قررت سلسلة متاجر عملاقة مقرها دبي متخصصة في مبيعات التجزئة، وقف بيع المنتجات التي تحمل العلامة التجارية لدونالد ترامب بعد التصريحات التي أدلى بها المرشح الجمهوري الأمريكي، داعيًا خلالها إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وقال ساشين منداوا، المدير التنفيذي لمتاجر “لايف ستايل” التابعة لمجموعة “لاندمارك” لشبكة سي إن إن اليوم الأربعاء: “بصفتنا من بين أشهر بائعي منتجات الديكور المنزلي في الشرق الأوسط، فإن متاجر لايف ستايل تقدر وتحترم آراء جميع زبائنها، على ضوء التصريحات الأخيرة الصادرة عن المرشح الرئاسي الأمريكي قررنا وقف بيع جميع منتجات الديكور التي تحمل علامة ترامب”.
وكانت المجموعة قد بدأت في منتصف العام الجاري في بيع منتجات من خطوط الإنتاج التابعة لعلامة ترامب التجارية في شبكة متاجرها الخاصة بـ “لايف ستايل” بالشرق الأوسط، والتي يصل عددها إلى 195 متجرًا موزعة على دول الشرق الأوسط ومن ضمنها الكويت والإمارات وقطر والسعودية، بالإضافة إلى شمال أفريقيا وباكستان وتنزانيا.
وفي رد سريع، أشار موقع “ديلي بيست” في أحد تقاريره إلى أن “ترامب يحب فقط المسملين الأغنياء”، وقال كاتب التقرير ديان عبيدالله إن هؤلاء يوجدون غالبًا في الخليج، ولديهم الكثير من المال، وقال: “إذا ما أظهر أحد المسلمين المال لترامب، فإن كل مخاوفه تجاه المسلمين ستخرج من نافذة طائرته الخاصة”.
وأعطى الكاتب مثالًا إلى ما ذهب إليه، وهو أن ترامب “يحب حسين سجواني مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة داماك للعقارات الفاخرة”، ولفت إلى أن المرشح الجمهوري كان قد وصف سجواني بالصديق الجيد والرجل العظيم، إضافة إلى غيرها من الألقاب، موضحًا أنه في مايو 2014 توجه إلى دبي لقضاء الوقت مع صديقه المسلم، بينما كانا يعلنان تنفيذ مشروع عقاري ضخم، خططت لإقامته في الإمارات”.
وأكد عبيدالله أن سجواني صدر ضده حكم قضائي من محكمة جنايات الجيزة في مصر، في عام 2011، وبرفقته وزير السياحة المصري الذي خدم في آخر حكومات مبارك، زهير جرانة، وهشام الحاذق، بعد إدانتهم بتسهيل الاستيلاء على الأراضي التابعة لهيئة التنمية السياحية، والتي تقع في نطاقها أنشطة بترولية بمنطقة الجمشة بالغردقة والإضرار المتعمد بالمال العام، وتغريمهم مجتمعين بنحو 294 مليون جنيه.
صداقة ترامب مع سجواني آتت أكلها، فرغم الغضب العارم الذي اجتاح المسلمين في الخليج وفي الولايات المتحدة، إلا أن شركة داماك التي يرأسها سجواني احتفظت بهدوئها وأكدت على الاحتفاظ بعلاقاتها مع المرشح الرئاسي المتطرف.
فقد صرح نائب رئيس داماك قائلاً “نود أن نؤكد أن اتفاقنا هو مع منظمة ترامب كواحدة من أفضل مشغلي ملاعب الغولف في العالم، وعلى هذا النحو فإننا لن نُعلق أيضًا على جدول السيد ترامب الشخصي أو السياسي، أو على النقاش الأمريكي السياسي الداخلي”.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إصرار ترامب على تعليقاته، إذ رد على الانتقادات التي وجهت إليه بعد دعوته إلى منع دخول المسلمين إلى أمريكا، إنه لا يهتم، مؤكدًا قناعته بذلك وبضرورة مراقبة مساجد في الولايات المتحدة أو حتى إغلاق بعضها لمنع تكرار هجمات 11 سبتمبر 2001، وأضاف ترامب أن دعوته إلى منع دخول المسلمين “قد تكون غير صحيحة سياسيًا”، وتابع: “لكنني لا أهتم”.
الغريب أن تلك التصريحات قوبلت بتصفيق حار من قبل أنصاره!
وحذر ترامب أنصاره، خلال تجمع انتخابي في ولاية ساوث كارولاينا، من أن الولايات المتحدة يمكن أن تشهد هجمات أخرى من نوعية هجمات 11 سبتمبر دون اقتراحاته المثيرة للجدل والتي تشمل مراقبة وإغلاق مساجد المسلمين الموجودين في الولايات المتحدة بالفعل.
وشبه ترامب اقتراحه بتلك المقترحات التي نفذها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت على أناس ينحدرون من أصول يابانية وألمانية وإيطالية أثناء الحرب العالمية الثانية.
ولترامب العديد من المشاريع في دول إسلامية مختلفة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان وتركيا، واثنين من المشاريع الجديدة في إندونيسيا.
علاقات ترامب الاقتصادية مع الشرق الأوسط والعالم الإسلامي كانت قد بدأت في وقت مبكر، فمنذ بداية التسعينات كان لترامب طموحات بتنمية دبي، إلا أن مشروعه الأكبر “بالم جميره” قد تم إلغاؤه لاحقًا، وفي 1995، وتحت ضغط دائنيه، استسلم ترامب وقام بتسليم إدارة فندق بلازا في نيويورك لمستثمرين من السعودية وسنغافورة، كان من بينهم الأمير الوليد بن طلال.
وقبل ذلك في 1991 استطاع الوليد الاستفادة من الديون الهائلة التي أغرقت ترامب وقام بشراء يخته الشهير، هذا اليخت الذي كان قد ظهر في أحد أفلام جيمس بوند في 1983 كان قد بُني بالأساس للملياردير السعودي عدنان خاشقجي قبل أن يشتريه ترامب، والآن، تمتلك الخطوط الجوية القطرية مكتبًا ضخمًا في برج ترامب في نيويورك لأكثر من سبع سنوات.
يذكر أن أفراد الجالية المسلمة في جنوب ولاية كاليفورنيا جمعوا تبرعات بلغت زهاء ثلاثين ألف دولار خلال اليومين الماضيين، لذوي ضحايا حادثة سان برناردينو التي أودت بحياة 14 شخصًا وجرحت 17 آخرين الأربعاء الماضي.
وكانت ابنة ترامب، إيفانكا، وهي تشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لعمليات التنمية والاستحواذ في شركة ترامب القابضة، قد صرحت في وقت مبكر إلى أن الشركة تبحث عن فرص جديدة في “السعودية، دبي، أبوظبي وقطر” مؤكدة أن هذه المناطق الأربعة هي الأهم بالنسبة للشركة.