ترجمة وتحرير نون بوست
كتب إيفان سولتاس وسيث ستيفنز دافيدويتز
بعد ساعات من مجزرة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا التي حصلت في 2 ديسمبر، وبعد دقائق من إعلان وسائل الإعلام لأول مرة أن أحد منفذي العملية يحمل اسمًا مسلمًا، قرر عدد مقلق من سكان كاليفورنيا شكل استجابتهم تجاه المسلمين على ما حصل، “يجب قتلهم”، كان الرد.
تشير البيانات بأن غالبية سكان كاليفورنيا الذين بحثوا عن عبارة “المسلمين” على جوجل ألحقوها بكلمة “قتل” لتصبح “قتل المسلمين”، أما بقية سكان أمريكا فقد بحثوا عن عبارة “قتل المسلمين” على محرك بحث جوجل بذات الكثافة التي بحثوا فيها عن عبارة وصفة المارتيني، أعراض الصداع النصفي، وتشكيلة فريق كاوبويز للفوتبول الأمريكي.
في كثير من الأحيان يحمل الأشخاص أفكارًا شريرة، وفي بعض الأحيان يعمدون لمشاركتها على جوجل، ولكن هل يمكن أن تنعكس تلك الأفكار فعلًا على أرض الواقع؟
نعم إنها تؤثر، فباستخدام بيانات البحث الأسبوعية ما بين عامي 2004 و2013، وجدنا علاقة مباشرة بين ارتفاع عمليات البحث عن العبارات المعادية للمسلمين وارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين.
قمنا بقياس شعور الإسلاموفوبيا من خلال الاعتماد على عمليات البحث الشائعة التي تعبر عن المواقف البغيضة تجاه المسلمين، فمثلًا عبارة البحث التي تتضمن “هل جميع المسلمين إرهابيين؟” لا تفسح لخيالك العنان لتستنبط الإجابة التي يضمرها الباحث في ذهنه، كما أن البحث عن عبارة “أنا أكره المسلمين” تبدو أشد وضوحًا للتعبير عن ذهنية الباحث.
بشكل عام، عندما تكون عبارات البحث التي تعبر عن الإسلاموفوبيا في أعلى مستوياتها، كالجدل الذي طفق حول بناء مسجد في نقطة تفجيرات 11 سبتمبر في عام 2010، أو في كل ذكرى سنوية لهذه التفجيرات، تميل جرائم الكراهية لأن تكون في أعلى مستوياتها أيضًا.
في عام 2014، وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، شكلت جرائم الكراهية ضد المسلمين 16.3% من مجموع جرائم الكراهية البالغ عددها 1092 جريمة تم التبليغ عنها في ذاك العام، علمًا بأن جرائم معاداة السامية مازالت تتربع على عرش هذه القائمة بنسبة بلغت 58.2%.
قد تبدو جرائم الكراهية فوضوية ولا يمكن التنبؤ بها، لأنها عبارة عن استجابة عشوائية لردود فعل عصبية تنطلق في أدمغة عدد قليل من الشبان الغاضبين، ولكننا استطعنا تفسير صعود وهبوط معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين استنادًا لعبارات البحث عن المسلمين على محرك بحث جوجل فقط.
ما هو مخيف حقًا أنه في حال كان نموذجنا صحيحًا، فإن مشاعر الإسلاموفوبيا، وبالتالي جرائم الكراهية ضد المسلمين، تقع اليوم في أعلى مستوى لها في أمريكا منذ أعقاب هجمات 11 سبتمبر، رغم أن التأكد من صحة هذه النتائج سيستغرق وقتًا حتى يستطيع مكتب التحقيقات الفيدرالي جمع وتحليل البيانات حول جرائم الكراهية المرتكبة ضد المسلمين.
تشير البيانات بأن عمليات البحث المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 10 أضعاف خلال الأسبوع الذي تلا حدوث هجمات باريس، وتصاعدت نتائج البحث بشكل طفيف حتى وصلت إلى ذروتها بعد هجوم سان برناردينو.
وفقًا للنموذج الذي اعتمدناه، وعندما يتم تحليل جميع البيانات من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، يجب أن يتبين وقوع أكثر من 200 هجمة معادية للمسلمين في عام 2015، مما يجعله أسوأ عام تشهده أمريكا لهذه الناحية منذ عام 2001.
