نجحت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في انتخاب أعضاء الحكومة السوري المؤقتة برئاسة أحمد طعمة بعد أيام عديدة من المداولات والنقاشات شابها بعض المشادات والمحاصصات بين القوى السياسية، الخطوة التي اعتبرها البعض جيدة متمنين لها التوفيق والعمل بجد لخدمة الداخل السوري واسقاط نظام بشار الأسد، في الوقت الذي قلل آخرون من شأن هذه الحكومة وشككوا في مقدرتها على العمل في ظل أجواء الفوضى والنزاع الداخلي بين الكتائب على الأرض.
الحكومة التي تتشكل من 12 حقيبة نجح منهم 9 في اختبار ثقة الهيئة العامة وفشل 3 آخرون في الحصول على 63 صوت وهو الحد الأدنى لتجاوز امتحان الثقة وهم : عمار القربي ومحمد جميل جران وعبد الرحمن الحاج مما حذى بالهيئة ايكال مهمة الحقائب الفارغة الى وزراء تم انتخابهم لحين انتخاب آخرين، بينما جاءت تشكيلة الحكومة في الشكل التالي :
رئيس الحكومة، ومكلّف بأعمال وزير الصحة : الدكتور أحمد طعمة
نائب رئيس الحكومة ومكلّف بوزارة التعليم : إياد القدسي
وزير الدفاع ومكلّف بوزارة الداخلية : أسعد مصطفى
وزير المالية والاقتصاد : إبراهيم ميرو
وزير الاتصالات والصناعة : المهندس محمد ياسين نجار
وزير الإدارة المحليّة : عثمان بديوي
وزير العدل : فايز الضاهر
وزير الطاقة والثروة الحيوانية : الياس وردة
وزير البنية التحتية والزراعة : وليد الزعبي
وزير الثقافة والاسرة : تغريد الحجلي
في الوقت الذي أعلن فيه المكتب الاعلامي للائتلاف أن السعودية أعلنت دعم الحكومة المؤقتة بـ 300 مليون دولار بشكل مبدئي قال الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي في حسابه على الفيسبوك ان انتخاب الحكومة انجاز مهم حتى وان أتى متأخراً ثمانية أشهر بعد صراع شديد بين القوى السياسية السورية استمر حتى مساء الأمس، وأضاف: “أمام الحكومة تحديات كبيرة وهي بالتأكيد ستجتاج إلى دعم جميع الأطراف. أولويات الحكومة تتعلق في المقام الأول بتقديم الخدمات وتتظيم الحياة المدنية بكل نواحيها في المناطق المحررة،المهمة الأولى أمام حكومة طعمة بعد وضع الخطط والميزانيات، الحصول على دعم المجالس المحلية والكتائب المقاتلة والقوى السياسية في الداخل، ثم القيام بجولة إقليمية للحصول على دعم الأشقاء العرب”.
نبذة مختصرة عن أعضاء الحكومة :
رئيس الحكومة أحمد طعمة، يلبغ من العمر 48 ربيعاً قضى جلها في مدينته دير الزور شارك في اعلان تجمع ربيع دمشق عام 2005 والذي طالب بالتغيير السلمي في سوريا ثم انتخب أميناً للسر للتجمع أواخر عام 2007 ليتمّ اعتقاله مع 11 آخرين من رفقائه لأكثر من سنتين ويخرج في حزيران 2010 ليتجدد نشاطه السياسيّ والثوري مع بداية الثورة السورية في آذار 2011، انضم الى المجلس الوطني باسم مستعار نظراً لاقامته في دير الزور التي كان تقبع تحت سيطرة النظام و أعاد النظام اعتقاله في تموز 2011 ومرة أخرى في أواخر 2012 ليفرج عنه ويعيّن مستشاراً للمكتب التنفيذي للمجلس المحلي في محافظة دير الزور، ثم أصبح رئيساً لمجلس السلم الأهلي في المحافظة ، ثم رئيساً للحكومة السورية الموقتة.
نائب رئيس الحكومة اياد القدسي، وهو من مواليد دمشق وتخرج من جامعة هيوستن في ولاية تكساس الأمريكية بتخصص علوم الحاسوب ثم أكمل تعليمه العالي في دراسات ادارة الأعمال، وعمل لمدة 30 عاماً في مجال تكنولوجيا المعلومات وادارة المشاريع والإدارات العليا على نطاق واسع يشمل الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط. القدسي الذي يحمل الجنسية الأمريكية هو المؤسسين الرئيسين ومشارك فعال في الائتلاف الديمقراطي السوري لدعم الثورة السورية التي تمثل جزءا من المعارضة السورية، كما ساهم اياد في تحضير وتأسيس إتحاد الديمقراطيين السوريين.
