قد تتحدث بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية وربما الأوروبية، أحيانا، عن بعض حوادث التحرش الجنسي بالأطفال التي يتورط فيها بعض الحاخامات اليهود، ولكن أحكاما قضائية واعترافات لحاخامات يهود تؤكد أن كنائس اليهود الأرثوذكس تدير عمليات اغتصاب منظمة لنسبة لا تقل عن 50 بالمائة من أطفال (من الذكور) اليهود الأرثوذكس في أمريكا وإسرائيل.
بعض هؤلاء الأطفال يتم الإيقاع بهم من خلال المعلمين في المدارس الخاصة باليهود الأرثوذكس، والبعض الآخر يصطحبهم أقاربهم وأعمامهم وفي أحيان أخرى يقوم آباؤهم بتقديمهم للحاخامات حتى يمارسوا معهم الجنس، وتؤكد الشهادات والمعلومات التي سنذكرها، أن كنائس اليهود الأرثوذكس لا تكتفي بالسماح لهذه الجرائم بالوقوع، وإنما تقوم بإيقاع أشد العقوبات بكل يهودي يحاول الاعتراض على هذه “العادة”.
الحاخام نوشام روسنبرغ روى تجربته لموقع vice ، وتحدث عن زيارته لحمام تاريخي في مدينة القدس، يزوره اليهود للتطهر قبل الأعياد اليهودية أو قبل يوم السبت، الحمام يدعى بالعبرية “ميكفاه”، وتدعى الميكفاه التي زارها نوشام روسنبرغ “ميا شياريم”، ويقول روسنبرغ: “بعد أن دخلت الميكفاه، كان البخار يغطي كل شيئ، وبعد قليل رأيت وجه حاخام كان يبدو في الستينات من عمره، وبين يديه طفل ربما كان في السابعة”.
ثم أضاف روسنبرغ بذهول: “رغم رؤية الحاخام لي فإنه واصل ممارسة الجنس مع الطفل.. وكذلك الطفل..”، عندما رأى روسنبرغ هذا المشهد أمامه، واستغرب من عدم اكتراث الحاخام الآخر بوجوده، قام بالصراخ في وجهه، وأبعد الطفل من أمامه، فكانت ردة الفعل من الحاخام الآخر أن اعتدى بالضرب على روسنبرغ ووبخه، مطالبا إياه بأن لا يتدخل في ما لا يعنيه.
روسنبرغ، حسب ما صرح به لموقع vice، لم يكن يستبعد حدوث اعتداءات كهذه، كما أنه سمع كثيرا عن أن أطفال يتم التحرش بهم من قبل حاخامات، ولكنه لم يكن يتوقع، قبل ذلك اليوم، أن هذه الأفعال تقع داخل الدور المخصصة للعبادة، أو أن ممارستها أمر طبيعي لا يجعل فاعله يخجل من فعله أو حتى يتخفى حتى يتمكن من فعله، ويقول روسنبرغ: “لقد سمعت كثيرا عن هذا قبل ذاك اليوم، ولكنني الآن شاهدته”.
في سنة 2000، أدانت محكمة ولاية نيوجرسي الأمريكية حاخاما يهوديا شهيرا يدعى “الحاخام لانير”، وذلك بعد أن أثبتت التحقيقات التي أجرتها المحكمة أن لانير، وهو مدير مدرسة ابتدائية يهودية، قام لعقود باستدراج الأطفال من المدرسة وأجبرهم على ممارسة الجنس معه ومع حاخامات آخرين، واعتدى عليهم بالعنف في حالات كثيرة رفضوا فيها الرضوخ له أو لشبكة الحاخامات التي يعمل لصالحها.
الحاخام روسنبرغ، وهو أكثر رجال الدين اليهود الذين تحدثوا عن هذه المشكلة، وذكرت شهادته هذه في عدة وسائل إعلامية، تم إبعاده بالكامل عن الجالية اليهودية، وتم منعه من دخول أي حمام يهودي “ميكفاه”، ويتلقى إلى الآن وبصفة يومية تهديدات بالقتل، ويتعرض لعمليات تعنيف في الشوارع بصفة مستمرة، كان آخرها قبل أيام عندما اعترض طريقه عشرات الأطفال وقاموا بطرحه أرضا وضربه لمدة ربع ساعة.
أحد المعلقين على التحقيق الذي أجرته صحيفة vice الأمريكية، قال: “لو كنت مكانه لقتلت ذاك الحاخام(الذي كان يغتصب الطفل في ميكفاه القدس) حتى يكون عبرة لغيره”، وأجابها آخر قائلا: “لو كنت مكانه لقتلت الحاخام والطفل، فالدراسات والأرقام تؤكد أن كل الأطفال الذين يتم الاعتداء عليهم جنسيا في طفولتهم يمارسون ذات الأفعال عندما يكبرون”.