بعد أن ناضل سكان جنوب إفريقيا لسنوات طويلة لإنهاء التمييز العنصري، باتوا اليوم يستعملون الفن لتذكير الجنوب إفريقيين والعالم بالعنصرية ومآسيها وما نتج عنها، وذلك من خلال عرض صوفيا تاون للكوميديا الموسيقية والذي تقدمه فرقة فيا كاتليهونج.
وتم اختيار اسم بلدة صوفيا تاون ليكون عنوانا للعرض الفني الراقص، وذلك لما تعنيه تلك البلدة، الواقعة في ضواحي جوهانسبورغ، من رمزية للفن والثقافة وللنضال ضد التمييز العنصري، حيث يقول أحد الفنانين المشاركين في العرض: “إنها إحدى بلدات جنوب أفريقيا التي هدمت عام 1955، كان يعيش فيها أناس من أصول وأعراق مختلفة في وئام، وكان هناك هنود وأناس من ألوان مختلفة.. لقد كانت نموذجا يجعلنا اليوم نحتفل بالديمقراطية في جنوب أفريقيا.. وعرضنا هذا محاولة لإحياء ذكرى هذه المدينة”.
“بيت الرقص” في مدينة ليون الفرنسية احتضن العرض الأول لصوفيا تاون، وقالت مديرته لمراسل يورونيوز: “من الأشياء التي جذبتني إلى هذا العرض، هو حضور الرقصات في البلدات، إنها الرقصات الحضرية التي نراها اليوم، لديهم حقا رقصاتهم المعاصرة الحضرية والتي لا زالت تتمتع بقوة اجتماعية قوية، رقصات لها وظيفة داخل المجتمع وأولها هي محاربة الجريمة والعنف والمخدرات” مشيرة إلى أن “فرقة فيا كاتليهونج تنتمي حقا إلى أولئك الذين عملوا في البلدات الفقيرة وحاولوا تثقيف الناس من خلال الفن وهذا مؤثر جدا”.
ويقدم عرض صوفيا تاون عددا من الرقصات التي ابتكرها الجنوب إفريقيون في أيام التمييز العنصري، ومن بينها رقصة Gumboot، التي اخترعها عمال المناجم في أوائل القرن العشرين، وتقول إحدى المشاركات في العرض: “اليوم لدينا الفرصة للخلق، وإبراز رقصات بلدتنا العصرية منها والتقليدية”، مضيفة: “هذه الفرصة لم تكن متاحة لنا أبدا أثناء حقبة الفصل العنصري”.
لقطة من رقصة Gumboot التي أدتها فرقة فيا كاتليهونج:
وأما عن تاريخ مدينة صوفيا تاون، وبعيدا عن الرقص، قامت وحدات الشرطة المسلحة بالهراوات والرشاشات، في التاسع من شباط فبراير 1955، بطرد كل سكان المدينة متعددة الأعراق، والذي كان عددهم يقدر بنحو 65 ألف نسمة، وبعد نقل كل متلكاتهم، قامت الشرطة بتدمير كل المساكن، ونقل معظم السكان الأصليين للمدينة إلى بلدة أخرى تدعى سويتو أو “مدينة الصفيح”، وفي ما بعد قررت حكومة “البيض” تسمية هذا الحي ب”تريومف” -أي النصر- ولم يسمح سوى للبيض بالإقامة فيها.
وفي شباط 2006، أعيد للمدينة اسمها، وقال رئيس البلدية اموس ماسوندو في احتفال شعبي حضره عدد كبير من الذين كانوا يعيشون في الحي قبل تدميره: “نحن هنا لنعيد لصوفيا تاون اسمها”، ثم أضاف وهو يزيح الستار عن لوحة كتب عليها اسم الحي الجديد القديم:”لا ضرورة لنوضح كيف قسمت”تريومف”البلاد بعمق”.