جوائز الاتحاد الأسيوي
بعد أيام قليلة، وتحديدًا في الـ 29 من نوفمبر الجاري، تستضيف العاصمة الهندية نيودلهي مراسم الحفل السنوي، الذي يتضمن توزيع الجوائز الخاصة بالاتحاد الأسيوي لكرة القدم لعام 2015، كجائزة أفضل لاعب ولاعبة في أسيا، وأفضل مدرب للأندية والمنتخبات، وأفضل منتخب وطني، وجوائز أخرى سيتم الإعلان عن الفائزين بها، وتكريمهم عبر كؤوس تذكارية تقدم في تلك الليلة الاحتفالية.
أهم تلك الجوائز التي ستوزع، هي جائزة أفضل لاعب في أسيا، والتي أصدر الاتحاد الأسيوي منذ أيام، من مقره في العاصمة الماليزية كوالا لامبور، قائمة المرشحين النهائية الخاصة بها، والتي تضمنت مرشحين عربيين، هما الإماراتيان: أحمد خليل وعمر عبد الرحمن، إضافةً إلى اللاعب الصيني زهانغ زهي.
محطات من تاريخ الجائزة الأسيوية
جانب من حفل العام الماضي الذي شهد تتويج السعودي ناصر الشمراني بجائزة أفضل لاعب
– فكرة الجائزة بدأت عام 1984 حين نظمت مجلة (أسيا وأوقيانوسيا لكرة القدم) استفتاءً لاختيار أفضل لاعب في القارة الصفراء، وقد فاز بنتيجته حينها نجمنا العربي السعودي ماجد عبد الله، متفوقًا على الصيني جو جوانمينغ والكويتي فيصل الدخيل.
– بقيت المجلة تنظم الاستفتاء مدة 3 سنوات، توقفت بعدها الجائزة عام 1987، لتعود في العام التالي ولكن مع جهة منظمة جديدة، هي الاتحاد العالمي للتاريخ والإحصاء بكرة القدم (IFFHS)، والذي تبنى تنظيم الجائزة بين عامي 1988 و1993، باستثناء عام 1992 الذي لم تقم فيه.
– منذ العام 1994 وحتى الآن، أصبحت الجائزة تنظم بشكل سنوي منتظم، عبر الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، الذي أضاف عليها جوائز أخرى، كجائزة أفضل لاعب أسيوي شاب منذ العام 1995، وجائزة أفضل لاعب أجنبي يلعب في أسيا منذ عام 2012، إضافةً إلى جائزة أفضل لاعب أسيوي يلعب خارج القارة، والتي بدأ الاتحاد الأسيوي بتقديمها منذ العام 2012، كنوع من التعويض لنجوم القارة الذين ينشطون خارجها، والذين حرموا من الفوز بالجائزة منذ العام 2003 (حين فاز بها الإيراني مهدي مهدافيكيا لاعب هامبورغ الألماني)، بسبب المعايير التي فرضتها اللجنة المنظمة، والتي منحت أولوية الفوز بالجائزة لمن يلعب داخل القارة.
– يحمل النجم السعودي ماجد عبد الله، مع الكوري الجنوبي كيم جو سونغ، الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالجائزة، برصيد 3 مرات لكل منهما، ومن بعدهما يأتي كل من الياباني هيدتوشي ناكاتا، والأوزبكي سيرفر جيباروف، برصيد مرتين لكل منهما.
– تتصدر السعودية سجل الدول الفائزة، حيث حمل لاعبوها الجائزة 8 مرات، فيما تحتل اليابان المركز الثاني بـ 6 مرات، تليها كل من إيران وكوريا الجنوبية بـ 4 مرات لكل منهما، ومن ثم تأتي الصين وأوزباكستان بجائزتين لكل منهما، فيما أحرز لاعب واحد فقط الجائزة، من كل من: أستراليا، قطر والعراق.
– فاز لاعبنا العربي السعودي ناصر الشمراني، نجم نادي الهلال، بجائزة العام الماضي، متفوقًا على شقيقيه العربيين: الإماراتي إسماعيل أحمد، والقطري خلفان ابراهيم.
الأبطال العرب تاريخيًا
النجم السعودي ماجد عبد الله
حقق نجومنا العرب الفوز في 10 من المرات الـ29 التي نظمت فيها الجائزة، بدءًا بالسعودي ماجد عبد الله الذي سيطر على أول 3 جوائز أعوام: 1984، 1985، و1986، ومن بعده جاء الدور على العراقي الطائر أحمد راضي، الذي فاز بالجائزة عام 1988، ومن بعده توج السعودي سعيد عويران بأول نسخ الجائزة تحت تنظيم الاتحاد الأسيوي عام 1994، بعد تألقه في مونديال أمريكا الذي أقيم في نفس العام.
وافتتح صانع الألعاب السعودي نواف التمياط الألفية الجديدة بفوزه بأول ألقابها عام 2000، قبل أن يسيطر اللاعبون العرب على الجائزة 3 أعوام على التوالي، بدءًا بالعام 2005 الذي فاز المدافع السعودي حمد المنتشري بجائزته، ومن بعده القطري خلفان إبراهيم الفائز بجائزة عام 2006، وأخيرًا السعودي ياسر القحطاني المتوج بلقب عام 2007.
