ما لا يقل عن تسعة ملايين وخمسمائة ألف شخص في واحد وأربعين محافظة، تضرروا من جراء إعصار هايان، والمعروف لدى الفيليبينيين بيولاند، وهو أقوى وأعنف إعصار ضرب الكرة الأرضية على الإطلاق، حيث وصلت سرعة رياحه في سواحل الفيليبين إلى ثلاثمائة كيلومتر في الساعة، مولدة أمواجا عملاقة دمرت مدنا بأكملها، خصوصاً في جزيرتي لييتي وسامارا.
الإحصائيات الأولية، تفيد أن الإعصار شرد حتى الآن ستمائة ألف شخص، مخلفا ما لا يقل عن عشرة ألاف قتيل وأكثر من ألفي مفقود، الأمر الذي دفع الرئيس الفيليبيني بنينيو اكينو إلى إعلان البلاد في حالة كارثة وطنية، حسب ما نقلته وكالات الأنباء، وهو ما يستدعي من الحكومة الإسراع في صرف الأموال اللازمة للإنقاذ وإعادة الإعمار، حيث قال اكينو: “نعلن اليوم حالة كارثة وطنية تتطلب حركة سريعة للحكومة لإنقاذ وتقديم المساعدة وإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الإعصار يولاند”.
إحدى المتضررات من الإعصار قالت ليورونيوز أنها فقد ابنتها من بين يديها خلال الإعصار: “لقد انزلقَت من يدي.. اعتقد أنها ضحت بحياتها حين تركتني اذهب. كانت تعلم أن تعلقها بي يعرضنا نحن الاثنتين لخطر الغرق”.
جون غينغ، مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، قال لفرنس 24 أن “أماكن عدة تضيق بالجثث”، وأن “التقديرات تفيد حاليا أن أكثر من عشرة آلاف شخص قتلوا”، مشيرا إلى أن الحصيلة النهائية ستكون مرتفعة وأكبر من الحصيلة المعلنة إلى حد الآن، حيث قال غينغ: “نتوقع الأسوأ.. مع التمكن من الوصول إلى بعض المواقع نعثر دوما على مزيد من الجثث”، مشيرا في نفس الوقت إلى أن “الأولوية لدى المسعفين ما إن نجحوا في الوصول إلى المناطق التي لم يصلوها من قبل، هي دفن جثث الضحايا بسبب المشاكل الصحية الناتجة عن بقائها دون دفن”.
وأطلقت الحكومة الفيليبينية نداء لجمع مساعدات تقدر بمئات ملايين الدولارات، رصدت في مقابله الأمم المتحدة 25 مليون دولار من صندوقها للمساعدات الطارئة، في حين أعلنت الولايات المتحدة عن إرسالها لقوات عسكرية للمساعدات في عمليات الإجلاء، في انتظار مساعدات أخرى من المجتمع الدولي.
بعض الصور للكارثة: