في إصدار لمركز الجزيرة للدراسات عن هيكلية تنظيم الدولة الإسلامية لم يظهر في المجالس والهيئات والتنظيمات الإدارية ما يسمى بـ “اللجنة العامة المشرفة”.
كذلك لم تظهر اللجنة في الدراسات والتقارير التي تكلمت عن هيكلية التنظيم وأجهزته الإدارية والتنفيذية، حيث لم يتم التطرق إلى تلك اللجنة، فما هي حقيقة وجود تلك اللجنة، وما طبيعة عملها، وهيكليتها في التنظيم؟
حقيقة وجود الهيئة العامة المشرفة؟
“مدوا الأيادي لبيعة البغدادي” أحد أبرز عناوين الإصدارات الورقية التي تم توزيعها ونشرها بشكل مكثف، بعد إعلان التنظيم الخلافة الإسلامية وتنصيب قائد التنظيم البغدادي خليفة للمسلمين أصدرت مكتبة الهمْة التابعة لتنظيم الدولة المطوية التي تحفز على بيعة البغدادي والتي قام بإعداد مادتها تركي البنعلي أحد أبرز المنظرين والقيادات الشرعية للتنظيم ويذكر بالنص فيها مناقب البغدادي ومناصبه: “فإمارة اللجنة العامة المشرفة على الولايات، ثم أميرًا لدولة العراق الإسلامية”.
وهذا دليل قاطع على وجود تلك اللجنة وأهميتها وقربها من رأس الهرم في التنظيم؛ مما جعل البغدادي يتحول من إمارتها إلى إمارة التنظيم مباشرة، كما يدل على قدم وجود اللجنة منذ إعلان دولة العراق الإسلامية في العام 2006 بقيادة البغدادي الأول أبو عمر.
هيكلية اللجنة العامة المشرفة والمهام التي تقوم بها؟
تعد اللجنة من اللجان القيادية البارزة في التنظيم وترتبط بالبغدادي مباشرة؛ حيث يقوم البغداي من خلال اللجنة برسم السياسات العامة للولايات وإعطاء التوجيهات الشرعية والأمنية والتنظيمية، ويتركز عمل اللجنة على مواضيع مهمة وحساسة جدًا أبرزها متابعة الخلافات بين أعضاء التنظيم في الولايات البعيدة وإصدار التعميمات الإدارية والأمنية العامة لعناصر التنظيم في كافة الولايات، وتعتبر هي همزة الوصل القوية بين قلب التنظيم “العراق وسوريا” وبين الأطرف البعيدة، وتتكون من الأمير العام ومجموعة أمراء يمثلون الجانب الشرعي والأمني والخدمي ليكونوا عبارة عن مستشارين وناقلين معلومات لغرض إصدار البيانات العامة.
وعادة ما يتم اختيار أمراء اللجنة العامة المشرفة من الذي يتسمون بالقبول العام كونهم سيكونوا واجهة التنظيم للولايات ويعطون التصور العام الذي يرغب البغدادي نقله للأتباع، فيصدرون التعليمات التي تنشر بين عناصر التنظيم في كل الولايات في أمور مختلفة منها الأمنية والشرعية وحتى الخدمية، وبحسب شهود عيان فإن مقر اللجنة هو مدينة الموصل ولديها مقر ثانوي في الرقة السورية، ويعد أبرز وجوه اللجنة هو القيادي الشرعي “أنس نشوان” الملقب بأبي مالك التميمي وهو مسؤول اللجنة الشرعية التابعة للجنة العامة المشرفة، حيث نعته مجلة دابق وذكرت منصبه حينما قتل في معارك في ريف حمص وهو صاحب الصورة المشهورة جدًا في أحد إصدرات التنظيم وهو يعصب رأسه بعصابة زرقاء.
“أنس نشوان” الملقب بأبي مالك التميمي
أبرز الكتب الصادرة من اللجنة العامة والتي تم رصدها
تعد مجموعة الكتب الصادرة من اللجنة العامة المشرفة ملزمة لجميع ولايات التنظيم وتصدر اللجنة بياناتها ويتم تعميمها على جميع ولايات التنظيم للعمل بها.
نماذج من البيانات في المجالات المختلفة
في المجال الأمني
كتاب منع استخدام أجهزة شركة أبل الأمريكية ومنع استخدام خدمة الجي بي إس
في المجال الطبي
كتاب معمل الأطراف الصناعية في الموصل
في المجال العسكري
منع التصوير في المعارك لعناصر التنظيم
في مجال الاقتصادي
منع استيراد البضائع الإيرانية
في المجال الإعلامي
منع تصوير عمليات الذبح
ويستدل من هذه الكتب على أهمية اللجنة العامة التي تشرف وتصدر التعليمات لجميع الولايات بمختلف الاختصاصات وعلى ترابط اللجنة مع مجموعة أمور عامة للتنظيم من نواحي أمنية وعسكرية وإعلامية واقتصادية.
“اللجنة العامة المشرفة” تجعلنا نعيد النظر في حقيقة ما يصدرعن هيكلية التنظيم وحول وجود لجان وهيئات وتنظيمات إدارية يستخدمها التنظيم ولم تنشر مما يجعلنا ندرك حجم النقص في التصور العام الذي ينقصه المعلومة الدقيقة فيما يختص بتنظيم الدولة “داعش”.