تعتبر زيارة رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد صحبة وفد وزاري، الأولى من نوعها للجنوب التونسي الذي يقول سكانه إن الدولة لا تهمتم بهم. وتعتبر محافظات الجنوب التونسي من المناطق الاكثر تهميشا في البلاد رغم تعاقب الحكومات واتخاذها شعار مقاومة التهميش والتفاوت الجهوي عنوانا لها.
هذه الزيارة اتّخذ خلالها رئيس الحكومة الحبيب الصيد جملة من الاجراءات لفائدة محافظة توزر( جنوب غرب) إثر مجلس وزارى انعقد بمقر المحافظة مساء أمس الجمعة 25 ديسمبر 2015 من بينها شطب 50 بالمائة من الديون المتخلّدة بذمة مجامع التنمية الفلاحية وذلك بالنسبة إلى الواحات الأكثر تضررا من نقص المياه ومشكل الترويج، فيما سيتم جدولة الدين المتبقي وتسديده على أقساط.
هذا وقد أكد الصيد أنّ الوضع العقاري المعقد للجهة سيحظى بمجموعة من القرارات منها اعفاء البلديات من ديونها والتفويت لفائدتها في مقاسم سكنية عن طريق وزارة أملاك الدولة ضمن برنامج يتم ضبطه للغرض والتسوية العقارية للمناطق السكنية المقامة فوق أراض دولية، الى جانب تكليف المحافظة باعداد تصوّر لاعادة توزيع مقاسم فلاحية دولية يتم استغلالها منذ الثورة سنة 2011 بطريقة غير قانونية.
وفي الجانب السياحى أعلن رئيس الحكومة عن تعزيز السفرات الداخلية بمطار توزر نفطة الدولي بسفرة سادسة واعادة خط توزر باريس لفترة معينة مع تخفيض سعر التذكرة بين توزر وتونس ذهابا وايابا إلى 100 دينار، مؤكّدا أنّ الحكومة ستمنح قريبا رخصة استثنائية لاحد المستثمرين لانجاز مشروع التخزين الانتقائي للطائرات. وأكّد رئيس الحكومة أنّ ولاية توزر فى حاجة الى تنويع قاعدتها الاقتصادية من خلال التسريع في الدراسات المتعلقّة باستغلال منجم توزر نفطة مع مراعاة الجانب البيئي واعطاء الاذن للتعمق من الدراسات الخاصة باستغلال ثروات شط الجريد من ملح وبوتاس لتمكين مستثمرين من أبناء الجهة من رخص للانتصاب، معتبرا أنّ شط الجريد وشط الغرسة ثروة سياحية وثقافية وبيئية وجب حسن استغلالهما.
ومن جانب آخر اقر مجلس وزاري عقد في مقر محافظة قبلي اليوم جملة من المشاريع في المجال الفلاحي منها مقاومة زحف الرمال ابتداء من يناير2016. كما اقر المجلس تزويد المحافظة بالغاز الطبيعي انطلاقاً من السنة القادمة،و فتح اختصاصات جديدة خاصة بالفلاحة في التعليم العالي استغلال جزء من المعهد العالي للتكوين المهني وإحداث إدارة جهوية للنقل بقبلي وميزانية جديدة تقدر ب700 الف دينار و إحداث مسرح بلدي بقبلي.
فيما تزامنت مع هذه الزيارة والاجتماعات الوزارية احتجاجات لعشرات الشباب المعطلين عن العمل و بعض الاهالي المطالبين بالتنمية و ضرورة الاستثمار في المنطقة. واكد وزير التنمية ياسين ابراهيم على هامش هذه الزيارة للجهة ضرورة ربط محافظات الجنوب بمحافظات الساحل حتى يسهل التنمية فيها.وبين الوزير ان 30% من المشاريع التنموية المبرمجة قد تم انجازها و هناك 30% أخرى قصد الانجاز. و يعتبر بعض متساكني محافظات الجنوب ان الدولة غير جادة في مسألة تنمية هذه المنطقة رغم توفر مقومات التنمية فيها. و تتجاوز نسبة البطالة في صفوف اصحاب الشهادات العليا في جهة الجنوب التونسي 20%.