بدأت الاطراف الليبية المتنازعة صباح امس الخميس في اجتماع تفاوضي في العاصمة تونس برعاية مبعوث الأمم المتحدة مارتن كوبلر. من المتوقع ان يتواصل هذا الاجتماع الذي يضم ممثلين عن البرلمان الليبي المنحل وأخرين عن المؤتمر الوطني العام ومستقلون الى اليوم تحضيرا لاجتماع روما المزمع عقده في 13 من ديسمبر كانون الأول الحالي.
وعبر المبعوث الأممي الى ليبيا مارتن كوبلر عن أمله في توصل الفرقاء الليبيين إلى حل لازمتهم. وقال كوبلر في ختام جولة أمس من المشاورات، هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها هذا العدد الكبير من الفرقاء الليبيين.. اثمن هذه المبادرات و اشجع عليها. خلال هذه الجلسة الطويلة شعرت بان هناك توافقا على ضرورة التوقيع بصورة عاجلة على الاتفاق.”
واوضح كوبلر ان العودة إلى طاولة الحوار هي اهم الاولويات لهذه المرحلة في ضل الخطر “الداعشي” القادم على المنطقة. مؤكدا ضرورة مواصلة الحوار والوصول الى حل سياسي بين الاطراف الليبية المتنازعة. وأضاف “لقد لاحظت ايضا ان هناك توافقا قويا على وجوب عدم الخوض مجددا في نص الاتفاق لان هذا الامر سيكون بمثابة فتح صندوق باندورا” وتابع كوبلر “صحيح، الجميع لديهم تحفظات بمن فيهم انا ولكن الاتفاق موضوع الآن على الطاولة”.
بدوره اعرب النائب في برلمان طبرق مصطفى أبو شاقورعن امله في التوصل إلى حل سريع للازمة الحاصلة في بلاده. وقال أبو شاقور على هامش هذه المفاوضات، كان لقاء اليوم ايجابي سجلنا فيه تقدما ، خاصة وانما استشعرنا المرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد.
واضاف ابو شاقور “ناقشنا بعض القضايا الخلافية التي فيها اختلافات في وجهات النظر و اتفقنا في زيادة عدد مجلس رئاسة الدولة من 6 الى 9.” وعن أهمية اجتماع روما قال ابو شاقور “ليست لنا انتظارات كبيرة من اجتماع روما” وأوضح انه سيكون اجتماعي سياسي بامتياز و متوقع ان يعلن فيه وزراء خارجية الدول المشاركة دعمهم للحل السياسي في ليبيا و جهود الامم المتحدة هناك.
وقد دعت إيطاليا والولايات المتحدة الى مؤتمر روما لدفع الاطراف الليبية الى ان يوقعوا في أقرب وقت على اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية “كاساس وحيد لمواجهة” تنظيم الدولة الاسلامية، كما أعلن مؤخرا وزير الخارجية الايطالي.
من جهة أخرى اكد النائب عن المؤتمر الوطني العام في ليبيا صالح مخزوم رفضهم للاتفاق الذي تم الاعلان عنه في تونس الاحد من طرف ممثلين عن برلمان طبرق المنحل و المؤتمر الوطني العام.
وتأي هذا الاجتماعات في وقت تسعى بعثة الامم المتحدة الى دفع الطرفين للتوقيع على اتفاق سلام في خطوة تسعى الى تحقيقها منذ نحو عام دون ان تنجح في ذلك.
وكانت الأطراف الليبية المتنازعة، أعلنت الأحد الماضي، في مؤتمر صحفي، بالعاصمة تونس، توصلها إلى اتفاق مبدئي لإنهاء النزاع القائم بينها بعد مفاوضات سرية جرت مؤخرًا بتونس العاصمة، جمعت ممثلين عن مجلس نواب طبرق المنحل وممثلين عن المؤتمر الوطني العام.
و ينص هذا الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال أسبوعين واجراء انتخابات تشريعية وتشكيل لجنة لمراجعة الدستور.
وتتصارع حكومتان على السلطة في ليبيا، الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس نواب طبرق، ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها طرابلس.