ولكن قد يقول قائل، كيف يمكن لعمليات البحث على جوجل أن تكشف عن مشاعر الإسلاموفوبيا؟ فمن هذا الذي يقوم بالبحث عن عبارة “أنا أكره المسلمين” على أية حال؟
كثيرًا ما نفكر بجوجل باعتباره مصدرًا لاستقاء المعلومات التي نبحث عنها مباشرة، فهو يمتلك إجابات مباشرة حول حالة الطقس، الفريق الفائز في مبارة الأمس، أو حتى كيفية صنع فطيرة التفاح، ولكن في بعض الأحيان نعمد لكتابة أفكارنا غير الخاضعة للرقابة في مربع بحث جوجل، دون أن نعقد الأمل حول قدرة جوجل على مساعدتنا، ومن هذا المنطلق تؤلف نافذة البحث نوعًا من كرسي الاعتراف.
فهناك مثلًا الآلاف من عمليات البحث التي تتم كل عام على سبيل المثال لعبارات كـ”أنا أكره مديري بالعمل”، “الناس مزعجون”، أو “أنا في حالة سكر”، وعمليات بحث جوجل التي تعكس الحالة المزاجية بدلًا من البحث عن المعلومات، تمثل عينة صغيرة من كل شخص يفكر على أرض الواقع بتلك الأفكار.
لشرح ذلك نضرب المثال الآتي، في كل شهر يوجد حوالي 1600 عملية بحث على جوجل على عبارة “أنا أكره مديري بالعمل” في الولايات المتحدة، وفي استطلاع للعمال الأمريكيين، أشار نصف المستطلَعين بأنهم تركوا عملهم لأنهم يكرهون مديرهم، وبالنظر إلى وجود حوالي 150 مليون عامل في أمريكا، يمكننا القول بأن عمليات البحث حول كراهية المدير تمثل عينة صغيرة من كل شخص يكره مديره بالعمل على أرض الواقع.
وبالمثل، في نوفمبر، كان هناك حوالي 3600 عملية بحث في الولايات المتحدة عن عبارة “أنا أكره المسلمين” وحوالي 2400 عملية بحث عن عبارة “قتل المسلمين”، ونحن نعتقد بأن عمليات البحث هذه التي تمثل كراهية الإسلام تعبّر عن جزء صغير من الكل الأكبر الذين يحوزون هذه الأفكار ولكنهم لم يكتبوها في محرك بحث جوجل.
“إذا كان هناك من هو على استعداد لقول (أنا أكرهم) أو (أنا أشمئز منهم)، فعندها ستكون هذه المشاعر مؤشرًا رائعًا على السلوك، تعكس تمامًا النية الفعلية”، قالت سوزان فيسك، وهي طبيبة نفسانية اجتماعية في جامعة برينستون، لافتة إلى 50 عامًا من أبحاث علم النفس حول التحيز ضد السود، وتابعت، “إذا كان الأشخاص يقومون بأداء عمليات بحث تعبيرية عن المسلمين، فمن المحتمل أن تكون هذه العمليات مرتبطة بجرائم الكراهية ضد المسلمين”.
يبدو أن عمليات بحث جوجل تتميز بضيق عملية الاختيار؛ فبدلًا من استطلاع عينة عشوائية من السكان الأمريكيين عن شعورهم، يعطينا جوجل معلومات عن أفراد محددين تحفزوا لإجراء عملية البحث، ولكن تضييق النطاق قد يساعد بيانات البحث على التنبؤ بجرائم الكراهية.
“استطلاعات الرأي العام، إذا تم تنفيذها بشكل صحيح، تصف ما تعتقده وتشعر به عينة تمثيلية من الأمريكيين حول قضية معينة”، قال بول سنايدرمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستانفورد، في رسالة بالبريد الإلكتروني، وتابع موضحًا، “عمليات البحث في جوجل تجيبنا عن سؤال مختلف يتمثل باستطلاع آراء ومعتقدات المتحمسين لقضية ما حول هذه القضية ذاتها، والجواب على هذا السؤال، ولكونه لا يمثل عينة من الجمهور ككل، قد يكون أفضل رهان للتنبؤ بجرائم الكراهية”.
بمعنى آخر، ارتكاب جرائم الكراهية لا يرتبط بعينة تمثيلية معينة، بل إن هذه الجرائم تتعلق بتصرفات فرد واحد، والعديد من الأمريكيين المسلمين قد شهدوا بالفعل الدمار الذي قد يخلقه شخص واحد فقط يعاني من الإسلاموفوبيا.
