قامت ناسا بتحقيق الكثير من الإنجازات خلال عام 2015، فبهدف استكشاف “جزء من نظامنا الشمسي وما وراءه” قامت ناسا في عام 2015 باتخاذ خطوات كبيرة بغية تنفيذ الرحلات المريخية، وأخذ صور فوتوغرافية لكوكب بلوتو، والالتقاء بـ “سيريس”، واستكشاف تغير المناخ، وإقامة عيد الميلاد الـ 25 لإحدى المركبات الفضائية الصغيرة، وأكثر من ذلك بكثير.
في الربيع
في شهر يناير الماضي، استطاعت ناسا التقاط أول صورة لـ “سيريس”، الكوكب القزم الذي شغل العالم لمدة سنة بأكملها، حيث إن البقع المضيئة التي كانت تظهر على سطحه حيرت العلماء الذين لم يستطيعوا معرفة السبب خلف توهجها.
في الوقت ذاته تقريبًا، كانت ناسا تخطط للقيام بجولة محتملة نحو تيتان، أحد أقمار زحل الذي يعتقد بأنه يحتوي على الكثير من المياه المالحة، وهو واحد من عدة أجسام فضائية تقع داخل نظامنا الشمسي تريد الوكالة الوصول إليها خلال العقدين المقبلين.
خلال الربيع، احتفلت وكالة ناسا أيضًا بالذكرى الـ50 لأول عملية سير في الفضاء، وهو إنجاز رائع، وكذلك احتفلت بذكرى ميلاد تلسكوب هابل الـ25.
خلال تلك الفترة، بدأ سكوت كيلي مع رائد الفضاء الروسي ميخائيل كورنيينكو عامها الذي سيقضيانه في الفضاء، ولكن مفاجأة عام 2015 الكبرى كانت تختبئ في زاوية قريبة أخرى، ففي أواخر شهر مارس، وجد مسبار ناسا (Curiosity) أدلة على وجود العناصر اللازمة للحياة على سطح المريخ، وانتشر هذا الخبر بشكل أكبر في شهر سبتمبر عندما تم الإعلان رسميًا عن وجود الماء، ومنذ تلك اللحظة بدأت جهود البحث عن الحياة على الفور.
في الصيف
احتلت منطقة “كونيمارا” عناوين الصحف مع بداية فصل الصيف، وهي عبارة عن امتداد أراضي على أحد أقمار كوكب المشتري “يوروبا”، حيث سميت هذه المنطقة تيمنًا بالمنطقة الإيرلندية كونيمارا لتشابههما الكبير في الكثير من التفاصيل، وبعد ذلك بدأت المزيد من المعلومات المثيرة للإعجاب بالوصول إلينا من القمر بعد فترة وجيزة.
في الواقع، كان قمر المشتري “يوروبا” مركز اهتمام ناسا لعام 2015، وكان هناك خطط لإسال بعثات إلى القمر البارد على مدار العام.
مع انتهاء فصل الصيف، نشرت ناسا صورًا رائعة لكوكبنا، حيث التقط قمر DSCOVR الفضائي صورة رائعة جديدة للكرة الأرضية تشبه الجوهرة الزرقاء، والتي كانت إحدى الصور التي تصدرت الأخبار في تلك الفترة.
في تلك الفترة أيضًا، بدأت المركبة الفضائية New Horizon نيوهورايزن بإرسال صور لأقمار بلوتو ثم لبلوتو نفسه في لحظات تحبس الأنفاس، وقد استمر هذا الاهتمام الإعلامي لفترة طويلة مع صدور الصور الجديدة قبل أن يتضاءل حجم هذا الخبر بعد الإعلان عن كشوفات جديدة تفيد بأنه تم اكتشاف الأرض 2.0.
الخريف
بدأت الأحداث في الخريف، مع إرسال المركبة الفضائية Curiosity كيوريوستي لصور سيلفي تبين مدى الوحدة التي تشعر بها هذه المركبة على سطح كوكب المريخ الأحمر!
وكان للأرض حصة أيضًا في اكتشافات ناسا، حيث كشفت وكالة الفضاء الأمريكية بعد مراقبتها المستمرة لبيئتنا عن كثب، عن وجود بعض التجويفات ضمن الغلاف البلازمي للكرة الأرضية.
أعقب ذلك النتائج إعلان ناسا عن قياساتها التي أظهرت وجود ارتفاع في نسب المحيطات، حيث تبين بأن البحار حول العالم قد ارتفعت في المتوسط ما يقرب من ثلاث بوصات منذ عام 1992، وأن المياه في بعض المواقع قد ارتفعت إلى أكثر من تسع بوصات بسبب الاختلاف الطبيعي.
واصلت ناسا عملها على بعثتها إلى المريخ خلال تلك الفترة أيضًا، وأعلنت الوكالة عن المزيد من التفصيل التي تظهر الطريقة التي تأمل ناسا من خلالها إرسال البشر إلى الكوكب الأحمر، وفي تلك الفترة أيضًا قامت الوكالة بالمشاركة في إنتاج فيلم The Martian، مما زاد من اهتمام المجتمع في المريخ بشكل أكبر.
في الشتاء
بدأت الاكتشافات العلمية المتحصلة من مرور مركبة New Horizons نيوهورايزن بالقرب من بلوتو بالوصول إلى الأرض في شهر نوفمبر، ومن خلالها تم الكشف عن وجود بعض الهياكل الغريبة حقًا ضمن الكوكب، بما في ذلك البراكين الجليدية والأقمار الدوارة.
في مكان آخر، اقترب محرك صاروخ ناسا الأول من نوعه والمطبوع بتقنية الطابعة الثلاثية الأبعاد خطوة أخرى نحو التنفيذ الواقعي بعد اجتيازه لمجموعة من الاختبارات الجديدة.
محصلة عام 2015
تبعًا لتشارلز بولدن، مدير ناسا، فقد كانت هذه السنة سنة رائعة جعلتنا نقترب بشكل أكبر من الكوكب الأحمر، كما أشار مدير الوكالة إلى تعاقد ناسا في برنامجها الفضائية مع شركاء تجاريين جدد سيقومون قريبًا بإطلاق رواد الفضاء من الولايات المتحدة إلى المحطة الفضائية الدولية، كما تعمل هذه الشركات على تطوير تقنيات جديدة لتحسين البعثات لتكون قادرة بالوصول بنا إلى الفضاء السحيق، ولتحسين الطيران واستكشاف كواكب مجموعتنا الشمسية.
للاحتفال بإنجازاتها الكبيرة، قامت الوكالة بإصدار شريط فيديو يضم أكبر عدد ممكن من الأحداث الرئيسية التي استطاعت الوكالة تضمينها ضمن فترة الفيديو التي لا تزيد عن ثلاث دقائق ونصف.