي مع نيمار وسواريز، وإنريكة هنا لديه أحد حلين: أولهما أن يعتمد على أحد الشابين منير الحدادي أو ساندرو راميريز مغامرًا بنقص خبرتهما، وثانيهما أن يدفع بالرسام إنييستا للعب دور ميسي كمهاجم أيمن، على أن يعوضه المتألق سيرجي روبيرتو في خط الوسط، إلى جانب الثنائي بوسكيتس وراكيتيتش، وهو برأيي الحل الأمثل، لحفظ توازن الفريق، مع الحفاظ على رباعي خط الدفاع المكون من: ألفيش – بيكيه – ماسكيرانو – ألبا، أمام حارس المرمى برافو.
مسألة الإصابات وجاهزية اللاعبين قد تلعب دورها بشدة في تحديد التشكيلة الأساسية للفريقين، فالمؤكد حتى الآن هو غياب رافينيا لاعب البارسا، أما بقية المصابين – بما فيهم ميسي – فيمكن أن نشاهدهم على أرض الملعب ولو لدقائق، كما يمكن أن تتسبب المباريات الدولية للمنتخبات (فايروس الفيفا) بالمزيد من الإصابات والغيابات غير المتوقعة.
سيناريو المباراة لا يتوقع أن يخرج عن سياق الإثارة والحماسة المعتادتين في جميع مباريات الكلاسيكو السابقة، التي أثبتت صعوبة التنبؤ بأحداثها ونتائجها، بسبب الحسابات الخاصة التي تكتنفها، والتي تتعلق بأقدام اللاعبين وأذهانهم ودرجة تركيزهم على أرض الملعب خلال الدقائق التسعين.
مسرح الحدث
صورة لملعب سانتياغو برنابيو مسرح المباراة
السبت القادم الواقع في 21 نوفمبر 2015، عند الساعة 5.15 بتوقيت غرينتش (8.15 بتوقيت مكة المكرمة)، سيكون موعدنا مع لقاء ناديي ريـال مدريد وبرشلونة، برسم الجولة الـ12 من منافسات الليغا الإسبانية، وذلك على أرض ملعب سانتياغو برنابيو معقل نادي ريـال مدريد التاريخي، الذي يتسع لأكثر من 80 ألف متفرج.