أسماء محمد نظامي، امرأة مسلمة عمرها 23 عامًا من ولاية مينيسوتا، تدير خدمات الطلاب ضمن مؤسسة غير ربحية، وترتدي الحجاب، يوم السبت الماضي كانت تقود سيارتها عائدة من أحد اللقاءات، وتوقفت عند إشارة المرور، وحينها رأت رجلًا في السيارة التي بجانبها يحدق بها بشكل صارخ، ومن ثم قام بإنزال زجاج سيارته وصاح بها “عاهرة مسلمة”، وعندما بدأت نظامي بالابتعاد بسيارتها، لحق بها محاولًا قلب سيارتها على جانب الطريق.
“لقد كان الأمر مرعبًا”، قالت نظامي، وتابعت، “منذ وقوع حادثة سان برناردينو، كنت أخشى أن يأتي شخص ما ليلومني عمّا حصل، لتكون ردة فعله بهذه الطريقة”، وبعد الحادث، تقول نظامي بأنها اشترت رذاذ فلفل وكاميرا للوحة القيادة من موقع أمازون، كما أنها تسعى لتظليل لون نوافذ سيارتها باللون الأسود.
“الطقس بارد هنا في مينيسوتا، لذلك بدأت بوضع طاقية رأس فوق حجابي عندما أقود سيارتي” قالت نظامي، وتابعت: “في حال كنت مع شخص ما فإنني أطلب منه أن يرافقني إلى سيارتي، إنه أمر صبياني، ولكنني مع ذلك أطلبه”.
في حين أن الغالبية العظمى من الأمريكيين المسلمين لن يكونوا ضحايا لجرائم الكراهية، إلا أن عددًا قليلًا منهم فقط سينجو من “الشعور الدائم بالخوف والرهبة” خشية أن يكونوا هم أو أحباءهم ضحية جرائم الكراهية التالية، وفق ما تقوله رنا إبراهيم، المرأة المسلمة من لونغ آيلاند الذي تعمل كمساعدة قانونية.
“عندما أرى جرائم الكراهية ضد المساجد، يتنامى قلقي حول أخي، لأنه شاب ملتحي، كما أقلق على والدتي، التي ترتدي الحجاب”، قالت إبراهيم، وتابعت، “أمي تقول لي بأنها عندما تذهب إلى السوبر ماركت الآن، تشعر بأن الجميع يحدق في وجهها، وكأنها موضع اهتمام العالم وخوفهم”.
ولكن ماذا عن الجانب الآخر من المعادلة، هل يمكن للرحمة والتفاهم أن تقف في وجه الكراهية؟
عمليات البحث للحصول على معلومات عن الإسلام والمسلمين ارتفعت بالفعل بعد هجمات باريس وسان برناردينو، ولكن مع ذلك هذا الارتفاع لا يضاهي عدد عمليات البحث عن عبارات الكراهية؛ فعبارات كـ”من هو محمد؟” أو “بماذا يؤمن المسلمون؟” أو “ماذا يقول القرآن؟” على سبيل المثال، لا يمكن مقارنتها بكثافة عبارات البحث المتعصبة، وفي الأيام التي تلت هجمات سان برناردينو، مقابل كل أمريكي قلق من “الإسلاموفوبيا”، كان يوجد باحث آخر يكتب عبارات عن “قتل المسلمين” في جوجل، وفي الوقت الذي كانت فيه عمليات البحث التي تتضمن الكراهية تشكل نحو 20% من جميع عمليات البحث التي تتضمن البحث عن الإسلام أو المسلمين قبل الهجوم، أضحت عبارات الكراهية تشكل أكثر من نصف عبارات البحث حول الإسلام والمسلمين في الساعات التي تلت الهجوم.
الأمر المثير للاهتمام هو أن الكراهية ضد المسلمين ليست مرتفعة للغاية اليوم فحسب، وإنما وصلت إلى حدود استثنائية مقارنة مع التحامل والكراهية الممارسة ضد أي مجموعة أخرى في الولايات المتحدة؛ فمن خلال دراستنا لعمليات البحث التي تتخذ مواقف متحاملة أو مبغضة تجاه السود، البيض، مثليي الجنس، الآسيويين، اليهود، المكسيكيين، والمسيحيين، وجدنا بأن المواقف السلبية ضد المسلمين اليوم هي أعلى من أي تحامل أو كراهية مورسا ضد أي جماعة في أي شهر منذ عام 2004، وهو العام الذي بدأت فيه جوجل بالاحتفاظ بالبيانات التفصيلية حول عبارات البحث.
