في الوقت الذي اجتاح فيه أكبر إعصار يضرب اليابسة الفلبين مخلفا كارثة إنسانية بأكثر من عشرة آلاف قتيل وقرابة نصف مليون مشرد وملايين المتضررين، حاولت العديد من الدول المشاركة في إغاثة الشعب الفلبيني المتضرر.
ألمانيا كانت من أوائل الدول في إرسال المساعدات، فقد أرسلت برلين في الساعات الأولى للكارثة خمسة آلاف بطانية وثلاثة آلاف قطعة ملابس ثقيلة لمثل هذه الظروف الجوية، وأعلن وزير الخارجية الألماني تخصيص ٥٠٠ ألف يورو لعمليات الإغاثة.
بريطانيا وعدت بستة ملايين جنيه استرليني من المساعدات، بحسب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. أما الصين فوعدت ب١٠٠ ألف دولار فقط من المساعدات ما أثار العديد من الانتقادات ضدها.
الاتحاد الأوروبي وعد كذلك بثلاثة ملايين يورو.
وورغم أن هناك مئات الآلاف من العمال والخادمات من الفلبين يعملون في الدول العربية خاصة دول الخليج العربي، إلا أن دول الشرق الأوسط، عدا تركيا، لم تعلن عن تخصيص مساعدات أو أموال لإغاثة المنكوبين هناك.
تركيا التي طار نائب رئيس وزرائها بشير أتالاي إلى الفلبين قبل ثلاثة أيام بحمولة قدرها ٦٥ طنا من المساعدات قالت أنها تضم١٠٠٠ خيمة و٨٠٠٠ بطانية ومعدات مطبخ للأكل ومساعدات غذائية متنوعة.
من جانبها أرسلت الولايات المتحدة كمية كبيرة من المساعدات، من ضمنها ملاجئ للإيواء قد تخدم قرابة عشرة آلاف عائلة متضررة، بالإضافة لإرسالها عشرة آلاف طن من الغذاء الذي يكفي حوالي ٢٠ ألف طفل بالإضافة لخمسة عشر ألف شخص بالغ لمدة خمسة أيام.
إلا أن المختلف في حالة الولايات المتحدة هو مشاركة قواعدها العسكرية في اليابان، ففي الوقت الذي شاركت فيه القطاعات المدنية في أمريكا في إرسال المساعدات، وصل إلى الفلبين أكثر من ٩٠ من جنود البحرية والبحارة الأمريكيين للمساهمة في جهود الإنقاذ والبحث عن ناجين في المناطق التي اجتاحها الإعصار
المفارقة هنا أن الفلبين كانت قلقة للغاية من إعادة القواعد الأمريكية التي فككت سابقا إلى البلاد، ما حدا بوزير الدفاع الأمريكي أن يطمئن مانيلا قبل شهرين بخصوص عدم نية الولايات المتحدة إعادة إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في البلاد.
الأمم المتحدة أطلقت حملة لإرسال ٣٠٠ مليون دولار للفلبين، وقالت أن قرابة ١١ مليون إنسان قد تضرروا من الإعصار.
ورغم الإعلان عن كل تلك المساعدات، إلا أن هناك الكثير من الشكاوى والمعلومات التي تؤكد عدم وصول المساعدات لأكثر المناطق المتضررة، مراسل الأسوشيتد برس استطاع أن يتحرك داخل أكثر المناطق تضررا في مساحة أربعة أميال وأكد عدم وصول أي مساعدات لتلك المناطق، كما رصد أربعين جثة لضحايا لم يتم التعامل معهم حتى الآن.
من الجدير بالذكر أن هذا الإعصار هو الأقوى الذي يواجه الفلبين، وشبهه بعض الناجين بتسونامي الذي حدث في إندونيسيا في ٢٠٠٤ وخلف مئات الآلاف من القتلى والمنكوبين، واجتاح الإعصار هايان الفلبين بسرعة ٣١٣ كيلومتر في الساعة، وخلف دمارا واشعا في القرى والمدن الساحلية وأكبرها مدينة تاكلوبان التي يقطنها قرابة ٢٢٠ ألف شخص كما تحتوي على ميناء دمر تماما بفعل الإعصار.
وقدرت اليونيسيف، التي أرسلت أكثر من ستين طنا من الأدوية والأغذية، نسبة الأطفال المتضررين من الإعصار ب٤٠٪ من عدد المتضررين.