باتت وعود دول الخليج لأهل غزة موضع النسيان، فمنذ حرب إسرائيل الدموية على قطاع غزة في العام الماضي، أعلنت الأونروا قضاء 100.000 فلسطيني للمرة الثانية على التوالي الشتاء في بيوت مدمرة وأماكن مؤقتة للجوء، فمع استمرار منع إسرائيل دخول مواد البناء إلى القطاع، وفرضها قيود صارمة على مساعدة دول الخليج ومنها قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة من توفير المساعدات المالية ومواد إعادة البناء لأهالي غزة، بالإضافة إلى غلاء أسعار تلك المواد بشكل مبالغ فيه داخل السوق السوداء، سيمر شتاء آخر محفوف بالقلق على أهل قطاع غزة، حيث قتل الالتهاب الرئوي العديد من الفلسطينين خلال شتاء العالم الماضي بالفعل، ودمر المطر ما تبقى من كثير من البيوت التي دمرتها غارات جيش الاحتلال الجوية.
استطاع إياد نجار بعد معاناة في تجميع المال، بناء أربع حيطان لمنزله المدمر، ولكن بارتفاع ثلاثة أحجار فقط، أما البقية فكانت من نصيب القماش المشمع، كما يخشى إياد من الشتاء القادم على الأبواب، ويقول بأن من سيتضرر هم أطفاله الصغار، فولده الأصغر في عمر الخامسة ويُعاني من المرض بالفعل.
يقول عبدالرحمن منور إنهم استطاعوا تغطية الفجوات التي سببتها غارات الاحتلال الإسرائيلي في منزلهم بالقماش المشمع، والتي دمرتها الأمطار مُسبقًا في شتاء العام الماضي، ويضيف أنهم متأكدون من المعاناة التي سيعيشوها في هذا الشتاء كذلك.
https://www.aljazeera.com/mritems/Images/2015/12/8/f993e95f0001458fac879a9741750776_6.jpg
فتاة فلسطينية تقوم بالدراسة في منزلها الذي تم تدميره جزئيًا، حيث استبدلت العائلة السقف والجدران المدمرة بالقماش المشمع في محاولة لمنع وصول برودة الخارج إلى المنزل.
منزل سعاد النجار المغطى بالكرتون والقماش المشمع يغرق في المياه كلما يهطل المطر، تقول بأن ولديها الصغيرين يعانيان دومًا من الالتهاب الرئوي، ولا تعرف إلى متى سيستطيعون التحمل، فأسماء أفراد العائلة ليست على قائمة التبرعات من أجل الحصول على مواد البناء.
يقف حسّان وعليا على أنقاض منزلهم الذي دمرته غارة جوية من جيش الاحتلال، والذي تحول إلى غرفة واحدة تجمع أفراد العائلة كلهم، كما هو الحال في بقية المنازل في منطقة الشعاف شرق غزة، والتي تغرق بأكملها في فصل الشتاء عند هطول الأمطار الغزيرة .
استطاع مروان حماية عائلته الكبيرة المكونة من 140 فردًا في 14 بيتًا كوّن جدرانهم من المعادن والحجارة والخشب، واستبدل الأسمنت في تكوين البناء بالرمل والطين.
أطفال يلعبون بأرجوحة مصنوعة من الحبال والوسادات خارج منزلهم المكوّن من حوائط معدنية في بين حانون في غزة.
يقول ناصف فالوجة بأنه لم يستطع تحمل تكاليف تأجير منزل لعائلته، واستأجر خيمة لإيوائهم بالقرب من بيت حانون، ولكنها لا تأويهم من برد الشتاء، إذ إنها مغطاة بالبلاستيك فقط من كل الجوانب، يعبر فالوجة عن قلقه على أطفاله الصغار ذاكرًا بأن أطفال غزة إن لم يموتوا من القصف الجوي، فإنهم يموتون من البرد.
تم هدم منزل السيدة في الصورة بجرافات جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة 2014، ولم يبق سوى قبو المنزل الذي يأوي الآن سبعة أفراد من العائلة في آن واحد.
يقول الرجل في الصورة إنه كغيره من الذين تمسكوّا بمنازلهم بعد تدميرها جزئيًا، لا يوجد مكان آخر يلجأ إليه هو وعائلته، فهو يعرف أن الوضع خطير، ولكنه يقبل به مضطرًا.
أطفال فلسطينيون يعيشون في حظيرة للحيوانات الآن، يقولون بأن من كانوا في مثل عمرهم قد وافتهم المنية بعد أن تجمدوا من البرد في العام الماضي بسبب ظروف المعيشة.
منزل تحيطه الجدران المعدنية والقماش المشمع
يجلس باسم القادر في منزله الذي استطاع أن يبني فيه طبقة من الحجارة الأسمنتية، والتي ساعدته في أن يحمي المنزل من دخول المطر، إلا أن الليل في الشتاء يكون قارص البرودة عليهم، كما أن الرياح تفسد الأقمشة السميكة التي يغطي بها الثقوب الموجودة في الجدران.
يعيش أبو ناجي في بيت متنقل، يقول بأن أصعب الأوقات تكون عند هطول المطر، إذ يتسرب إلى داخل المنزل ويخرب الأرضيات والجدران، كما تقطن الحشرات الأماكن التي خربها المطر بعد ذلك ولا تستطيع العائلة التخلص منها.
المصدر: الجزيرة الإنجليزية