لا تزال المنواشات بين الجانب الروسي والجانب التركي على اوجها وحدتها بين متهم ومتوعد والعلاقات لازالت في تدهور فالجانب الروسي يتهم أنقرة بتمويل الارهاب المتمثل بداعش والجانب التركي يتهم موسكو باختراق اجواءه وهتك حرمة مجاله الجوي وادعاء بقصف قرى مدنية لاعلاقة لها بداعش. في الاراضي السورية وقرب الحدود التركية . والحقيقة تبقى شبه غائبة او لازالت بعض اتربة الاعلام المحرض تغطي وجه حقيقة الأمر فالاعلام المنتمي الى مخابرات عالمية روج وأجج الخلاف وساعد بانتشاره بشكل ملحوظ ويبدوا ان اصابع الاتهام تتوجه نحو مجموعة مخابرات دولية عالمية تستفيد من تدهور العلاقات الروسية التركية واقصد بها مخابرات واشنطن كون تركيا عضو قوي في حلف شمال الاطلسي (ناتو)
روسيا اكدت لتركيا ان اختراق اجوائها حدث بالخطأ وتعهدت بأن الأمر لا يتكرر مجددا الا ان تركيا مصرة على ان روسيا تنتهك او انتهكت أجوائها عمدا مهددة على لسان رئيس وزرائها احمد داوود أوغو بإعطاء الجيش التركي المنتشر حول الحدود السورية التركية و الذي يعد من أقوى جيوش حلف شمال الاطلسي الضوء الاخضر بالاشتباك مع الطيران الروسي ان تجدد اختراق مجاله الجوي من قبل قوات الكرملين ..وفي هذه الخطوة اراد اوغلو تخفيف شدة الصراع .
بينما رجب طيب اوردوغان لم يخف امتعاضه من اختراق المقاتلات الروسية حرمة اجواءه التي أكدها الجيش التركي الذي اعلن ان اثنتين من مقاتلاته من طراز اف 16 اعترضتا طائرة حربية روسية اخترقت اجواء تركيا واجبرتاها على العودة ادراجها باتجاه سورية
على اثر هذه الحادثة استدعت تركيا السفير الروسي لديها لتبليغه اعتراض تركيا الشديد حول الموضوع …ولمح اوردوغان لفكرة جعل منطقة امنية عازلة في سوريا.
ويبدوا ان تركيا برئيسها رجب طيب اوردوغان تحاول عرقلة روسيا التي احرزت تقدم ناجح نحو اهداف داعشية في سوريا تضامنا منها مع ماتسميه بالمعارضة السورية والتي تعتبره موسكو هو تمويل غير مباشر ودعم لوجستي ومعنوي للارهاب المتمثل بداعش والقوى المشابهة له في سوريا واكدت الاخيرة في تصريحات لها على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف ان اي دولة تدعم الارهاب هي دولة ارهابية يجب معاقبتها …
انا ارى ان تركيا تصعد من الازمة ولكن ماهو السبب وعلى ماذا تعتمد في هذا التصعيد رغم معرفتها بمدى قوة روسيا العسكرية وقدراتها القتالية وتكتيكها الفائق.؟؟
يبدو ان تركيا استلمت اشارة الضوء الاخضر من حلف شمال الاطلسي (ناتو) لعرقلة روسيا في سوريا التي باتت اجوائها ساحة تنافس دولي وعرض عضلات عسكرية دولية في المنطقة ..
من هذا يبرز السؤوال الأهم هل ستدخل روسيا في حرب مع تركيا اثر حادثة اسقاط الطائرة الروسية والذي بدوره سيحدث ارتباك وتشنج عسكري في المنطقة ؟؟ … حيث ان حلف شمال الاطلسي لن يتخلى عن الحليف تركيا اذا ما تقدمت سوريا نحو حملة عسكرية تجاه الاخيرة؟؟ …
لافروف يفاجئ الجميع ويؤكد عبر مؤتمر صحفي له ان علاقات بلده مع تركيا سوف لن تتغير فضلا عن دخولها حربا مع تركيا …يبدوا ان هذا صادما لمن يفكر بأن روسيا ستشن هجوما عسكريا على صديقتها القديمة تركيا وبعض الدول الكبرى يبدوا انها في صدمة حقا ..حيث انها تريد لروسيا ان تدخل حرب استنزاف لكافة قواها في المنطقة كي تبقى هي بكامل قواها تحسبا لاي طارئ …
روسيا برأيي انها لن تقدم على خطوة غبية من قبيل الدخول بحرب عمياء فهي تسعى للقضاء على تنظيم داعش في سوريا وليس من مصلحتها دخول حروب ثانوية وتركيا لاتعتبر عدوة لروسيا رغم ان حادثة اسقاط الطائرة اخذت منحاً واسع من التوتر بين البلدين ولكن يبدو ان روسيا لا تجازف بقطع علاقاتها مع تركيا بهذه السهولة .. ولن تساق نحو حرب غير معلومة النتيجة ..
في النهاية لا يمكن انكار وجود توتر في العلاقات بين البلدين والتوتر يصل لدرجة قصوى وقد ينتج خلافات اقليمية وتقاطعات دولية وتغيير لخرائط طريق لبعض القوى الكبرى في العالم … وتبقى المسألة مجرد تكهنات قد تخطئ وقد تصيب ولكن الواقع سيفرض نفسه..وسينطق كلمته الاخيرة .