وزير الدفاع أسعد مصطفى، وهو من مواليد ادلب شغل منصب وزير الزراعة في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد بين أعوام 1992 و2000 قبل ان ينتقل الى الكويت ويعمل مستشارا في الصندوق العربي الاقتصادي والاجتماعي للتنمية.
وزير المالية والاقتصاد إبراهيم ميرو، الذي توّلى حقيبة وزارة المالية والاقتصاد بعد أن فاز بأعلى نسبة أصوات بين الوزراء (72 صوت من أصل 101 عضو قاموا بالتصويت) ولد في الحسكة ودرس الاقتصاد العام والجزئي بجامعة امستردام في هولندا عام 2006، ليعمل بعدها مستشارا اقتصاديا بأحد البنوك الهولندية الكبرى.
أسس ميرو مع مجموعة من النشطاء الأكراد منظمة مدنية صغيرة تحت اسم “منظمة الأمواج المدنية”، لكن نشاطها لم يدم طويلا بحكم المتغيرات الكبيرة التي طرأت على الوضع السوري، ثم انضم الى مجموعة عمل اقتصاد سوريا، وهي مجموعة تهتم بحماية الاقتصاد الوطني والدولة السورية من الانهيار السريع والتهالك بعد زوال النظام السوري، والالتزام بتنفيذ خطة إعادة إعمار سوريا والنهوض بها، اضافة الى أن ميرو كان قد شغل عضوية الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري في اجتماع الهيئة العامة بالعاصمة القطرية الدوحة في تشرين الثاني 2012 ممثلا عن الكتلة الكردية، ويعد إبراهيم ميرو الذي يتكلم العربية والكردية الإنجليزية والهولندية أصغر وزير مالية عربى اذ اعتادت الانظمة العربية اختيار شخصيات كبيرة أو متوسطة السن لا تقل فى الأغلب عن 50 عاما لمنصب وزير المالية اعتبارا لعامل الخبرة.
وزير الاتصالات والصناعة محمد ياسين نجار، وهو ابن المعارض السوري المعروف غسان نجار، ولد بمكة المكرمة وحصل على شهادة الهندسة الكهربائية والالكترونية من جامعة حلب،. حاول مع مجموعة وطنية شابة داخل سورية القيام بعمليات تفكيكية للنظام من خلال نشر الوعي الديمقراطي وكشف حقيقة النظام الديكتاتورية خلال المرحلة الجامعية ومن خلال مشاركته في مؤسسات المجتمع المدني الخيرية والثقافية والمهنية والرياضية، عضو في جمعية من اجل حلب وعضو نادي الاتحاد الحلبي ( الأهلي)، وقد انتخب عضواً للمؤتمر العام لنقابة المهندسين السوريين عن محافظة حلب.
تعرض لعدة محاولات اعتقال بعد اندلاع الثورة مما اضطره للخروج والمساهمة في دور سياسي داعم للثورة ثم انضم إلى مجموعة العمل الوطني من اجل سورية ثم لاحقا اصبح رئيساً لمكتب العلاقات الوطنية والخارجية في المجموعة، كان من الفريق المؤسس للمجلس الوطني السوري ولاحقا اصبح عضواً في مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الوطني.
وزير الإدارة المحليّة عثمان بديوي، وهو ناشط سياسي و رئيس المجلس الثوري لمدينة معرة النعمان السورية، نشط في الثورة واعتقله قوات النظام السوري لينتقل بعدها الى خارج سوريا وينضم الى المجلس الوطني السوري
وزير العدل فايز الضاهر، وهو قاضي ومستشار في التحقيق الجنائي تخرج من كلية الحقوق في جامعة حلب.
وزير الطاقة والثروة الحيوانية الياس وردة، هو أستاذ جامعي وباحث علمي يقيم في العاصمة الفرنسية باريس.
وزير البنية التحتية والزراعة وليد الزعبي، وهو رجل أعمال وسياسيّ ولد في مسقط رأسه درعا حصل على الهندسة المدنية من جامعة دمشق ثم انتقل الى العمل والاستثمار في الامارات العربية المتحدة حيث قامت شركاته بالعديد من المشاريع الهامة والضخمة، أسس الزعبي مع مجموعة من رجال الأعمال السوريين ما أسموه (مجلس رجال الأعمال السوريين للإغاثة والتنمية) الذي أصدر بياناً يدعم المجلس الوطني السوري ويدعم الثورة والداخل السوري، كما أسس مع مجموعة من العلماء والناشطين تجمعاً فكرياً اختصاصياً اجتماعياً تحت عنوان (تيار بناة المستقبل الوطني) يضم خيرة الخبرات السورية في سوريا والمغتربات من مخترعين وكتاب ومثقفين ومهندسين وأطباءومختصين في علوم الفضاء والطاقة النووية.
وزيرة الثقافة والأسرة تغريد الحجلي، وهي عضو ومديرة مكتب المرأة في المجلس الوطني السوري.