أعلنت السلطات في المملكة العربية السعودية، صباح اليوم السبت، إعدام 47 شخصًا، بتهمة الإرهاب، بينهم رجل الدين الشيعي الشيخ نمر باقر النمر، وقد أصدرت وزارة الداخلية السعودية بيانًا أكد أن القضاء في المملكة أدان المنفذ بحقهم الحكم باعتناق ما أسموه “المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج، المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ونشره بأساليب مضللة والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية” بحسب البيان.
هؤلاء الـ 47 المنفذ بحقهم الإعدام، بينهم 45 سعوديًا ومصريًا واحدًا وتشاديًا واحدًا، اتهموا أيضًا بـ “استهداف مقارّ الأجهزة الأمنية والعسكرية، وسعيهم لضرب الاقتصاد الوطني، والإضرار بمكانة المملكة وعلاقاتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة”.
وبحسب ما أوردت وزراة الداخلية فإن الأحكام قد صدقت من محكمة الاستئناف المختصة ومن المحكمة العليا وصدر أمر ملكي بإنفاذها.
أبرز هذه الشخصيات المنفذ بحقها الإعدام هو رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر الذي أعلن محاميه صادق الجبران، وشقيقه محمد من قبل، تأييد محكمة الاستئناف الجزائية والمحكمة العليا، الحكم الابتدائي الصادر بإعدامه في أكتوبر الماضي، بعد إدانته بإشعال الفتنة الطائفية والخروج على ولي الأمر في السعودية.
وقد حذرت أسرة النمر من أن إعدامه “قد يثير ردود فعل لا نريدها”، مذكرين بأن الشيخ النمر “لديه أنصار في المناطق الشيعية في العالم الإسلامي”، بعدما كانوا يأملون في عفو ملكي يوقف الإعدام الصادر بحق الشيخ النمر وستة شيعة آخرين، لكن السلطات السعودية آثرت تنفيذ الحكم.
يعتبر النمر أحد أهم المراجع الشيعية في الخليج وأحد أهم المعارضين للنظام في المملكة العربية السعودية على حد سواء، كما تربط الرجل علاقات قوية بدولة إيران؛ ما تسبب بتعدد مرات اعتقاله في السعودية، حيث تلقى تعليمه الديني في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أحد الحوزات في مدينة قم والتي تعتبر مركز ثقل لعلماء الدين الشيعة، والتي تخرج العديد من المراجع الدينية الشيعية.
حذرت إيران مرارًا من إعدام النمر، ولكن على ما يبدو لم تأبه السعودية لهذه التحذيرات، جاء ذلك في السابق على لسان معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي أكد أن صدور الحكم على المرجع الشيعي السعودي سيؤثر بنحو كبير في علاقات العالم الإسلامي مع السعودية، وقد أكد أمير عبد اللهيان، فى تصريح لقناة العالم الإيرانية في شهر أكتوبر الماضي، أن إعدام الشيخ نمر النمر سيكلف السعودية ثمنًا باهظًا.
فيما لم تصدر أية تصريحات رسمية عن إيران حتى اللحظة، ولكنه يُعتقد ألا يمر إعدام نمر النمر بدون ردود أفعال متوقعة من الطائفة الشيعية في الخليج، خاصة وأن هذا الرجل له تأثير خاص في المجتمع الخليجي ككل، ليس فقط لمعارضته للأسرة الحاكمة بأكبر دولة خليجية فحسب بل لمكانته الدينية عند معتنقي المذهب الشيعي في الخليج، وهذا اتضح في زياراته المتكررة للدول التي تحتوي على مكون سكاني شيعي.
كما أن الأمر سيكون له ردود أفعال ذات أبعاد أخرى غير الطائفية، لأن منظمات حقوقية دولية قد حذرت من مغبة تنفيذ القرار في السابق باعتباره يمثل مؤشرًا خطيرًا على أوضاع حقوق الإنسان بالسعودية صاحبة السجل القمعي لجميع معارضي السلطة.
وهو الأمر الذي أدى بالأمم المتحدة بعد الحكم للمطالبة بضرورة وقف أحكام الإعدام، كذلك طالبت منظمة العفو الدولية حينها الحكومة السعودية بإلغاء الحكم “المروع” حسب وصفها.