بيانات البحث تخبرنا أيضًا بأن التغيرات في الاهتمامات السياسية بين الأمريكيين تقع بسرعة مثيرة للدهشة، فهي تحدث في غضون دقائق، بكل ما للكلمة من معنى، من وقوع الهجمات الإرهابية؛ فمثلًا قبل هجمات باريس، 60% من عمليات بحث الأمريكيين حول اللاجئين السوريين شهدت تعابيرًا إيجابية، حيث كان الباحثون يسألون عن الكيفية التي يمكنهم من خلالها المساعدة أو التطوع أو مد يد العون للاجئين، و40% من عبارات البحث الأخرى كانت سلبية، حيث أعربت معظمها عن مخاوف أمنية من استقبال اللاجئين، ولكن بعد تفجيرات باريس، ارتفعت حصة الأشخاص المعادين للاجئين إلى 80% في غضون فترة قصيرة نسبيًا.
وفي ذات السياق، إذا ألقينا نظرة حول عمليات البحث ذات الصلة بالمساجد، فبالنسبة لمعظم العقد الماضي، كانت أغلب عبارات البحث حول المساجد تعبّر عن حالة فضول ثقافي، كعبارات “ما هي المساجد؟” أو “ماذا تعني كلمة مسجد” أو “متى يذهب المسلمون إلى المسجد”، ولكن فورًا بعد حادثة إطلاق النار في سان برناردينو، بدأت عبارات البحث تشير إلى وجوب إغلاق المساجد.
إذن، ما الذي يمكننا القيام به لمحاربة الإسلاموفوبيا؟
للأسف، ليست هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن الحلول التي تبدو عقلانية وصحيحة قد تنجح في حل المشكلة؛ فمثلًا إحدى الأفكار قد تتمثل بزيادة الاندماج الثقافي، ويستند هذا الحل على فرضية “التواصل”، فإذا وُجد المزيد من الأمريكيين الذين يتعايشون مع جيران مسلمين، فعندها سيتعلمون كيف يمنعون مشاعر الكراهية اللا عقلانية من الطغيان على أفكارهم.
ولكن على أرض الواقع، لم نجد الدعم لتلك الفرضية في البيانات التي بحثنا خلالها، بل وجدنا عكس ذلك تمامًا، حيث قمنا باستطلاع عبارات البحث الصادرة عن 10 ولايات أمريكية تتمتع بأعلى نسبة من السكان المسلمين في الولايات المتحدة، ففي المتوسط، تضم هذه المقاطعات المسلمة حوالي 11% من السكان المسلمين، مقارنة مع 0.9% في الولايات المتحدة ككل، وتبين لنا بأنه ضمن هذه الولايات الـ10، كانت معدلات البحث المعادية للمسلمين أعلى بنحو 8 أضعاف مما هي عليه في بقية أنحاء البلاد، وهذا دليل على هيمنة فرضية “التهديد العنصري”، التي تفترض بأن التقارب يولد التوتر لا الثقة.
حل آخر قد يتمثل بدعوة القادة للحديث عن أهمية التسامح ولا عقلانية الكراهية، كما فعل الرئيس أوباما في خطابه من المكتب البيضاوي ليلة الأحد الماضية، حين طلب من الأمريكيين رفض التمييز والاختبارات الدينية للمهاجرين، وردود الفعل على كلمته تقدم لنا فرصة ممتازة لمعرفة صحة هذه الفرضية من عدمها.
في الأعم الغالب، وجدنا أن كلمات أوباما المنمقة سقطت على آذان صماء، وعمومًا، أثار خطابه عبارات التعصب أكثر من استثارته لعبارات التسامح؛ فالرئيس قال في خطابه “يقع على عاتق جميع الأمريكيين – من جميع الأديان – رفض التمييز”، ولكن عمليات البحث التي تنعت المسلمين بالإرهابيين، الفاسدين، العفنيين، والأشرار، تضاعفت خلال وبعد فترة وجيزة من خطابه.
كما قال أوباما أيضًا، “من مسؤوليتنا أن نرفض الاختبارات الدينية للأشخاص الذين نستقبلهم في هذا البلد”، ولكن نسب عبارات البحث السلبية حول اللاجئين السوريين ارتفعت بمقدار 60%، فيما انخفضت عمليات البحث التي تتساءل حول كيفية مساعدة اللاجئين السوريين إلى 35%، وعندما طلب الرئيس أن “لا ننسى أن الحرية أقوى من الخوف”، تضاعفت عمليات البحث عن عبارة “قتل المسلمين” بنسبة ثلاث أضعاف خلال خطابه.
