كأس العالم للأندية
تنطلق بعد أيام فعاليات بطولة كأس العالم لأندية كرة القدم، التي تحتضنها الملاعب اليابانية على مدى 10 أيام، بمشاركة الأندية الـ6 أبطال القارات، إضافة لممثل الدولة المضيفة، حيث يتواجد نادي برشلونة الإسباني بصفته بطلًا لدوري أبطال أوروبا، ريفر بلايت الأرجنتيني بصفته بطلًا لكأس أمريكا اللاتينية (ليبيرتادوريس)، كلوب أمريكا المكسيكي بصفته بطلًا لأندية أمريكا الشمالية والوسطى، جوانجزو إيفرغراند الصيني بصفته بطلًا لدوري أبطال آسيا، مازيمبي الكونغولي بصفته بطلًا لدوري أبطال أفريقيا، وأوكلاند سيتي النيوزلندي بصفته بطلًا لقارة أوقيانيا، فضلًا عن سانفريس هيروشيما الياباني بصفته ممثلًا للدولة المضيفة.
أرشيف البطولة
ريال مدريد بطل نسخة العام الماضي في المغرب
عام 1999 أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، عن إقامة بطولة جديدة لتحل محل مباراة “كأس الإنتركونتيننتال” التي كانت تقام سنويًا بين بطلي قارتي أوروبا وأمريكا اللاتينية، وذلك عملًا بمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع القارات، فانطلقت عام 2000 في البرازيل أول بطولة جمعت الأندية أبطال القارات، تحت مسمى (كأس العالم للأندية)، وانتهت بتتويج كورنثيانز البرازيلي باللقب بعد فوزه على مواطنه فاسكو دي غاما في النهائي.
وكان مقررًا أن تجري البطولة الثانية عام 2001 في إسبانيا، ولكن إفلاس الشركة الراعية حال دون ذلك، ليتأجل انطلاق البطولة الثانية 4 أعوام إضافية، حتى تم الاتفاق على إقامتها في اليابان عام 2005، حيث أحرز ساوباولو البرازيلي اللقب بفوزه في النهائي على ليفربول الإنكليزي.
واستمرت البطولة تقام سنويًا في نفس الموعد تقريبًا، حيث استضافت اليابان نسختها الثالثة عام 2006، والتي ذهبت لناد برازيلي للمرة الثالثة تواليًا، وذلك بعد فوز ناشيونال على برشلونة الإسباني في النهائي.
وكان عام 2007 شاهدًا على فوز أول ناد أوروبي باللقب، بعد تغلب إس ميلان الإيطالي على بوكا جونيور الأرجنتيني، في نهائي البطولة الرابعة التي أقيمت في اليابان، وهي ذاتها التي استضافت البطولة الخامسة عام 2008، والتي انتهت بتتويج مانشستر يونايتد الإنكليزي باللقب على حساب ليغا دي كيتو الإكوادوري في النهائي.
البطولتان التاليتان استضافتهما ربوع الإمارات العربية المتحدة، فحمل برشلونة لقب عام 2009 بفوزه في النهائي على إستوديانتس الأرجنتيني، فيما حقق إنتر ميلانو الإيطالي لقب بطولة عام 2010 بتغلبه على مازيمبي الكونغولي، في أول نهائي يبلغه ناد من خارج قارتي أوروبا وأمريكا اللاتينية.
بطولة عام 2011 جرت في اليابان، وفيها حقق برشلونة الإسباني لقبه الثاني بفوزه في النهائي على سانتوس البرازيلي، فيما استردت الأندية البرازيلية هيبتها في بطولة العام التالي التي استضافتها اليابان مجددًا، وذلك بفوز كورنثيانز بلقبه الثاني في البطولة على حساب تشيلسي الإنكليزي في النهائي.
واستضافت المملكة المغربية فعاليات البطولتين التاليتين، فتوج بايرن ميونيخ الألماني بلقب عام 2013، بفوزه على الرجاء البيضاوي المغربي في النهائي، فيما حقق ريال مدريد الإسباني لقب البطولة الماضية، بتغلبه في النهائي على سان لورينزو الأرجنتيني بهدفين نظيفين.
