في خطوة لاقت غضبًا فلسطينيًا، صافح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، في العاصمة الفرنسية باريس، في ظل الاتهمامات التي توجه مباشرة لنتنياهو وجيشه بتنفيذ إعدامات متواصلة حتى اللحظة بحق الفلسطينين بالضفة والقدس.
الصورة التي انتشرت ويبدو فيها الرئيس عباس مبتسمًا أثناء مصافحته لنتنياهو خلال قمة المناخ المنعقدة في العاصمة الفرنس، أثارت غضب الفلسطينين، وخرجت دعوات تطالب عباس بتقديم اعتذار رسمي، في ظل الجرائم التي يتركبها الجيش بحق الفلسطينين.
وبعد ساعات قليلة من مصافحة عباس لنتنياهو، أعدم الجيش الإسرائيلي، فلسطينيين “شاب وفتاة” فجر اليوم بدم بارد في الضفة الغربية والقدس، بحجة تنفيذ عمليات طعن، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد شهداء انتفاضة القدس ارتفع إلى 107 شهيد، وآلاف المصابين من الفلسطينين.
فتحي القرعاوي، النائب في المجلس التشريعي والقيادي في حركة حماس بالضفة الغربية، وصف المصافحة التي جرت بين عباس ونتنياهو في باريس، بأنها “طعنة” جديدة من قِبل السلطة الفلسطينية ورئيسها عباس لانتفاضة القدس، وأكد النائب القرعاوي، أن واقع المصافحة بين عباس ونتنياهو له أثر سلبي كبير جدًا على الفلسطينين وخاصة من يحركون لهيب الانتفاضة بالضفة والقدس، وكأنهم في واد والرئيس عباس في وادٍ آخر، وأضاف ما يقوم به عباس بالهث وراء السراب الإسرائيلي، هو مخالف لكل متطلبات الشعب الفلسطيني، وخاصة في هذه المرحلة التي يؤكد فيها أن بالمقاومة فقط يمكن أن تجلب الحقوق التي سرقها الاحتلال الإسرائيلي، وليس بالمفاوضات الفاشلة، وأوضح النائب القرعاوي، أن الرئيس عباس يريد من خلال تلك الابتسامة مع نتنياهو، أن يفتح بابًا جديدًا للعودة لمربع المفاوضات مع الاحتلال والذي لم يحقق أي نتيجة طوال الـ 20 عامًا الماضية، بل كانت نتائج تلك الجولات مزيدًا من الدمار والحصار وتضييع الحقوق.
بدورها، شجبت حركة الجهاد الإسلامي، مصافحة عباس لنتنياهو، خلال قمة المناخ المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس، وأكد القيادي داوود شهاب، أن دماء الفلسطينيين النازفة في القدس والضفة وغزة تلعن مصافحة نتنياهو، وحذر شهاب، من أن تكون هذه المصافحة مدخلاً للعودة إلى المفاوضات، مبينًا أن الشعب الفلسطيني الذي يدافع اليوم عن المسجد الأقصى المبارك مسرى رسول الله وأولى القبلتين وثاني المسجدين، يرفض كل أشكال العلاقة أو التطبيع مع الاحتلال تحت أي مبرر كان.
ودعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، العرب والمسلمين لأن يكون لهم دور حقيقي في توسيع مقاطعة الاحتلال وفضح جرائمه ، بدلا من التطبيع، وأضاف شهاب: “دعم وإسناد القضية الفلسطينية يستدعي قطع ووقف كل العلاقات مع إسرائيل”، واصفًا استمرار العلاقات مع الاحتلال بأنها تشجعه على ممارسة الإرهاب والعدوان بحق الشعب الفلسطيني.
ولأول مرة منذ عام 2010، تصافح الرئيس عباس ونتنياهو، خلال مشاركتهما في مؤتمر المناخ المعقود في العاصمة الفرنسية باريس، حيث وقف قريبان من بعضهما ولم يفصل بينهما سوى رئيس وزراء نيوزلندا.
وقالت القناة العاشرة في التلفزيون العبري إن:” نتنياهو توجه إلى عباس وقام بمصافحته كما قام نتنياهو بمصافحة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الأمريكية آنجيلا ميركل”.
ويأتي هذا اللقاء في ظل اشتعال الأراضي الفلسطينية بأحداث انتفاضة القدس التي بلغ عدد شهدائها 107، إضافة لآلاف الإصابات، ويعود تاريخ آخر لقاء وجهًا لوجه بين عباس ونتنياهو منذ 6 سنوات، فيما كانت آخر محادثة بينهما في شهر يوليو العام الماضي، وغير هذا اللقاء، التقى الرئيسان بالعديد من قادة الدول في المؤتمر.
من جانبها، دافعت حركة فتح عن المصافحة التي جرت بين عباس ونتنياهو، وأكدت أن ما جرى مجرد رسالة سياسية من الرئيس عباس للعالم، وقال عباس زكي القيادي في فتح: إن”الإعلام تناول قضية المصافحة بطريقة سلبية للغاية، وأعطى طابع كأن الرئيس عباس يلهث وراء مصافحة نتنياهو بالرغم من كل الجرائم التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني”، وأضاف: “الأمر لا يفهم من هذا الجانب، وما جرى بين عباس ونتنياهو في باريس، مجرد خطوة بروتوكولية، معروف بها بالنظام الدولي كله، وأمر المصافحة لا يعني أن هناك رضى وقبول بتجاوزات إسرائيل ورئيس حكومتها”، وأوضح زكي أن مصافحة عباس لنتنياهو، هي رسالة سياسية أراد أن يوصلها الرئيس الفلسطيني للعالم، بأن الفلسطينين يدهم ممدوة للسلام وما زال هناك أمل بتحقيق السلام العادل في المنطقة، رغم كل الإجراءات الخطيرة التي تقوم بها إسرائيل على الأرض.