في خطوة متطرفة جديد وضمن الحملات الإسرائيلية المسعورة ضد المسجد الأقصى، تسعى “منظمات الهيكل المزعوم”، للضغط على حكومة الاحتلال للموافقة على تمرير قرار يسمح برفع علم إسرائيل، على كل مراكز الشرطة الإسرائيلية المنتشرة داخل مدينة القدس وكذلك المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك.
خطوة رفع علم إسرائيل، التي رفضها وبشكل قاطع الفلسطينيون ودعوا لمواجهتها بكل قوة، تأتي ضمن مخطط إسرائيلي كبير تقوده منظمات الهيكل المتطرفة، للسيطرة على المدينة المقدسة كلها، وصولًا إلى رفع العلم الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك.
وأرسلت منظمة “طلاب من أجل الهيكل” رسالة إلى المفتش العام لشرطة الاحتلال طالبوه فيها برفع العلم الإسرائيلي على مخفر شرطة الحرم، بين أسوار المسجد الأقصى، باعتباره نقطة شرطة، في إطار زعمهم أن القانون الإسرائيلي يلزم رفع العلم على كل مؤسسة عامة تابعة للمؤسسة الإسرائيلية، عادّين تلبية الطلب تصحيحًا تاريخيًا وقيمة قومية كبيرة لإسرائيل، على حد تعبيرهم.
حرب دينية
عزام الخطيب، مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، وصف الخطوة الإسرائيلية الجديدة برفع العلم فوق مدينة القدس المحتلة، بأنها من أخطر المخططات التي تُحاك ضد المسجد الأقصى، بهدف السيطرة بشكل كامل عليه، بحجة “تصحيح التاريخ”.
وأكد الخطيب أن “المخططات العنصرية ضد المدينة المقدسة كبيرة وخطيرة للغاية، وهناك جهود تُبذل من عدة أطراف إسرائيلية وصهيونية متطرفة، لرفع العلم الإسرائيلي على كل مراكز الشرطة بالقدس، وصولًا إلى رفعها على المسجد الأقصى”، وأوضح أن “موافقة حكومة الاحتلال على تلك الخطوة من شأنها أن تقلب مدينة القدس كلها، وتشعل حربًا دينية ومعركة مواجهات دائمة ومستمرة بين الفلسطينين والإسرائيليين؛ لكونها خطوة تستفز مشاعر المسلمين بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص”.
وقال الشيخ الخطيب: “المسجد الأقصى جزء من عقيدة المسلمين، ولا يمكن لأي مسلم أو فلسطيني أن يسمح بالمساس به مهما كانت الظروف والتحديات الكبيرة، لمنع تنفيذ الاحتلال أي مخطط يمس بالعقيدة لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم”.
ووجه الشيخ عزام الخطيب نداءً عاجلًا للسلطة الفلسطينية والأمتين العربية والإسلامية، بالتحرك العاجل نحو الدفاع عن مدينة القدس وإنقاذ المسجد الأقصى من المخططات الخطيرة التي يسعى الاحتلال وبتعاون مع جمعيات متطرفة، لتنفيذها، لتغيير معالمها وقلبها لطابع “صهيوني ويهودي”، وإزالة الطابع الإسلامي عنها.
وتعهدت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية، تسيبي حوتوفلي، برفع العلم الإسرائيلي فوق المسجد الأقصى، وقالت: “حلمي أن أرى العلم الإسرائيلي يرفرف على الهيكل، علينا رفع العلم، هذه عاصمة إسرائيل وهذا أقدس مكان للشعب اليهودي”، وتعكس تصريحات المسؤولة الإسرائيلية النبرة العدوانية المتزايدة لحكومة الاحتلال، وتعبر عن النيات الخطرة للحكومة اليمينية التي يرأسها بنيامين نتنياهو تجاه المسجد الأقصى المبارك.
خط أحمر
بدوره، أكد الشيخ ناجح بكيرات، رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث في مدينة القدس المحتلة، أن “خطوة الاحتلال الجديدة لرفع العلم الإسرائيلي في محيط المسجد الأقصى، وكافة مراكز الشرطة الإسرائيلية بمدينة القدس، ضمن مخطط لتغيير الواقع الحالي وخلق واقع جديد”.
وقال الشيخ بكيرات، “إن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات السياسية والأمنية التي وقعها مع الأردن ووزارة الأوقاف الفلسطينية، بحماية الوضع القائم داخل مدينة القدس، وكل ما يقوم به بشكل سري وعلني، مخالف للاتفاقيات ويضع القدس والأقصى بموقف خطير للغاية”.
وحذر من تنفيذ الاحتلال مخطط رفع الأعلام الإسرائيلية بمدينة القدس، مؤكدًا “أن تلك الخطوة تُعد انتهاكًا خطيرًا وكبيرًا، وسيكون لها ردات فعل كبيرة من الفسطينين، وخاصة أهالي مدينة القدس المحتلة”.
وأضاف: “المدينة المقدسة خط أحمر، وأي اعتداء عليها ورفع لأي علم إسرائيلي على أي مركز للشرطة الإسرائيلية، سيواجه بقوة رد فلسطينية وعربية وإسلامية كبيرة للغاية، وموافقة إسرائيل على ذلك تعني الحرب التي لن تنتهي”.
وأوضح أن أخطارًا كبيرة تُحيط بالمسجد الأقصى، ولعل أخطرها رفع العلم الإسرائيلي على أبواب المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة، لإظهار السيادة والإدارة الإسرائيلية المطلقة على المدينة ومقدساتها، وهذا الأمر قريب إذا واصلت الأمتين العربية والإسلامية صمتها “السلبي”.
وتأتي التصريحات الإسرائيلية وتحركات الجمعيات المتطرفة، في وقت يزداد فيه التوتر بسبب الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، وتدنيس المتطرفين من اليهود والمستوطنين بمؤازرة جيش الاحتلال الحرمَ القدسي الشريف، كما ينظم المتطرفون اليهود، الذين تدعمهم قوات الاحتلال الإسرائيلية، اقتحامات متواصلة للمسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، في محاولة لتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا.
وتعترف إسرائيل، التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس، ويضم الحرم القدسي المسجد الأقصى وقبة الصخرة وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها “الأبدية والموحدة”، في حين يحرص الفلسطينيون على أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة دولتهم العتيدة.