وانتظر العرب 7 أعوام حتى عادت الجائزة إليهم، وذلك في العام الماضي الذي شهد تواجد 3 لاعبين عرب في قائمة المرشحين النهائية، التي أسفرت عن فوز السعودي ناصر الشمراني بالجائزة.
لاعب العام 2015
الثلاثي المرشح لجائزة العام الحالي
وضع الاتحاد الأسيوي معايير معينةً تم على أساسها احتساب النقاط، التي ترشح بنتيجتها 3 لاعبين للقائمة النهائية، وقد اعتمدت تلك المعايير على أداء اللاعبين مع منتخبات بلادهم وأنديتهم في كافة البطولات المعتمدة من قبل الاتحادين الأسيوي والدولي، بحيث تمنح النقاط الأكثر للبطولات الكبرى ككأس أمم أسيا وتصفيات كأس العالم، ومن ثم بطولات الأندية الكبرى كدوري أبطال أسيا وكأس الاتحاد الأسيوي، مع تهميش كبير لأداء اللاعبين ضمن أنديتهم في بطولات الدوري، مما تسبب في استبعاد كثير من النجوم عن الجائزة، وخاصةً من المحترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى، كالياباني شينجي كاغاوا نجم بروشيا دورتموند الألماني، ومواطنيه كيزوكي هوندا ويوتو ناجاتومو لاعبي ميلان والإنتر الإيطاليين، والكوري الجنوبي سون هيونغ مين نجم توتنهام الإنجليزي، والأسترالي ماتيو رايان حارس فالنسيا الإسباني، وغيرهم، لتنحصر الجائزة ضمن الثلاثي التالي:
أحمد خليل (الإمارات – أهلي دبي): يحمل الهداف الإماراتي ذو الـ 24 عامًا لقب أفضل لاعب أسيوي شاب لعام 2008، وقد قدم أداءً ممتازًا مع منتخبه الإماراتي، سواء في نهائيات أمم أسيا الأخيرة التي سجل خلالها 4 أهداف قادت منتخبه إلى المركز الثالث، أو في التصفيات المشتركة الحالية لكأسي العالم وأسيا، والتي سجل خلالها 10 أهداف وضعت منتخب بلاده على أعتاب التأهل، أما مع ناديه الأهلي، فقد سجل 6 أهداف ساعدت فريقه على بلوغ نهائي دوري أبطال أسيا للمرة الأولى في تاريخه، قبل أن تنتهي مغامرتهم بالخسارة أمام جوانجزو الصيني بهدف وحيد في مباراة الإياب.
عمر عبد الرحمن (الإمارات – العين): يعتبر الجناح الإماراتي ذو الـ 24 ربيعًا الملقب بـ “عموري”، واحدًا من أفضل المواهب الأسيوية الواعدة، التي ينتظرها مستقبل مشرق في كبرى أندية العالم، كبرشلونة وأرسنال ومانشستر سيتي وليفربول، التي أبدت رغبتها بضمه إلى صفوفها، بعد المستوى المبهر الذي قدمه مع منتخب بلاده في نهائيات أمم أسيا الأخيرة في أستراليا، والتي اختير في نهايتها ضمن منتخب البطولة، بعد أن كان مرشحًا بارزًا للفوز بلقب أفضل لاعب فيها، كما تألق عموري مع ناديه العين في النسخة الأخيرة من دوري أبطال أسيا، التي قادهم لبلوغ الدور ثمن النهائي فيها، كما يقودهم خلال الموسم الحالي لتصدر ترتيب دوري الخليج الإماراتي بعد مرور 8 مراحل.
زهانغ زهي (الصين – جوانجزو): لم تمنع السنوات الـ 35 صانع الألعاب الصيني المتوج بجائزة أفضل لاعب في أسيا عام 2013، من التألق هذا العام أيضًا، ليصبح أبرز المرشحين للظفر بالجائزة مرةً أخرى، بعد قيادته ناديه جوانجزو للفوز مؤخرًا بلقب دوري أبطال أسيا للمرة الثانية خلال 3 سنوات، إضافةً إلى لقب الدوري الصيني، الذي توج به فريقه للمرة الخامسة تواليًا، كما قاد منتخب بلاده الصيني لبلوغ ربع نهائي أمم أسيا الأخيرة، حيث خسروا بصعوبة أمام المضيف الأسترالي الذي حقق لقب البطولة.
كلمة أخيرة
ليس من السهل الوصول إلى قائمة الترشيحات النهائية لجائزة أفضل لاعب في كبرى قارات العالم، وما وصل إليه النجمان الإماراتيان يعد إنجازًا بحد ذاته، ولكننا كمحبين عرب نطمح إلى تتويج أسيوي جديد لأبناء جلدتنا، سيكون الأول من نوعه للاعبي الإمارات، والحادي عشر للاعبينا العرب، الذين لطالما صالوا وجالوا وأبدعوا وتألقوا في ملاعب القارة الصفراء.