مع انطلاقة السنة الميلادية الجديدة يأمل التونسيون في القطع مع الماضي ونظام الاستبداد والعيش في كنف الحرية والكرامة الاجتماعية وتحقيق بعض مقومات العيش الكريم، والقضاء على الإرهاب الذي نغص عيشهم وأربك حياتهم.
حيث يأمل التونسيون في القطع مع نظام الاستبداد الذي يطوع القوانين لخدمته وخدمة أجندته، لنظام يروج لمقولة الأمن مقابل الحرية يستبيح الحرمات غير أبه بحقوق الإنسان والحريات، اختار الترهيب أسلوبًا والعصا آلية لتحقيق ذلك، فلا يفرق بين محام ولا صحافي ولا أستاذ ولا صاحب موهبة وعالم، كلهم مجرمين خونة إذا لم ينصاعوا لأوامره ولم يسمعوا نواهيه حسب تصنيفه، نظام أخذه الحنين لما قبل الثورة فقد كان أحد منظريه وأعمدته الصلبة التي قاومت إرادة الشعب طيلة أكثر من 5 عقود مضت، نظام سجن العالم والأستاذ أهان الصحفي والمحامي.
في هذه السنة يأمل التونسيون في القطع مع مثل هذه الممارسات وطي صفحة الماضي، وفي هذا الشأن يقول أحمد بن حمد “نأمل ألا نرى سياسات الماضي وألا نعيش القمع مجددًا، نريد الأمن والحرية معًا، لم يعد باستطاعتنا رؤية البيوت والحرمات تنتهك، ولا رؤية الصغار أيتام ولا الأمهات ثكلى وحيارى”.
كما يأمل الشعب التونسي أيضًا خلال عام 2016 العيش في كنف الحرية والكرامة الاجتماعية، حرية كما نص عليها الفصل السادس من الدستور الذي بقي حبرًا على ورق منذ صياغته والمصادقة عليه، حرية ينظم بمقتضاها الفرد حياته دون رقابة مسبقة ولا تتبع، ويمارس في إطارها فكره ومعتقداته دون أي تدخل ولا تعديل مادام يحترم النظام العام ودستور البلاد، يريدونها دولة تحترم ذاتها أولاً ثم مواطنيها، لا يريدون سماع شعارات قدر محبتهم رؤية تلك الشعارات تتحقق، هم ينظرون إلى شمال المتوسط كيف يحترم الإنسان فيه ويعامل كإنسان، كيف تحفظ كرامته ويمارس حريته، كرامة اجتماعية تتحقق إذا توافرت أبسط مقومات العيش الكريم والشغل وتحسنت المقدرة الشرائية، بعد أن تدحرج معظم أفراد الشعب إلى مستوى خط الفقر أو أقل.
“شعب تونس لا يريد الكثير بل القليل من مقومات العيش الكريم، يريد أن يعيش في بلده كمواطن كامل الحقوق والواجبات لا كرعية” كما يقول صالح زايدي، ويضيف صالح نريد أن نشعر أننا سكان هذا البلد لا مجرد عابري سبيل تنتهي مدة إقامتنا فيه بمجرد انتهاء المصلحة من ذلك، أملنا الوحيد أن يطبق الدستور بكل حذافيره لا التلاعب به وتطبيق ما يحبون وترك ما لا يبتغون.
ليس هذا فقط ما يأمل التونسيون تحقيقه في هذا العام الجديد بل أيضًا القضاء على الإرهاب مهما كانت أهدافه ومرتكبوه، فقد نغص عيشهم وأربك حياتهم، ملّوا إرهاب الجماعات المسلحة المتحصنة في الجبال والوديان، وإرهاب الدولة وأعوانها في الإدارات والمؤسسات، فكلاهما إرهاب وإن اختلفت الغاية والوسائل، فالإرهاب وإن لم يتفق على تعريفه فهو اعتداء على الآخر بالعنف دون موجب حق، عنف مادي ومعنوي، جماعات مسلحة ضربت أمن البلاد وحاولت زعزعة أركانها، وبعض موظفي الدولة امتهنوا احتقار المواطن مهنة والتقليل من شأنه وسيلة للتسلية.
شعب تونس يأمل في إيجاد مقاربات جدية للقضاء على الإرهاب بكل مستوياته ويطلب من الدولة أن تأخذ دورها المناط على عهدتها وحمايته من كل أذى، لا تركه بين الذئاب تنهش لحمه.
عديدة هي طموحات التونسي في هذه السنة الميلادية الجديدة، ومع ذلك فهو يرضى تحقيق أدناها ولا يصبو لغير العيش الكريم كمواطن كامل الحقوق والواجبات في وطنه الغالي على قلبه.