استمرار حملات فضح انتهاكات حقوق الإنسان في مصر

أطلق نشطاء وحقوقيون مصريون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت اسم “#أنا_مصري_أنا_إنسان“، قاموا خلالها بعرض الانتهاكات التي أقدمت عليها السلطات المصرية خلال العامين الماضيين منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو بانقلاب عسكري قاده وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسي، فند الحقوقيون المشاركون في الحملة بعض الانتهاكات التي تمت بحق المعارضين والصحفيين والنشطاء والأطفال والنساء، مستعينين ببعض الإحصاءات والأرقام التي أطلقتها المنظمات الحقوقية لتعضيد صحة حديثهم حول جسامة الانتهاكات في مصر.

الحملة الإلكترونية التي أطلقتها حملة “إعدام وطن” دُشنت بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي وافق العاشر من ديسمبر الماضي، ومستمرة لمدة أسبوعين، إذ قالت الحملة في بيان نشرته: “في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: النظام المصري اعتدى على كافة الحقوق وأعمل آلة القتل والتصفية بحق الإنسان”، وطالبت تضامن منظمات حقوق الإنسان في العالم، ومعها مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني؛ وذلك من أجل وضع حد لتجاوزات النظام المصري وضمان احترام الإنسانية في المجتمع المصري.

احتل الهاشتاج الذي دون عليه المغردون مركزًا متقدمًا في صدارة الترند العالمي للأكثر تدوالًا على موقع تويتر، وتجاوزت التغريدات المشاركة في الهاشتاج الـ 10 آلاف تغريدة، كما شارك في الحملة العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والعربية للتأكيد على دعمهم للحقوق الإنسانية الأساسية للمواطن المصري.

بعض المشاركين في الحملة لجأوا إلى استخدام تصميمات لصور تحمل انتهاكات قام بها الأمن المصري ضد مواطنين، فيما حملت الصور نفسها بعض بنود المواثيق والمعاهدات الحقوقية الدولية التي وقعت عليها مصر سلفًا، وذلك في إشارة إلى التناقضات التي يدّعيها النظام باحترامه حقوق الإنسان وهول الانتهاكات التي يمارسها على الأرض.

كما تضمنت الحملة نشر أرقام وإحصاءات حول حالات الاعتقال التي تجاوزت حاجز الـ 50 ألف معتقل، وكذلك لحالات التعذيب والإخفاء القسري والإهمال الطبي، وغيرها من الإحصاءات حول أعداد الأطفال الذين جرى اعتقالهم ونوعية الانتهاكات التي تعرضوا لها وكذلك النساء والطلاب، وذلك اعتمادًا على إصدارات وتقارير لمؤسسسات حقوقية إقليمية ودولية معنية بمراقبة حقوق الإنسان في مصر.

أشارت بعض الأرقام التي شارك بها النشطاء في الحملة إلى تعرض نحو 3200 طفل للاعتقال، وتعذيب ما يزيد عن 980 منهم، وتعريض نحو 78 منهم للتعدي الجنسي، فيما أكدت التقارير إلى وجود نحو 300 طفل محتجز في السجون المصرية.

شارك آخر في الحملة بإحصائية حول تعرض المئات للتعذيب والتعدي الجسدي والجنسي، فيما أوضحت تلك الأرقام وفاة نحو 72 مواطنًا نتيجة تعرضهم للتعذيب، وإحصاءات أخرى أوضحت مقتل ما يقرب من 4000 مواطن خلال العامين الماضيين خلال التظاهرات السلمية أو حملات الاعتقال، أو بالتعذيب والإهمال الطبي في السجون.

فيما يواجه ما يزيد عن 1700 مواطن مصري أحكامًا بالإعدام، بينما جرى بالفعل إعدام 7 مواطنين آخرين في قضيتين مختلفتين.

المرأة من فتيات ونساء حزن نصيبًا في هذا الهاشتاج بمشاركة الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة في ظل الحكم العسكري، حيث شاركت حركة “نساء ضد الانقلاب” في الهاشتاج مؤكدةً تعرض أكثر من 2000 امرأة للاعتقال، فيما لاتزال نحو 60 منهن رهن الاحتجاز، فيما أوضحت الحركة إلى قتل نحو 115 فتاة وسيدة خلال مشاركتهن في تظاهرات سلمية، وأوضحت أن سيدتين يواجهن حكمًا بالإعدام.

الحركة الطلابية المناهضة لنظام السيسي “طلاب ضد الانقلاب” شاركت هي الأخرى في الحملة، موضحةً تعرض نحو 245 طالبًا وطالبة للقتل خارج إطار القانون، وأكثر من 1000 آخرين إلى الفصل التعسفي، فيما أوضحت تعرض ما يقرب من 500 طالب وطالبة إلى الاختفاء القسري لفترات متفاوتة، كما أكدت إلى وجود نحو 169 طالبًا وطالبة تنظر قضاياهم أمام القضاء العسكري.

الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين المعارضة للنظام المصري الحالي شاركت هي الأخرى في الحملة بعدة منشورات.

فيما انصب نشطاء آخرون على تجسيد قصص إنسانية لبعض المعتقلين في مقاطع مصورة  لنشر مآسيهم التي يعانوها داخل السجون.

مدون آخر نشر صورة لأطفال يحاولون احتضان آبائهم وإخوتهم المعتقلين من خلف الأسلاك والشبابيك الحديدية، لافتًا إلى تجسيد الصورة لكل معاني الإنسانية.

آخر نشر صورة للجاسوس الإسرائيلي الذي جرى الإفراج عنه من السجون المصرية قبل أيام، وأخرى لرئيس مجلس النواب المصري سعد الكتاتني، محاولًا إظهار المفارقة في هيئة كلٍ منهما ما يوحي باختلاف شكل المعاملة عن بعضهما البعض داخل نفس السجون المصرية.

مشاركون آخرون في الحملة قاموا بتجميع بعض الصور لعدد من المعتقلين -بينهم قيادات حزبية وسياسية سابقة – قبل وبعد اعتقالهم تظهر تردي حالتهم الصحية ونحافة أجسادهم بشكل كبير.

بعض التدوينات لمشاركين في الحملة حملت معانٍ متشابهة في رفض الإهانة والظلم كونهم مواطنين مصريين.

لفت مغرد عربي مشارك في الحملة إلى تعرض العديد من العرب في مختلف الدول إلى الإهانة والانتهاكات، مسلمًا بأمر تعرض المصريين للإهانة.

بينما قام مغردون عرب بنشر بعض التدوينات خلال الحملة التي تظهر معاناة الفلسطينيين من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وأخرى توضح مأساة مسلمي الروهينغا الذين يابدون من قِبل حكومة ميانمار، وكذلك لمعاناة الشعب السوري.