شنت الطائرات الإسرائيلية، ليلة الأحد، غارة على موقع تابع لحزب الله اللبناني في دمشق اغتالت فيها القيادي في حزب الله والأسير السابق في السجون الإسرائيلية سمير القنطار، وسط تكتم وصمت إسرائيل الرسمية.
اغتيل القنطار.. ابن حزب الله المقاوم وسط دمشق السورية الممانعة بغارة نفذتها طائرة إسرائيلية عادت إلى قواعدها بسلام دون رد المقاومة أو تحرك الممانعة! ودون أي استنكار من روسيا التي تسيطر فعليًا على الأراضي السورية.
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، خلال الفترة الماضية، اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدخل جيشه بعمليات “من حين لآخر” في سورية، مما يدل على أن المجال الجوي السوري أصبح وكأنه “ساحة تدريب” للطيران الإسرائيلي، ونشرت وسائل إعلام عبرية أن الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية رصدت القنطار الذي تعتبره هدفًا لها في ريف دمشق مؤخرًا ما ساعدها على جمع معلومات عنه واغتياله.
انشغال المحور العجوز الذي يعرّف نفسه بـ “الممانع والمقاوم” والمتمثل في النظام السوري وميليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني بإبادة الثورة السورية وثوارها، جعل المجال الجوي ساحة تدريب لإسرائيل وجيشها، تحلق فيه متى تشاء وتغتال من تشاء وتقصف ما تشاء، وترصد وتتجسس على من تشاء!
إسرائيل الرسمية لم تُقدم على اغتيال القنطار إلا بعد تأكدها أن ردة الفعل لن تتجاوز الاستنكار والتهديد بالرد في “الوقت المناسب”، عدا عن قوة العلاقة الإسرائيلية مع روسيا التي تحتل سورية منذ عدة أشهر بطلب من الذي يسمي نفسه “الرئيس السوري”.
فالتنسيق الروسي الإسرائيلي في سورية يتم بأعلى مستوياته الآن، باعتراف رسمي صريح وواضح من الجهات والدوائر الرسمية في روسيا وإسرائيل.
قصفت إسرائيل في بداية الاحتلال الروسي لسورية مواقع تابعة لحزب الله اللبناني وأسقطت قيادات رفيعة المستوى، وتحدثت تقارير إعلامية عن مقتل قيادات إيرانية أيضًا بالغارات الإسرائيلية التي نفذت في السابق.
إذًا الرد معروف.. لا رد!
كيف ترد إيران وكيف يرد حزب الله وكيف يرد النظام السوري على غارات إسرائيل؟! هل بإمكانهم إغضاب روسيا وقائدها بوتين الذي يعتبره “الممانعون العرب” الأب الروحي لهم؟! السؤال لا يحتاج إلى تفكير.. طبعًا لا.
مسؤولون إسرائيليون وجنرالات أكدوا أن روسيا ترى بأن أهداف إسرائيل في سورية لا تشكل أي خطر أو تهديد لها، وأن المصالح الإسرائيلية لا تتناقض مع المصلحة الروسية في سورية بل تلتقي أحيانًا.
وأشار عدد من القيادات الإسرائيلية أن التنسيق مع روسيا في سورية يأتي بثماره ويحقق الأهداف المرجوة منه ويمكّن إسرائيل من تحقيق أهدافها.
إذا، إسرائيل على يقين شبه تام أن اغتيال القيادي اللبناني في حزب الله سمير القنطار سيمر دون أي رد من قوى “الممانعة والمقاومة” العجوزة، ويبدو أن روسيا وإرضاء الروس بالنسبة للمحور العجوز أهم من أي شيء آخر، أهم من السيادة ومن القيادة.
انزلاق أخلاقي كبير وإجرام واستبداد مستمر وعمالة وتنازل عن الثوابت، كلها ابتدأت منذ أول رصاصة أطلقت على أول ثائر سوري وستستمر حتى تحرير سورية من الاحتلال بكل مسمياته وأشكاله وأنواعه بإذن الله.