شهدت العاصمة المالية باماكو اليوم عملية احتجاز 170 رهينة وقتل 3 منهم في أحد فنادق المدينة الذي قيل إن به عناصر من القوات الفرنسية التابعة للأمم المتحدة إلى جانب قوات دولية أخرى، وذلك بعد أسبوع من هجمات باريس التي خلفت 129 قتيلا وشهدت عملية احتجاز رهائن ثم قتلهم.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” عن بيان لمجموعة “ريزيدور” الفندقية، قولها: “هناك عملية احتجاز رهائن تجري في الفندق اليوم.. وفقا لما لدينا من معلومات يحتجز شخصان 140 نزيلا و30 موظفا”. ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر أمني كبير في مالي قوله، إن المسلحين يطلقون سراح رهائن من الفندق بمن فيهم القادرون على تلاوة آيات من القرآن. وقال المصدر ذاته إن المسلحين الذين اقتحموا فندق راديسون بلو في العاصمة باماكو كانوا يكبرون وهم يطلقون النار.
وفي تصريح منفصل قال مصدر دبلوماسي إن قوات خاصة تابعة لجيش مالي وصلت إلى مكان الحدث وأن فرنسا تقدم دعما لوجيستيا ومخابراتيا، فيما قال متحدث باسم قوات الأمن الفرنسية: نحو 50 من ضباط مكافحة الإرهاب سيسافرون فورا إلى مالي لانقاذ الرهائن 170 المحتجزين داخل الفندق.
وقال مصدر قريب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إنه يوجد رعايا فرنسيون بين المحتجزين. وقال المصدر الرئاسي: “لا زلنا ننتظر مزيدا من المعلومات الدقيقة التي يتم التحقق منها. هناك أناس فرنسيون. الرئيس يتابع الموقف عن كثب”. وقالت وكالة الأناضول إن مصادر دبلوماسية تركية، أشارة إلى أن ستة من العاملين في الخطوط الجوية التركية، من بين الرهائن. وصرح متحدث باسم وزارة الأمن في مالي بأنه “قتل ثلاثة رهائن”، موضحا أن السلطات تقوم بالتحقق من جنسياتهم. وأكدت بعثة الأمم المتحدة في مالي من جهتها مقتل ثلاثة أشخاص أحدهم فرنسي الجنسية وآخرين ماليين.
وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) قالت الجمعة إن عددا من السياح الصينيين ضمن الذين “حوصروا” في فندق هاجمه مسلحون في باماكو عاصمة مالي. وقالت شينخوا في تقرير مقتضب بالإنجليزية “نزيل صيني اسم عائلته تشين قال لشينخوا عبر التطبيق الهاتفي (وي تشات) إنه من بين عدد من النزلاء الصينيين محاصر في الفندق.”
وقال أمادو كايتا، شاهد عيان بالقرب من فندق راديسون بلو إن المسلحين دخلوا بسيارة دبلوماسية وبدأوا بإطلاق النار على الساعة السابعة صباحا في التوقيت المحلي. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن قوات مالي الخاصة وصلت الفندق، وفرنسا تقدم مساعدات لوجيستية ومخابراتية.
وأوردت أنباء أن قوات الأمن في مالي اقتحمت فندق “راديسون” لتحرير الرهائن. وقالت إنه تم الإفراج عن 50 رهينة، فيما لا تزال عملية تحرير الرهائن جارية. وقال مصدر أمني إن المسلحين يتنقلون من طابق لآخر، وإنهم وصلوا إلى الطابق السابع. وأوضح المصدر: “إنهم يقومون بالتنقل من طابق لآخر ومن غرفة لأخرى”.
مجموعة ريزيدور المالكة لفندق راديسون في باماكو عاصمة مالي أعلنت الجمعة، أن الفندق الذي شهد إطلاق نار تجري فيه عملية احتجاز رهائن تشمل “140 نزيلا و30 موظفا” يحتجزهم مهاجمان.
وقالت في بيان “إن مجموعة ريزيدور الفندقية التي تدير فندق راديسون بلو في باماكو على علم بعملية احتجاز رهائن يشهدها الموقع الآن، تبعا للمعلومات هناك شخصان يحتجزان 140 نزيلا و30 موظفا”.
ولم تعرف هوية المسلحين في باماكو أو المجموعة التي ينتمون إليها. وقال مصدر أمني، للأناضول، إنّ دوي إطلاق النار الصادر عن أسلحة آلية سمع لنحو ثلاث ساعات، خصوصا في الطابق السابع من الفندق، حيث احتجز مجموعة من المسلحين يتراوح عددهم بين ثلاثة إلى خمسة عناصر، وفقا لمعلومات أولية لا زالت غير مؤكّدة، جميع المقيمين في الفندق.
وقال مصدر من إدارة الفندق، فضل عدم الكشف عن هويته، إنّ في الفندق 190 غرفة، وإنّ نسبة الإقامة فيه حاليا تناهز 90 في المئة.
وفي وقت سابق من اليوم، أفاد شهود عيان، بأنّه يرجح أن مجموعة من الرجال المسلّحين، وصلوا صبيحة اليوم، على متن سيارة دبلوماسية يرجح أنهم قاموا بسرقتها لتجنّب التفتيش الأمني إلى فندق “راديسون” في باماكو. وبحسب المصادر ذاتها، فقد دخل المسلّحون إلى الفندق، وفتحوا النار فورا، ما أدّى إلى مقتل اثنين على الأقل من حراس الأمن، وإصابة الكثيرين بجروح، كما أنهم احتجزوا العديد من الأشخاص من جنسيات مختلفة رهائن لديهم، دون تقديم إيضاحات حول عدد المختطفين المحتملين.
وأوضح أنّ “قوات الأمن أقاموا سياجا أمنيا يمتد لكيلومتر على الأقل حول محيط الفندق، حيث لا يزال يسمع دوي إطلاق النار”. وقطع رئيس مالي زيارته إلى تشاد، وعاد إلى العاصمة باماكو، التي تشهد عملية احتجاز الرهائن في الفندق.
وسيطرت جماعات إسلامية على صلة بتنظيم القاعدة في ربيع 2012 على المناطق الشمالية في مالي بعد هزيمة الجيش أمام حركة التمرد التي كانت متحالفة مع هذه الجماعات قبل أن تنبذها.
وتم إخراج هذه الجماعات بعد تدخل دولي بمبادرة فرنسية لا يزال مستمرا منذ بداية 2013.
لكن لا تزال مناطق بأكملها خارجة عن سيطرة الجيش المالي والقوات الأجنبية، وبعد أن كانت الهجمات تتركز في الشمال امتدت منذ بداية السنة إلى الوسط وثم منذ بداية الصيف إلى جنوب البلاد.
المصدر: وكالات