يوما بعد يوم، تزداد الفجوة ما بين الأوروبيين وأوروبا، ففي استبيان أجرته المفوضية الأوروبية حول علاقة سكان الدول الأوروبية بأوروبا ومدى اهتمامهم بالشأن الأوروبي، نتجت المفوضية إلى أن أكثر من نصف سكان بلدان مثل بلغاريا والمملكة المتحدة وقبرص واليونان، لا يشعرون بأنهم أوربيون.
شبكة يورو نيوز أجرت تحقيقا حول حس الانتماء إلى أوروبا في جزيرة مالطا، والتي جاءت نتائج الاستفتاء فيها معاكسة للنتائج في دول أوروبية أخرى، وذلك بنسبة 81٪ من سكانها –مالطا- يشعرون بالانتماء إلى أوروبا، ويرونا أن بلدهم استفاد كثيرا طيلة السنوات الماضية من انضمامه إلى الاتحاد الأوروبي، حيث يقول أحد المواطنين المالطيين: “هناك عيوب، ولكن توجد مزايا عديدة.. الوضع الآن أفضل بكثير.. أعتقد أن أغلبية سكان مالطا تفضل أن نكون جزءا من الاتحاد الأوروبي”.
فيفيان بادجا، وهي مواطنة مالطية،وتعمل في العلاقات العامة، تقول: “الفكرة التي تنال الاستحسان هي فكرة التبادل بين الطلاب، وبين الأوروبيين الذين تجمعهم مصالح مماثلة والذين يريدون نجاح أوروبا، والذين يؤمنون بالفكرة الأوربية، فحين نتحدث عن هذه الأمور مع أوربيين آخرين، غالبا ما تكون الآراء متشابهة.. كما أن الناس في مالطا يتقاسمون أذواق ومشاكل وأفكار الناس في خارجها، وهذا دليل على انتمائهم لأوروبا”.
ومن جهة أخرى ينظر بعض الأوروبيين إلى الانتماء إلى أوروبا من زاوية مصالحهم، فأحد المواطنين يقول: “هناك الضرائب، بعض الضرائب ارتفعت، لكنه أمر جيد.. فأوروبا ساعدتنا على مستوى العمل والبنية التحتية”، ثم يضيف: “تم فعل الكثير من الأشياء في بلدنا بفضل المساعدة التي نحصل عليها من الاتحاد الأوروبي لأننا أعضاء فيه”.
وتأسس الاتحاد الأوروبي في شكل جمعية دولية، وذلك بناء على اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماسترخت الموقعة عام 1992، وهو يضم الآن 28 دولة، حيث كانت كرواتيا آخر الدول المنضمة إلى الاتحاد في 1 يوليو 2013، وأهم المبادئ التي أسس عليها الاتحاد الأوروبي هي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية، مع ضبط كل دولة، حسب خصوصياتها، للصلاحيات التي تمنحها للاتحاد ولهذه المؤسسات.
ومن بين الدول القارة الأوروبية، توجد 5 دول راغبة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولم تتم الموافقة على انضمامها بعد، لأسباب بعضها اقتصادي وبعضها أمني وبعضها غير معروف، حيث تعتبر تركيا من أبرز الدول التي لم يتم قبولها بعد لتنضم إلى الاتحاد الأوروبي، فرغم تحقيقها لمعظم الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطلوبة منها، فإن الغموض مازال قائما حول مصير المفاوضات القائمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي لضم تركيا للاتحاد.