ولكن مع ذلك كان هنالك سطر واحد من خطاب أوباما، حقق ربما الاستجابة التي كان يصبو إليها الأخير، فحين قال “الأمريكيون المسلمون أصدقاؤنا وجيراننا، زملاؤنا بالعمل، أبطالنا الرياضيون، ونعم، هم رجالنا ونساؤنا في الجيش، الذين هم على استعداد للموت دفاعًا عن بلدنا”، وللمرة الأولى منذ أكثر من عام، لم تعد الصفة الأكثر شيوعًا التي تلحق باسم المسلمين في بحث جوجل هي الإرهابيين أو المتطرفين أو اللاجئين، بل أصبحت “المسلمين الرياضيين”، ويليها “الجنود المسلمين”، وفي الواقع احتفظت صفة “الرياضيين” بالصدارة لمدة يوم كامل بعد ذلك.
جون فافرو، كبير محرري خطابات الرئيس السابق، لم يكن متفاجئًا من أن هذا السطر كان فعالًا للغاية، حيث خصه بالذات باعتباره الأفضل خلال قراءته لمسودة الخطاب في وقت مبكر، كما لاحظ أن العديد من التغريدات صُدمت من معرفة أن شاكيل أونيل، النجم الأمريكي الأسطوري لكرة السلة، كان مسلمًا، “معرفة أن الشخص الذي كان بطلًا بالنسبة لك، وقضيت حياتك بأسرها وأنت تعتبره مثالًا لك، هو مسلم، يعد تذكيرًا قويًا للغاية بأن هذا الدين هو جزء من أمريكا، ولطالما كان جزءًا لا يتجزأ من أمريكا”، قال فافرو.
عمومًا، وعلى الرغم من الاستجابة لخطاب الرئيس أوضحت بأن مناجاة طيبة الملائكة من الحشد الغاضب قد تتمخض على الأرجح عن نتائج عكسية، إلا أن استفزاز فضول الحشد الغاضب بمهارة، منحهم معلومات جديدة، وتزويدهم بصور مبتكرة عن المجموعة التي تأجج غضبهم، قد يعمل على توجيه أفكارهم في اتجاهات مختلفة أكثر إيجابية.
بعد غربلة بيانات البحث، وجدنا بأن هناك 3 أشياء نستطيع نحن المواطنين العاديين، غير المتمتعين برخاء توجيه الخطابات من المكتب البيضاوي، القيام بها للحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا.
أولًا، ينبغي على الآباء أن يخبروا أطفالهم بأن الأغلبية الساحقة من الأمريكيين المسلمين لا يشكلون أي تهديد لهم.
ثانيًا، من الحكمة أن تستخدم إدارات الشرطة بيانات البحث لتخصيص الموارد لتحركات الشرطة التنبؤية، فهذه البيانات، على سبيل المثال، يمكن أن تدل قادة الشرطة للوقت المناسب الذي ينبغي فيه إرسال دورية شرطة للقيام بدورية استكشافية إضافية ضمن حي للمسلمين، أو للتأكد من أن مسجدًا ما في بلدة معينة سيبقى آمنًا خلال ليلة محددة.
ثالثًا، يحق للأمريكيين المسلمين أن يتخذوا بعض الاحتياطات، ولكن كمعظم التهديدات الخطيرة، جرائم الكراهية تبقى نادرة، حيث يشير نموذجنا بأن بقاء مستوى الشعور بالإسلاموفوبيا عند مستواه الحالي، سيسفر عن وقوع ضحية واحدة من بين كل 10.000 مسلم كضحية لجرائم الكراهية التي سيتم التبليغ عنها خلال العام المقبل.
أخيرًا، قدرة الإنسان على الغضب والثوران لن تضمحل وتختفي نهائيًا، ولكن هنالك فرق كبير ما بين تصعيد الكراهية الذي نراه اليوم، وذاك الذي شهدناه منذ عقود خلت؛ فاليوم لدينا بيانات رقمية غنية ووافية يمكن أن تساعدنا على معرفة مسببات الكراهية والطريقة الناجعة لاحتوائها والسيطرة عليها، وهذا قد يقدم بعض الأمل للأمريكيين المسلمين الذين أضحوا يرون هذا البلد اليوم وكأنه أكثر عرضة لسورة الغضب من التفاهم.
المصدر: نيويورك تايمز