وفي المحصلة، يحمل ناديا برشلونة وكورنثيانز الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد لقبين لكل منهما، فيما تنفرد البرازيل بصدارة الدول التي فازت أنديتها بلقب البطولة، برصيد 4 ألقاب، مقابل 3 لأندية إسبانيا، و2 للأندية الإيطالية، ولقب وحيد لأندية إنكلترا وألمانيا.
أما الرقم القياسي في عدد المشاركات، فيحمله نادي أوكلاند سيتي النيوزلندي، الذي يشارك في بطولة العام الحالي للمرة السابعة في تاريخه، يليه نادي الأهلي المصري بـ5 مشاركات، ثم برشلونة الذي يشارك للمرة الرابعة.
التواجد العربي تاريخيًا
الرجاء البيضاوي المغربي صاحب أفضل إنجاز عربي في البطولة
ستمثل البطولة الحالية أول غياب للحضور العربي عن مونديال الأندية العالمي، فشمس العرب لم تغب عن البطولات الـ11 السابقة، التي شهدت تواجد 11 ناديًا عربيًا شاركوا بصفتهم أبطالًا لقاراتهم أو ممثلين للدولة المضيفة، وينفرد الأهلي المصري بكونه أكثر الأندية العربية والأفريقية مشاركة في البطولة برصيد 5 مشاركات، أفضلها عام 2006 حين حقق المركز الثالث، ومن ثم عام 2012 حين أنهى البطولة في المركز الرابع.
أما الرجاء البيضاوي المغربي فقد تواجد في مونديال الأندية مرتين، وحقق أفضل إنجاز عربي في مشاركته الثانية على أرضه عام 2013، ببلوغه المباراة النهائية للبطولة، والتي خسرها أمام بايرن ميونيخ بطل أوروبا بهدفين نظيفين.
وبدوره نجح السد القطري في تحقيق المركز الثالث من خلال مشاركته الوحيدة في بطولة عام 2011، كما نجح الاتحاد السعودي في تحقيق المركز الرابع في مشاركته الوحيدة عام 2005، وهو نفس الإنجاز الذي حققه النجم الساحلي التونسي في بطولة عام 2007.
أما أندية النصر السعودي، الأهلي والوحدة الإماراتيان، الترجي التونسي، وفاق صطيف الجزائري، والمغرب التطواني، فقد اكتفى كل منها بمشاركة وحيدة في النسخ السابقة، لم يوفقوا خلالها في إحراز مركز متقدم.
نظرة فنية على فرق البطولة الحالية
ناديا برشلونة وريفر بلايت أبرز المرشحين للفوز باللقب
سيكون من الصعب على جميع فرق البطولة الصمود أمام إعصار برشلونة الرهيب، الذي ما فتئ يقتلع الأخضر واليابس، حاصدًا البطولة تلو الأخرى، وضاربًا كبار فرق إسبانيا وأوروبا بالرباعيات والخماسيات، بتشكيلة يقودها ابن النادي لويس إنريكة، وعنوانها ثلاثي (إم إس إن) الفتاك، بقيادة الأسطورة الحية ليو ميسي، الذي عاد إلى رونقه بعد إصابة طويلة، لينضم إلى شريكيه الهجوميين اللامعين نيمار ولويس سواريز، مع الرسام إنييستا والمايسترو بوسكيتس والظهيرين الطائرين ألبا وألفيس، وباقي جوقة البلوغرانا المنسجمة، التي تطمح إلى إكمال الرباعية التاريخية بلقب خامس من جهة، والانفراد بالرقم القياسي للفائزين بمونديال الأندية من جهة أخرى.
المنافس الأبرز للفريق الكتالوني يتوقع أن يكون ريفر بلايت الأرجنتيني، بما عُرف عن الكرة اللاتينية عمومًا – والأرجنتينية خصوصًا – من قتالية وحماس عاليين، يضافان إلى المهارات العالية التي تزخر بها أنديتها، وعلى رأسها نادي الأغنياء الأرجنتيني، الذي يضم في صفوفه نخبة من نجوم منتخب التانغو الحاليين كمايدانا، كرانيفيتر، كاسكو، وغونزالو مارتينيز، والقدامى كسافيولا، لوشو غونزاليس، وبونزيو، إضافة إلى بعض النجوم اللاتينيين كالكولومبي بالانتا والهداف الأورغوياني رودريغو مورا، تحت قيادة نجم منتخب التانغو السابق مارسيلو غاياردو، والذي وعد جماهير بلاده بتحقيق حلمها في الظفر بأول لقب لأندية الأرجنتين في تاريخ هذه البطولة.
