يقول البعض بأن الانقلاب الذي عاشته مصر في 3 يوليو وقع بفضل نجيب ساويرس، ناسبا ذلك إلى وسائل الإعلام التي يمتلكها الرجل والتي ما فتئت تهاجم الرئيس المصري محمد مرسي حتى بعد الإطاحة به، ويقول آخرون بأن الانقلاب قام لأجل نجيب ساويرس الذي اضطر خلال فترة حكم مصر إلى الهروب من مصر بعد فتح السلطات المصرية لملفات تهرب الرجل من دفع الضرائب والتي –ربما- كانت لتكلفه مليارات الدولارات لو لم يغلقها الانقلاب.
وفي مقابلة هاتفية أجراها يوم الأحد مع رويترز من على يخت قبالة سواحل جزيرة ميكونوس اليونانية حيث يقضي عطلته ، بشر نجيب ساويرس المصريين بأن الاقتصاد المصري قد ينهار بالكامل، قائلا: “مبعث قلقي أساسا هو أنه ما لم نساعد في تحريك الاقتصاد بسرعة هائلة ستفلس البلاد.. الوضع بهذا السوء.. هل سنتوجه كل عام للسعودية والكويت لطلب المساعدة؟ هل هكذا نشعر بالفخر تجاه بلدنا؟”.
وبالنسبة للمساعدات الخليجية، قال ساويرس أنه، بعد الإطاحة بمرسي وتعثر الاقتصاد المصري، قام بالضغط على مسؤولي الحكومات في الكويت والإمارات -اللتين أحجمتا عن مساعدة مصر في عهد مرسي – من أجل تقديم مساعدات سريعة على مدار الأشهر القليلة المقبلة، وهو ما وقع بالفعل حيث تعهدت دول الخليج بتقديم مساعدات لسلطة الانقلاب في مصر، كانت قيمتها ثلاثة مليارات دولار من الإمارات وأربعة مليارات دولار من الكويت، في حين تعهدت السعودية بتقديم خمسة مليارات دولار.
وأضاف ساويرس: “مصر على شفا الانهيار.. نحن مفلسون وننفق 1.5 مليار دولار على الدعم كل شهر.. من الذي سيعطيك هذا المال؟”، مشيرا إلى أن مصر في حاجة وبشكل عاجل إلى استثمارات ضخمة لتحريك الاقتصاد، رابطا، في نفس الوقت، قيامه وإخوته بالاستثمار في مصر، بانتهاء السلطات الحالية من الدستور، حيث قال أنه ينوي استثمار قرابة مليار دولار خلال السنة القادمة في حال الانتهاء من الدستور.
ويذكر أن ساويرس ساهم بشكل كبير في تأسيس وتمويل حزب المصريين الأحرار الليبرالي الذي يعتبر من أهم مكونات جبهة الإنقاذ التي قادها محمد البرادعي للإطاحة بالرئيس مرسي، كما كان للحزب، فضلا عن الصحيفة والقناة التلفزيونية، دور كبير في دعم حملة تمرد، من خلال إتاحة أفرع مكاتب الحزب والفضائيات للاستخدام، وهو ما أكده ساويرس قائلا: “من الأمانة القول بأنني شجعت كل الجهات التابعة لي على دعم الحركة”.
مع العلم بأن عائلة ساويرس، والمنتمية إلى الطائفة القبطية، يتقاسم أربعة من أبنائها وهم ناصف ونجيب وأنسي وسميح ساويرس إحدى أضخم الثروات في كامل القارة الإفريقية وفي العالم، يحث يأتون في المناصب الخمس الأولى في قائمة أثرى أثرياء مصر، ويصنفون ما بين المرتبة الخامسة والمرتبة 29 في قائمة أثرى أثرياء إفريقيا، مع العلم بأن كلا منهم يعمل في مجال خاص، في الإعلام والاتصالات وتجارة السيارات وكذلك الإنشاءات.