ترجمة حفصة جودة
يسمح نظام الانتخاب الفرنسي القائم على التصويت في جولتين للناخبين بالتنفيس عن غضبهم في الجولة الأولى ثم استعادة العقلانية في الجولة الثانية، حدث هذا في الانتخابات البلدية في شهر مارس الماضي ويحدث هذا الشهر بصورة أكبر في الانتخابات المقرر فيها اختيار رؤساء 13 منطقة فرنسية، وذلك عندما قامت مارين لوبان – المعادية للمهاجرين وللمسلمين والمناهضة للاتحاد الأوروبي – زعيمة الحزب اليمينى المتطرف “الجبهة الوطنية” بتقديم عرض قوي ومخيف في الجولة الأولى ثم فشلت في الحصول على منطقة واحدة حتى في الجولة الثانية يوم الأحد.
كانت النتائج مريحة خاصة بعد القلق والمشاعر المتأججة عقب هجمات باريس الإرهابية التي حدثت الشهر الماضي وكذلك مع استمرار توافد اللاجئين إلى أوروبا، لكن هذا لا يدعو بالضرورة للاحتفال، فبينما كانت مارين وابنة اختها الأكثر تطرفًا، ماريون قد خسرتا بشدة في السباق إلا أن الجبهة الوطنية حصلت على 7 ملايين صوت من كل أنحاء البلاد وتكون بذلك قد تخطت 6.4 مليون صوت حصلت عليها في الانتخابات الرئاسية عام 2012.
في النهاية حدث هذا بسبب زيادة الإقبال من حوالى 50% بالجولة الأولى إلى أكثر من 60% بالجولة الثانية مع انسحاب المرشحين الاشتراكيين في ثلاث مناطق رئيسية لصالح منافسي حزبهم من حزب يمين الوسط – الذي ينتمي إليه نيكولا ساركوزي – المنتشر في تلك المناطق، وذلك لضمان هزيمة الجبهة الوطنية، وتصر لوبان – التي تظل متماسكة – على أن هذه الأصوات الكثيرة التي حصل عليها حزبها تضعها في الطريق إلى الانتخابات الرئاسية عام 2017.
يتعرض الديموقراطيون على جانبي المحيط الأطلسي إلى ضغوط من الغوغائيين المعادين للأجانب الذين يسعون للاستفادة من حالة القلق والخوف، فجولة التصويت الداخلية لمرشحي كل حزب في الولايات المتحدة – مثل نظام الجولتين في فرنسا – يسمح للناخبين بالتنفيس عن غضبهم قبل اتخاذ الاختيار النهائي، ولكن على الناخبين والسياسيين الجادين أن يتعلموا من التجربة الفرنسية؛ فكل صوت حصلت عليه مارين لوبان يساهم في إعطائها مصداقية غير مبررة ويؤكد أن إيقافها في المرة القادمة سيحتاج إلى بذل مجهود أكبر.
المصدر: نيويورك تايمز