أظهرت نتائج استطلاع المؤشر العربي لعام 2015 الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة اليوم أن الرأي العام العربي شبه مجمعٍ وبنسبة 89% من المستجيبين، على رفض تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وشمل هذا الاستطلاع 12 بلدًا عربيًا هي: موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، مصر، السودان، فلسطين، لبنان، الأردن، العراق، السعودية، والكويت.
وبين الاستطلاع وجود 7% من المستجوبين أفادوا أن لديهم نظرةً إيجابيةً جدًا وإيجابية إلى حدٍ ما تجاه هذا التنظيم، وبين كذلك أن الذين يحملون نظرة إيجابية نحو تنظيم داعش لا ينطلقون من اتفاقهم مع ما يطرحه التنظيم من موقف وآراء ونمط حياة، وإنما ينطلق من موقف سياسي مرتبط بتطورات الأوضاع في المنطقة العربية والإقليم، ويظهر هذا من خلال اعتبار نصف الرأي العام أن العوامل السياسية هي عناصر قوة هذا التنظيم بين مؤيديه.
وكشف الاستطلاع على كون الاحتقان الطائفي في العراق وسورية، ووجود أفراد متطرفين، والتدخل الأجنبي في شؤون البلدان العربية، ورواج تفسيرات وتأويلات متطرفة متعلقة بالإسلام، تمثل أهم العوامل التي ساهمت في نشوء داعش.
واعتبر 28% من المستجوبين أن دعم التحول الديمقراطي في البلدان العربية إجراء بإمكان اتخاذه للقضاء على الإرهاب وتنظيم الدولة، فيما أفاد 18% أن حل القضية الفلسطينية هو أهم إجراء يجب اتخاذه من أجل القضاء على الإرهاب، وشدد 12% على أن إيجاد حل للأزمة السورية بما يتناسب وتطلعات الشعب السوري هو أهم إجراء للقضاء على الإرهاب وتنظيم الدولة.
من جهة أخرى أفاد 67% من المستجوبين أن إسرائيل والولايات المتحدة هما الأكثر تهديدًا للأمن القومي العربي، ورأى 10% أن إيران هي الدولة الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربي، واعتبر السعوديون والأردنيون واللبنانيون والعراقيون والكويتيون أن إيران هي الدولة الأكثر تهديدًا لأمن بلدانهم.
وأظهرت النتائج أن 85% من مواطني المنطقة العربية يرفضون الاعتراف بإسرائيل، وفسروا موقفهم بعددٍ من العوامل والأسباب معظمها مرتبطة بالطبيعة الاستعمارية والعنصرية والتوسعية لإسرائيل.
وأظهرت نتائج المؤشر أن 34% من الرأي العام، يعتبرون أن الثورات العربية والربيع العربي هي تطورات إيجابية، مقابل 59% عبروا عن تقييمٍ سلبي لها على خلفية الخسائر البشرية الكبيرة لها وعدم تحقيق الثورات أهدافها وحالة الاستقطاب السياسي الحاد وتدهور الأوضاع الاقتصادية (تقييمهم السلبي كان لتطورات ومآلات الثورات وليس الثورات نفسها).
كما اعتبر 48% من المستجوبين أن الربيع العربي يمر بمرحلةِ تعثرٍ، لكنه سيحقق أهدافه في نهاية المطاف، مقابل 34% يروا أن الربيع العربي قد انتهى وعادت الأنظمة السابقة إلى الحكم، وذكر مواطنو المنطقة العربية التدهور الأمني في بعض البلدان، تدهور الأوضاع الاقتصادية، التدخل الخارجي، ظهور الحركات المتطرفة، تحريض قوى الأنظمة السابقة، وتحريض وسائل الإعلام، بوصفها عوامل رئيسية ساهمت في تعثر الربيع العربي.
وشمل الاستطلاع 18311 مستجيبًا أجريت معهم مقابلات شخصية وجاهية ضمن عينات ممثلة لـ 12 بلدًا عربيًا.
والمؤشر العربي هو استطلاع سنوي ينفذه المركز العربي في البلدان العربية، بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي نحو مجموعةٍ من الموضوعات: الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية، بما في ذلك اتجاهات الرأي العام نحو قضايا الديمقراطية، والمشاركة السياسية والمدنية، ويتضمن كل عام مجموعة من القضايا الراهنة؛ إذ هدف المؤشر في هذا العام إلى التعرف إلى آراء المواطنين العرب نحو تنظيم الدولة (داعش)، والاتفاق النووي الإيراني، والحل الأمثل للأزمة السورية.