شهدت أكاديمية “بافتا” في العاصمة البريطانية لندن الثلاثاء 15 ديسمبر العرض الأول لفيلم “بوبي POPPY”، وذلك بحضور طاقم الفيلم وجمع من العاملين في السينما والصحافيين.
الفيلم يحاكي جانبًا من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل تكرار العداون الإسرائيلي المتكرر على القطاع وذلك من خلال عائلة بريطانية تتأثر بما يردها من أخبار حول القصف الإسرائيلي على غزة.
الفيلم من تأليف الكاتبة البريطانية تريسي برابن وإخراج ريك بلات وإنتاج شركة NOON visual creatives ومقرها لندن، في حين تبنت مؤسسة P21 إنتاج الفيلم.
وقد عبر المخرج بلات عن سعادته بالعرض الأول للفيلم وحضور العديد من المخرجين والمنتجين له وانطباعاتهم الإيجابية عنه، متمنيًا أن يحقق الفيلم حضورًا جيدًا في المهرجانات التي ستنطلق المشاركة بها مع بداية العام 2016.
وقد جاءت الفكرة الأساسية لقصة بوبي POPPY خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة في يوليو 2014، حيث استوقف المصور والمخرج محمد الصعيدي عجز العالم عن تقديم شيء للفلسطينيين رغم ما يشاهده على الهواء مباشرة من قصف ودمار واحتضار للأطفال أمام عدسات الكاميرات.
في المقابل، كانت هناك مظاهرات كبيرة ولافتة نظمت في لندن استنكارًا للحرب الإسرائيلية، ما جعل الصعيدي يشعر بواجب مضاعف تجاه الجمهور الغربي بإقحامه أكثر في معاناة الإنسان الفلسطيني ومحاولة نقله من خانة المتعاطف إلى خانة الفاعل والمؤثر.
ومن هنا تم تحديد ملامح الفكرة الأساسية للفيلم والقائمة على طرح سؤال على العائلة الغربية: ماذا لو كنت أنت مكان العائلة الفلسطينية وعشت هذه الحروب المتكررة؟ وماذا لو شاهدت العائلة الغربية أحد أطفالها وهو يحتضر أمام عيونها؟!
وهكذا عرضت فكرة الفيلم على مجموعة من المؤسسات البريطانية التي تنشط في دعم فلسطين، لتتبنى مؤسسة P21 ومقرها لندن إنتاج الفيلم بالتعاقد مع شركة NOON visual creatives في تنفيذ الفيلم، وذلك بالتعاون مع كاتبة السيناريو البريطانية المعروفة تريسي برابن التي طورت الفكرة وكتبتها بطريقة مشوقة، في حين تم التعاقد مع المخرج ريك بلات المعروف بالعديد من الأعمال الدرامية.
وتدور أحداث الفيلم القصير حول عائلة غربية تخرج في أجازة بينما تكون ابنتهم المراهقة بمزاج سيء، حيث تتخيل وجود أحداث غريبة تدور حولها، كما تشعر بوجود جندي يتربص بها، كما تعثر على لباس عسكري حال عودتها للمنزل منشور على حبل الغسيل، وكلها أمور تدفعها للاستغراب وتنبيه أهلها أن هناك أمور غريبة تدور حولها اليوم لكن دون أن يكترثوا لما تقول.
وبينما العائلة تشاهد نشرة الأخبار مساء ذلك اليوم وإذا بمراسل قناة تلفزيونية في غزة يسلط الضوء على أحداث الحرب الدائرة في غزة، حيث ينقل رسالة صورتها فتاة فلسطينية من تحت أنقاض بيت مدمر، وهنا تصاب العائلة بصدمة وتحديدًا الطفلة “بوبي” التي تطلب من عائلتها أن تفعل شيئًا من أجل هذه الفتاة.
ووسط محاولة العائلة تهوين الأمر على ابنتهم وإشعارها باستحالة عمل شيء تجاه مأساة الفلسطينيين، تسمع العائلة فجأة صوتًا داخل غرفة الجلوس لتكتشف أن مصدره طاولة موجودة وسط الغرفة وهي على شكل صندوق، ليقترب الوالد من الطاولة ويفتحها ليجد أن البنت الفلسطينية التي كانوا يشاهدونها في نشرة الأخبار موجود داخل هذه الطاولة ويعلوها الركام، وهنا تحاول العائلة انتشال البنت الفلسطينية لتفاجئ باقتحام قوات عسكرية لمنزلهم، فتدخل العائلة بحالة من الذعر تنتهي بانسحاب قوات الجيش.
وحالما ينقشع غبار اقتحام المنزل حتى تكتشف العائلة أن ابنتهم “بوبي” اختفت من المنزل مع انسحاب الجنود، وهنا تكون اللحظة الصادمة للعائلة عندما يجدوا ابنتهم “بوبي” على شاشة التلفاز وهي أسفل انقاض بيت مدمر في قطاع غزة.
المصدر: هافنغتون بوست عربي