قام المغرب بتشييد مجمع نور في مدينة ورزازات (الصحراء الشرقية)، وهو أكبر مجمع للطاقة الشمسية المركزة في العالم، يضم ثلاث محطات من المتوقع أن تحقق قدرة توليد مركبة تتجاوز 500 ميغاواط، وسينتج المجمع من الطاقة ما يكفي لتغطية احتياجات أكثر من مليون مغربي بحلول عام 2018؛ بهذا سيؤدي استغلال أشعة الشمس الوفيرة في توليد الطاقة إلى تجنيب المغرب التعرُّض لتقلبات تكاليف الاستيراد، إلى جانب إتاحة إمكانية تصدير الطاقة الخضراء نحو بلدان مجاورة.
يؤكد مشروع الطاقة الشمسية هدف المغرب في تقليص اعتماده على الوقود الأحفوري، والتحول إلى زيادة استخدام الطاقة المتجددة، والمضي نحو تبني إستراتيجية إنمائية منخفضة الانبعاثات الكربونية، ومن المتوقع أن يساهم مجمع نور في خفض الانبعاثات الكربوينة بواقع 760 ألف طن سنويًا، وتقليص اعتماد المغرب على الوقود الأحفوري بواقع 2.5 مليون طن من النفط.
تواجه المغرب مشكلتين أساسيتين فيما يتعلق بالطاقة؛ أولاً، من حيث اكتفاء الطاقة الذاتي تعتمد البلاد على مصادر خارجية بنسبة 97% من إمدادات الطاقة وهو أول مستورد للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ثم مشكلة تنامي الطلب؛ حيث إن تزايد الاحتياج السنوي يتراوح من 6 إلى 8% من حيث الطلب على الطاقة الكهربائية منذ عام 1998.
ويتميز المغرب بفترات طويلة من التعرض لأشعة الشمس تتعدى 300 يوم في السنة، يعد مشروع نور الذي من المتوقع أن يبدأ استغلاله نهاية ديسمبر الجاري، مرحلة أولى من مشروع كبير للطاقة الشمسية بقيمة 9 مليار دولار أمريكي أعلن عنه في صيف 2009، وقال المسؤولون آنذاك إن هذا المشروع سيضطلع بنسبة 38% من توليد الطاقة المركبة في البلاد بحلول عام 2020، وسيشتمل المشروع على خمسة مواقع لتوليد الطاقة الشمسية في البلاد بأكملها، سينتج 2 جيغاواط من الكهرباء بحلول عام 2020.
قام ببناء مجمع نور للطاقة الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، وهي مؤسسة حكومية، وبلغت تكلفة المشروع الذي انطلقت أشغال بنائه في 2013، أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي، حصل عليها المغرب كقروض من البنك الدولي، صندوق التكنولوجيا النظيفة التابع لصناديق الاستثمار في الأنشطة المناخية، البنك الأفريقي للتنمية، ومؤسسات تمويل أوروبية، وسيتم تشغيل هذا المشروع بشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، وهو الشركة الدولية لمشاريع الطاقة والمياه (أكوا باور إنترناشيونال).
عمل على بناء وتجهيز مجمع نور نحو ألف شخص، على مساحة 4.5 مليون متر مربع، حيث ينتشر نصف مليون من الألواح الزجاجية العاكسة والمقوّسة في 800 صف طويل متواز، وتتحرك هذه المرايا التي يبلغ ارتفاع كل منها حوالي 12 مترًا بشكل بطئ ومتناغم في حركة شبيهة بحركة زهور نوار الشمس، إذ تلاحق أشعة الشمس وتلتقطها وتحولها إلى طاقة نظيفة.
وشكلت مصادر الطاقة المتجددة 59% من قدرات الطاقة العالمية التي أضيفت عام 2014، ويشير تقرير 2015 لشبكة سياسات الطاقة المتجددة إلى قيمة استثمارات بأكثر من 300 بليون دولار عالميًا في الطاقة المتجددة خلال 2014، بينها 12.6 بليون دولار في المنطقة العربية، وقد شكلت مصادر الطاقة المتجددة العام الماضي 59% من قدرات الطاقة العالمية، وقد ارتفعت قدرات الخلايا الضوئية الشمسية خلال عشر سنين بمعدلات غير مسبوقة بلغت 48 ضعفًا، من 3.7 جيغاواط عام 2004 إلى 177 جيغاواط عام 2014.