أما بقية فرق البطولة، فرغم تطلعها لتحقيق المفاجأة وكتابة التاريخ بكونها أول من يتوج باللقب العالمي من خارج قارتي أوروبا وأمريكا اللاتينية، إلا أن واقعها لا يؤهلها لصناعة تلك الأعجوبة، فزادها البشري يقتصر على أسماء كانت قادرة على التألق والتميز ضمن نطاقها القاري، أما إذا قورنت بأسماء أبطال البلوغرانا بالذات، فلا نجدها تشكل وزنًا يذكر؛ فمازيمبي بطل إفريقيا بقيادة مدربه الفرنسي كارتيرون ونجومه السمر أسالي، كالابا، ساماتا، وأسانتي، سيكون مبلغ مناه تجاوز ريفر بلايت في نصف النهائي وبلوغ المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخه، وجوانجزو بطل آسيا بكتيبته البرازيلية التي يقودها المدرب سكولاري، والنجوم روبينو وباولينو وأليكسون وغولارت مع صانع الألعاب الصيني المخضرم زهانغ زهي، سيكون عليه مجابهة البارسا وجهًا لوجه في حال نجاحه في بلوغ نصف النهائي.
ونفس الأمر ينطبق على كلوب أمريكا بطل الكونكاكاف، الذي يضم في صفوفه بعض اللاعبين اللاتينيين المميزين، كالإكوادوري أرويو، والباراغوانيين أغويلار وأوزفالدو مارتينيز، إضافةً إلى الهداف المكسيكي المخضرم بيرالتا، أما أوكلاند سيتي بطل أوقيانيا، فمجرد تكرار مفاجأته العام الماضي بتحقيق المركز الثالث سيعد إنجازًا كبيرًا له، في ظل تواضع زاده البشري الذي يقتصر على بعض الأسماء الأوروبية المغمورة، كالإسباني ألفارو والبرتغالي بيريرا، شأنه شأن سانفريس هيروشيما ممثل الدولة المضيفة، الذي سيكون رهانه الوحيد على اللعب في أرضه وبين جماهيره، في ظل نقص خبرة المواعيد الكبرى لدى جل عناصره الشابة.
برنامج المباريات
ستاد نيسان بيوكوهاما، سعته 72 ألف متفرج
تشهد البطولة الحالية إقامة 8 مباريات كالتالي:
في 10 ديسمبر: تقام المباراة رقم 1 بين سانفريس هيروشيما وأوكلاند سيتي.
وفي 13 ديسمبر: تقام المباراة رقم 2 بين كلوب أمريكا وجوانجزو، والمباراة رقم 3 بين مازيمبي والفائز من المباراة 1.
في 16 ديسمبر: يلعب الخاسران في المباراتين 2 و3 لتحديد صاحب المركز الخامس، فيما يلتقي ريفر بلايت مع الفائز من المباراة 3 لتحديد طرف النهائي الأول.
في 17 ديسمبر: يلتقي برشلونة مع الفائز من المباراة 2 (بين كلوب أمريكا وجوانجزو)، لتحديد الطرف الثاني في المباراة النهائية.
في 20 ديسمبر: يلتقي الخاسران في مباراتي نصف النهائي لتحديد صاحبي المركزين الثالث والرابع، قبل أن تقام المباراة النهائية للبطولة عند الساعة 10:30 صباحًا بتوقيت غرينتش (1:30 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة).
يذكر أن مباريات البطولة ستقام على ملعبين، أولهما ستاد نيسان في مدينة يوكوهاما، والذي سيحتضن المباراتين الافتتاحية والنهائية، فضلًا عن مباراتي نصف النهائي، وثانيهما ستاد ناغاي في مدينة أوساكا، الذي سيستضيف بقية المباريات، وسيشرف على قيادة المباريات 6 حكام ساحة يمثلون جميع الاتحادات القارية، هم:
السويدي جوناس إريكسون، الكولومبي رولدان بيريز، السلفادوري أنتونيو أغيلار تشيكاس، الإيراني علي رضا فغالي، الكمروني أليوم أليوم، والنيوزلندي ماتيو كونجر.