دعت حركة النهضة الإسلامية في تونس الأحزاب السياسية لترك الخلافات والصراعات الداخلية والاهتمام بأولويات الشعب والارتقاء إلى مستوى تطلعاته.
وقال الأمين العام لحركة النهضة علي العريض في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، بالعاصمة تونس ”لا يمكن أن نكون في حالة حرب ضد الإرهاب وفي نفس الوقت هناك جزء يتصرف كما لو أننا في حالة استقرار، على الجميع إدراك أن التصرف في حال الحرب على الإرهاب يختلف عن نظيره في حال الاستقرار”، وتابع ”ننتظر من الأحزاب السياسية أن ترتقي لمستوى أولويات الشعب وليس معقولاً أن نشغل المجتمع بصراعات أو بأشياء جانبية بينما البلاد تحتاج للتوحد، يجب أن تكون الأولويات على جدول أعمال الأحزاب”.
وأضاف: “العالم اعترف بنا واحترمنا وقدم لنا جائزة نوبل لأننا أثبتنا أننا قادرون على تجاوز الخلاف من أجل الوطن، نحن نحتاج من الأحزاب السياسية أن ترتقي إلى مستوى أولويات الوطن والصعوبات التي تعترض البلاد”، وأكد أمين عام النهضة أن الحوار هو الحل وقال في هذا الشأن: “لا بد من تجنب الصراعات والتجاذبات واعتماد لغة الحوار أساسًا لحل كافة الخلافات الحزبية، فمن غير المنطقي أن نشغل المواطنين بتجاذبات فرعية رغم ما تواجهه البلاد من تحديات”.
تأتي تصريحات العريض في إشارة ضمنية للأزمة السياسية الداخلية التي تهز حزب نداء تونس ذو الأغلبية البرلمانية في البلاد حول مناصب قيادية في الحزب.
من جهة أخرى أكد العريض أن الحكومة مطالبة بتسريع الإصلاحات وتحسين تواصلها مع الشعب لتوضيح الأولويات التي حددتها خاصة على المستويين الأمني والاقتصادي، تفاديًا للمشاكل الجانبية والتجاذبات الحزبية.
وقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، في وقت سابق أن ليس لحركته أي برنامج لأن تكون في الحكم أو قيادته أو الانفراد به في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أنه يرى أن الوضع التونسي الراهن مناسب ليستمرّ، بما فيه من تحالف بين 4 أحزاب منها نداء تونس وحكومة تقودها شخصية وطنية مستقلة، وأكد الغنوشي أنه يتمنى الخير والوحدة لكل الأحزاب، وإعطاء صورة جميلة عن تونس.
وتعيش حركة نداء تونس (86 مقعدًا في البرلمان) منذ انتهاء الانتخابات على وقع تواتر أزمات وصراعات داخلية عجلت بانقسامه إلى شقين: أول يقوده الأمين العام للحركة محسن مرزوق وثانٍ بزعامة نائب رئيس الحزب ونجل رئيس الجمهورية حافظ قائد السبسي.