فور إعلان المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالف عربي وإسلامي ضد الإرهاب، وخروج تصريحات أخرى تؤكد بأن التحالف لن يلاحق “داعش” فقط وإنما الإرهاب في أي مكان في العالم الإسلامي، أعطى ذلك بصيص أمل للفلسطينين، بتحرك عربي جديد لنصرة قضيتهم والدافع عن مقدساتهم التي استباحها الاحتلال الإسرائيلي.
تطلعات الفلسطينين المحاطة بالأمل الكبير، وجهت مباشرة نحو التحالف العربي والإسلامي الذي تم تشكيله حديثًا، بألا يتوانى في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية داخل فلسطين، ومواجهة رأس الإرهاب الأول في المنطقة وهي “إسرائيل”.
أعلنت السعودية تشكيل تحالف عسكري إسلامي مكونًا من 34 دولة عربية وإسلامية من ضمنها فلسطين، يكون مقره الرياض، ويهدف إلى محاربة الإرهاب، وأكدت السعودية أنها أقامت غرفة عمليات مشتركة في الرياض للتحالف الإسلامي العسكري، الذي لقي تأييدًا من 10 دول أخرى.
الدفاع عن المقدسات
الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، أكد أن ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية داخل الأراضي الفلسطينية من قِبل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المتطرفين، بأشد الحاجة لهبة عربية وإسلامية لنصرة الأقصى والمقدسات، وقال الخطيب: “طالما كنا ننادي في السابق بضرورة توحيد الأمتين العربية والإسلامية، لحماية المقدسات من الإرهاب الإسرائيلي والتصدي له ووضع حد لكل المخططات العنصرية والتهويدية التي تحاك ضد المقدسات”.
وأضاف: “تحرك الأمتين العربية والإسلامية من خلال تحالف مشترك ترأسه السعودية، ضد الأرهاب، يجب أن يشمل ذلك الإرهاب الإسرائيلي المستمر على مرأى ومسمع العالم أجمع، في قتل الفلسطينين بدم بارد وتدنيس مقدساتهم الإسلامية”، وأوضح الخطيب أن: “أي تحالف عربي وإسلامي، يبدأ بخطوات عملية على الأرض، في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي، ستكون لها نتائج إيجابية وداعمة للفلسطينين في الدفاع عن أرضهم وشعبهم ومقدساتهم، التي استباحتها إسرائيل، من تهويد وتقسيم وتدنيس”.
وأشار إلى أن خطابات قادة الأمتين العربية والإسلامية كلها تندد بمسارات الاحتلال الإسرائيلي وإرهابه بحق الفلسطينين، ويجب أن تستثمر تلك الخطابات بخطواط عملية على الأرض، تضع حدًا للإرهاب الإسرائيلي وتتصدى له بكل قوة وحزم.
مضيفًا “الفلسطينيون يتعرضون الآن لأشد وأعنف أنواع الإرهاب الجسدي والديني من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، لذلك وجب على الأمتين العربية والإسلامية من خلال قوتهم المشتركة أن تواجه الإرهاب الإسرائيلي بأسرع وقت وبكل الإمكانيات المتوفرة للتحالف الذي تشترك فيه 34 دولة”.
وكان ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان قال إن: “التحالف الجديد لا يستهدف تنظيم الدولة الإسلامية فقط، بل سيحارب الظاهرة في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، والتحالف سيتصدى لأي منظمة إرهابية،” مشيرًا إلى أن كل دولة في التحالف ستساهم بحسب قدراتها.
رأس الإرهاب
بدوره، أكد يوسف الحساينة، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، أن إسرائيل هي رأس الإرهاب في المنطقة بأكملها، ويجب أن يُقطع هذا الرأس من خلال القوة العربية والإسلامية التي تم تشكيلها، وشدد الحساينة أن إسرائيل هي من ضمن الدول الكثيرة التي تُغذي الإرهاب في المنطقة وتدعمه بكل الأشكال المتوفرة من مال وحماية وتسهيلات، لذلك وجب أن نقضي على إرهاب إسرائيل أولًا”.
وقال “إن تشكيل قوة عربية وإسلامية لمحاربة الإرهاب، والحديث عن أن مهام التحالف ستشمل كل دولة في منطاق العالم الإسلامي، نتمنى أن يشمل ذلك وبشكل أساسي الاحتلال الإسرائيلي، الذي تثبت كل ممارسته بحق شعبنا بأنه إرهابي ويجب محاربته”، وأضاف الحساينة: ” يجب أن تكون القضية الفلسطينية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية المنتهكة من قِبل الاحتلال والمستوطنين المتطرفين، على سلم أولويات أي تحرك عربي وإسلامي جديد ضد الإرهاب في المنطقة بأكملها”.
وتابع: “مشاكل العالم العربي والإسلامي، لن تجد لها أي حلول جذرية، إلا بالقضاء على الإرهاب الإسرائيلي الذي يُغذى كل المنطقة بدعم من قوى خارجية كبيرة، تريد للأمة العربية أن تتشتت وتبقى في حالة صراعات داخلية، وتخلي الساحة لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها العنصرية”.
مشاركة فلسطين
وحول مشاركة دولة فلسطين في التحالف العربي والإسلامي ضد الإرهاب، أكد عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول في العلاقات الخارجية الفلسطينية أن مشاركة فلسطين في التحالف جاءت لضمان السعي لوضع إسرائيل ضمن قائمة الإرهاب ووضعها ضمن تحركات التحالف العربي والإسلامي، وأوضح زكي أن فلسطين تسعى وبكل جهد لوضع إسرائيل واعتداءاتها غير القانونية بحق الفلسطينين والمقدسات الإسلامية والمسيحية المستمرة حتى اللحظة، كهدف أساسي من الأهداف التي نشأ من أجلها التحالف العربي الجديد في محاربة الإرهاب.
وقال: “محاربة التحالف العربي والإسلامي للإرهاب الإسرائيلي، سيكون مقياسًا هامًا في عمل التحالف على أرض الواقع، كون الإرهاب الإسرائيلي لا يحتاج أدلة لإثباته، بل الجرائم والإعدامات التي ارتكبها بحق الفلسطينين، وتدنيس وتقسيم المقدسات الإسلامية والاعتداء عليها، دليل كافِ على إرهاب الاحتلال”، وطالب زكي، قادة التحالف العربي والإسلامي، بعقد اجتماع طارئ لبحث كيفية التعامل مع الإرهاب الإسرائيلي في المنطقة، مشيرًا إلى أن: “مندوب فلسطين في التحالف العربي والإسلامي، سيسعى وبكل جهد من أجل وضع إسرائيل ضمن القائمة الإرهابية الأساسية على جدل أعمال التحالف”.
والدول المشاركة في التحالف هي: السعودية، الأردن، الإمارات، باكستان، البحرين، بنغلاديش، بنين، تركيا، تشاد، توغو، تونس، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا، فلسطين، جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، قطر، كوت دي فوار، الكويت، لبنان، أوغندا، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، مصر، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، واليمن.